غزة – محمد حبيب
أعلن مركز أسرى فلسطين للدراسات، أن عدد الأسرى العرب في سجون الاحتلال تقلّص في السنوات الأخيرة ليصل إلى 31 أسيرًا، غالبيتهم من الأسرى الأردنيين وعدد من المصريين، وقد كان عددهم في الستينات والسبعينات يقدر بالآلاف، وقد أُفرج عنهم خلال صفقات تبادل تمت بين الاحتلال الإسرائيلي وعدد من الدول العربية، وخلال سنوات قريبة مضت كان عددهم يقارب 70 أسيرًا.
وأفاد المركز في بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة منه الأربعاء، بأن "هؤلاء الأسرى جزء أصيل من جسم الحركة الوطنية الأسيرة، وتعرضوا ولا يزالوا لما يتعرض له باقي الأسرى الفلسطينيين من انتهاكات ومعاملة لا إنسانية وتقاسموا معهم كل أصناف العذاب والمعاناة وخاضوا كذلك كافة المواقف النضالية والبطولية، وامتزجت دماء شهداءهم بدماء أسرانا، إنهم الأسرى العرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي".
وأوضح الناطق باسم المركز الباحث رياض الأشقر، أن الشعب الفلسطيني تقديرًا وتكريمًا للأسرى العرب ونضالهم من أجل حرية فلسطين، وتحريرها من دنس الاحتلال الإسرائيلي، خصص الثاني والعشرين من نيسان /أبريل من كل عام ليكون يومًا للأسير العربي وهو اليوم الذي اُعتقل فيه عميد الأسرى العرب الأسير المحرر سمير القنطار عام 1979، والذي تحرر في إطار صفقة التبادل التي أنجزها حزب الله في تموز/يوليو عام 2008، حيث يحييه الشعب الفلسطيني كل عام، وفاءًا للأشقاء العرب، الذين اعتقلوا وأفنوا زهرات شبابهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي من أجل القضية الفلسطينية.
وبيّن الأشقر أن الاحتلال يعتقل في سجونه 31 أسيرًا عربيًا، منهم 24 أسيرًا أردنيًا ، بينهم الطفل محمد مهدي سليمان الذي اعتقل من نابلس حيث تسكن والدته بتاريخ 15/3/2013، وهو يبلغ من العمر 16 عامًا فقط، وتم الاعتداء عليه أمام والدته وإخوانه، إضافة إلى 7 أسرى مصريين غالبيتهم من سكان محافظات سيناء والذين يتهمهم الاحتلال بإدخال السلاح إلى قطاع غزة وأقدمهم الأسير "محمد حسن عثمان السيد" من سكان القاهرة وهو معتقل منذ 2003م ، ومحكوم بالسجن لمدة 13 عامًا، بتهم إلقاء قنبلة على دورية للاحتلال على حاجز أبوهولي وسط قطاع غزة.
ويعد الأسير الأردني هو المواطن الذي يمتلك رقمًا وطنيًا أردنيًا إضافة إلى جنسية أردنية، وتنطبق عليه كافة الأحكام والقوانين المتبعة في المملكة الأردنية.
وأشار الأشقر إلى أن دماء الأسرى العرب اختلطت بدماء الأسرى الفلسطينيين حيث ارتقى عدد منهم شهداء خلال مسيرة الحركة الأسيرة بينهم الأسير المصري "حسن السواركة" من العريش والذي ارتقى في سجن عسقلان نتيجة التعذيب في عام 1972، كذلك الأسير السوري "عمر شلبي" الذي سقط في سجن عسقلان نتيجة التعذيب أيضًاعام 1973.
وارتقى بعد التحرر الأسير "سيطان الولي" من الجولان، نتيجة الأمراض التي أصيب بها في سجون الاحتلال، والأسير المحرر " هايل أبو زيد" الذي عانى من مرض السرطان خلال فترة اعتقاله.
وأضاف الأشقر ان من بين الأسرى العرب الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد مدى الحياة وأبرزهم الأسير الفلسطيني الذي يحمل الجواز والرقم الوطني الأردني "عبد الله البرغوثي" وهو صاحب أعلى حكم في العالم 67 مؤبدًا ومعتقلًا منذ عام 2003، والأسير الأردني " مرعي صبح أبو سعيدة " ومحكوم بالسجن المؤبد 11 مرة، ومعتقل منذ عام 2004 والأسير الأردني " منير عبد الله مرعي" 5 مؤبدات، والأسير الأردني " هشام أحمد كعبي" 4 مؤبدات.
واعتبر الأشقر حكومتي الأردن ومصر مقصرتين بشكل واضح في الاهتمام بأسراهم في سجون الاحتلال، رغم توقيعهما على معاهدة سلام مع الاحتلال والتي بموجبها لا بد من إطلاق سراح كافة الأسرى، وقد اضطر السفير الأردني لدى الاحتلال خلال إضراب الأسرى الأردنيين عن الطعام وتحت ضغط شعبي منتصف عام 2013 إلى زيارة عدد منهم، وهي الزيارة الأخيرة التي كانت لهم.
وطالب مركز أسرى فلسطين، الحكومتين الأردنية والمصرية، وكذلك الجامعة العربية بالعمل الجاد لإنقاذ حياة هؤلاء الأسرى والضغط على الاحتلال وإلزامه بتأمين زياراتهم وتوفير كافة احتياجاتهم الحياتية، والإفراج عنهم التزامًا بوثيقة السلام الموقعة بين الدولتين وسلطات الاحتلال.