غزة – محمد حبيب
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، الثلاثاء، أنّ غالبية الأطفال الذين يعيشون في أشد مناطق قطاع غزة تأثرا بالحرب التي خاضها القطاع مع "إسرائيل" العام المنصرم بدأت تظهر عليهم أعراض القلق الانفعالي والصدمة، بما في ذلك التبول أثناء النوم والكوابيس.
وفي أغسطس/ آب، أنهى وقف لإطلاق النار حربا استمرت 50 يوما بين الفلسطينيين و"إسرائيل" في غزة، وبيّن مسؤولو الصحة أنّ أكثر من 2100 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين سقطوا قتلى، وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنّ عدد قتلاها بلغ 67 جنديا وستة مدنيين.
وانهالت الضربات الجوية الإسرائيلية والقصف على قطاع غزة ذي الكثافة السكانية العالية وتسببت في دمار واسع في البيوت والمدارس وغيرها من المنشآت.وأطلقت حركة "حماس" وجماعات أخرى آلاف الصواريخ والقذائف على "إسرائيل".
وكان من بين القتلى في غزة 551 طفلا، وبلغ عدد المصابين خلال الحرب 3436 طفلا، وأوضح تقرير لمنظمة "أنقذوا الأطفال" أن 1500 طفل فقدوا آباءهم.
وبيّنت المنظمة أنّ أكثر من 70% من الأطفال في المناطق الأشد تأثرا في غزة يعانون من كوابيس منتظمة ويبللون فراشهم أثناء النوم، ويعيشون في خوف من تجدد القتال، بينما لا يريد نصف الأطفال الذهاب إلى المدارس لأنهم خائفون من مغادرة البيوت.
وأبرزت طفلة عمرها 12 عاما للمنظمة "شفنا بيتنا وهو ينهار، كنت أبكي لأن لنا ذكريات وأحلام فيه من يوم ما اتولدت، ذكرياتي وصوري وملابسي ولعبي ... كل شيء راح، ما أقدر أعيش، ولا أشعر إلا بالألم".
واعتبرت المنظمة أن التشرد وتكرار التعرض للعنف واقتران ذلك بالبطالة المرتفعة للآباء، ومحدودية الدعم الصحي النفسي، كل ذلك حال دون تعافي الأطفال من الصدمة النفسية التي سببتها الحرب.
وأضافت أن حوالي 100 ألف شخص في غزة مازالوا مشردين رغم مرور عام على الحرب، في حين لم تبدأ بعد عمليات إعادة البناء للمنشآت الصحية وشبكات المياه والمدارس.
وفرضت "إسرائيل" حصارا على قطاع غزة بعد أن فازت حركة "حماس" في الانتخابات عام 2006، وفرضت قيودا مشددة على دخول مواد البناء إلى القطاع منذ نهاية الحرب في الصيف المنصرم.
وبلغ بطء تدفق البضائع حدا دفع الأمم المتحدة الشهر المنصرم إلى القول إن إصلاح الأضرار التي لحقت بالقطاع قد يستغرق 30 عاما، وأن استمرار الحصار وخطر تجدد الحرب جعل من الصعب على أطفال غزة الشعور بممارسة حياة طبيعية.
وصرّح الرئيس التنفيذي للمنظمة، جاستين فورسايث، بأن الكثير من أطفال غزة عايشوا ثلاثة حروب في السنوات السبع الأخيرة اتسمت آخرها بقسوتها. وهم محطمون نفسيا وفي بعض الحالات بدنيا".
ومن بين 1.8 مليون نسمة يعيشون في غزة ويزدادون سنويا بواقع 50 ألف نسمة، يعتمد ما يقرب من الثلثين على المساعدات بشكل أو بآخر. وتمثل غزة أقدم عملية إغاثة للأمم المتحدة إذ بدأت منذ عام 1949.