غزة – محمد حبيب
اعتصم العشرات من الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة الثلاثاء، أمام مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في مدينة غزة لمطالبة الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج عن الطفلة الأسيرة ملاك الخطيب 14 عامًا. ورفع الأطفال، خلال الوقفة، لافتات تدعو المجتمع الدولي وجمعيات حقوق الإنسان لعدم الكيل بمكيالين، والتمييز بين أطفال فلسطين والعالم. ويواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ27 على التوالي اعتقال الطفلة ملاك من محافظة رام الله بتهمة إلقاء الحجارة على جنوده خلال عودتها من المدرسة.
وكبّل الأطفال أمام مكتب المفوض السامي أياديهم بسلاسل حديد في إشارة منهم إلى المعاناة التي يتعرض لها الأطفال يوميًا في سجون الاحتلال.
وصرَّح المتحدث باسم الأطفال عبد الله أبو حصيرة، بأنَّ الاحتلال يواصل حرمان الأطفال من عائلاتهم باعتقالهم داخل السجون، ويضرب بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
وأضاف أبو حصيرة "نحن على موعد جديد مع ظلم أطفال فلسطين في هذا العام، بعد أن كان العام الماضي حافلًا بجرائم الاحتلال بحقهم أمام مسمع العالم الذي لا يرى أطفال فلسطين كباقي أطفال العالم"، متسائلًا "لماذا نُقتل نحن الأطفال أمام العالم الذي يتغنى بالحرية والكرامة دون أن يتحرك أحد؟"
وأشار إلى أنَّ أطفال العالم تنطلق لأجلهم احتفالات ومهرجانات ترفيهية، فيما تنظم لأطفال غزة مهرجانات حفلات تأبين، ووقفات تضامن.
وطالب الطفل السلطة الفلسطينية والفصائل وجميع المؤسسات الإنسانية المهتمة بالطفولة بالتحرك والسعي بشكل صادق لإطلاق سراحها.
من جانبه، أكد المتحدث باسم مؤسسة "مهجة القدس" للأسرى ياسر صالح، أنَّ هذه الوقفة تأتي لدعم وإسناد الطفلة ملاك الخطيب التي تم اعتقالها بحجة إلقائها الحجارة على جنود الاحتلال.
وأضاف "جاء هؤلاء الأطفال ليصرخوا بصوتهم البريء أمام إحدى المؤسسات الدولية في غزة بأنَّ هناك المئات من الأطفال في سجون الاحتلال يعذبون ولا أحد ينظر لأمرهم".
ووصل عدد الأطفال المعتقلين داخل سجون الاحتلال إلى 250 طفلًا قاصرًا بسبب الحملة الإسرائيلية العسكرية الأخيرة في جميع المحافظات الفلسطينية.
وتساءل حسن المصري من مؤسسة "مهجة القدس"، خلال الاعتصام، عن ضمير المجتمع الدولي، وأحرار العالم إزاء اعتقال طفلة لا يتجاوز عمرها 14 عامًا وإصدار حكم بحقها بالحبس لأكثر من شهرين وغرامة مالية 6000 شيكل.
وطالب المصري القنصليات الفلسطينية في جميع دول العالم بعمل برنامج موحد لرفع الظلم عن أطفال فلسطين والأسرى داخل السجون الإسرائيلية كافة.
وأضاف "يجب أن نستمر في طرق أبواب المؤسسات الدولية حتى إسماعنا جوابًا شافيًا في حقوق أسرانا وأطفالنا داخل السجون، وإن لم نسمع ذلك، فلا فائدة من وجود تلك المؤسسات التي ترفع شعارات رنانة بحق الأطفال ولا نسمع شيئًا على أرض الواقع".
وناشد هيئة شؤون الأسرى والمحررين بتقديم جميع الجهود الممكنة من أجل تحرير ككل الأسرى، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود والأيدي الفلسطينية كافة في هذا المجال.