غزة – محمد حبيب
أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات أن ما يقارب من ثلث الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والبالغ عددهم 200 طفل هم من مدينة القدس المحتلة وبعضهم لم يتجاوز عمره ثلاثة عشر عاماً.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر، أن الاحتلال صعد في العام الأخير من استهداف الأطفال المقدسيين، حيث بلغت حالات الاعتقال في مدينة القدس في عام 2013 (380) طفلاً، بينما ارتفعت بشكل كبير جداً خلال عام 2014 وصلت حالات الاعتقال بين الأطفال ما دون الـ18 إلى أكثر من (600) حالة، وخلال العام الحالي تم رصد ما يزيد عن (500) حالة اعتقال لأطفال من القدس.
وأشار الأشقر إلى أن عدد الأطفال المعتقلين من مدينة القدس وصل إلى (60) طفلًا، وهم يشكلون ما نسبته 30% من عدد الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال من كافة مناطق الأراضي الفلسطينية، ومن بين الأطفال المقدسيين المعتقلين (28) طفلًا محكومًا ، بينما (32) طفلًا موقوفين، ويتعرض الأطفال خلال الاعتقال والتحقيق إلى أساليب عنف وتعذيب واضحة تترك أثرًا في نفسية الطفل حتى بعد إطلاق سراحه.
وقال الأشقر: "إن الاحتلال يتعمد استهداف الأطفال المقدسيين بشكل عنيف بهدف محاولة خلق رعب لدى الأطفال وتشويه انتماءاتهم، وأفكارهم، ونفسياتهم، إضافة إلى التهديد المستقبلي للمقدسيين الأطفال، ومحاولة إفراغ مدينة القدس من أهلها"، وذلك من خلال اعتبار الاحتلال اعتقال الطفل نقطة سوداء في ملفه الأمني قد تحرمه من تجديد هويته بعد مرور (10) سنوات، حيث تشترط داخلية الاحتلال إثبات حسن سلوك من شرطة الاحتلال "في حال وجود أي بند يتناقض مع مطالب الداخلية، قد يتم حرمانه من الحصول على الهوية".
وبين الأشقر أن حكومة الاحتلال تسعى لفرض أقسى الأحكام على أطفال القدس، حيث كانت النيابة العامة الإسرائيلية تطالب بإنزال عقوبات شديدة بحق الأطفال المقدسيين، كوسيلة للحد من رشق الحجارة على المركبات الإسرائيلية والشرطة، واستخدام سياسة تعامل صارمة مع الأطفال المقدسيين، والأمر الذى طبق بالفعل من خلال تعديل قانون العقوبات والذي يحتوي على إضافة بند 275(أ) لقانون العقوبات، بهدف تشديد العقوبة على راشقي الحجارة وإدانتهم، وبموجبه سيسمح للاحتلال باعتقال الأطفال القاصرين ما بين 10 إلى 20 عاماً، بمجرد أن يدعي الشرطي على أحد هؤلاء الأطفال ألقى حجرًا على دوريات الاحتلال أو سيارات المستوطنين، وهذا القانون غالبًا ما يستهدف الأطفال المقدسيين.
وأضاف الأشقر بان الاحتلال لم يكتفي باعتقال الأطفال ، انما سعى لفرض مزيد من الإجراءات الإجرامية بحقهم من اجل توجيه ضربة نفسية لهؤلاء الأطفال”، لتحويل الطفل المناضل الذي يبحث ويدافع عن حقوقه ويتربى في حضن وطنه، إلى طفل بعيد عن حقوقه وواقعه الوطني”. لذلك فان الاحتلال يبالغ كثيرا في ايذاء الأطفال المقدسيين المعتقلين، ويفرض عليهم الحبس المنزلي الذي يعمل على الإخلال بتوازن واستقرار العائلة، ويدفع إلى النفور منها، حيث يصبح الأب والأم رغم إرادتهم" سجانين على طفلهم خشية عليه من بطش الاحتلال .
وللحبس المنزلي والإبعاد آثار نفسية مدمرة على الأطفال المقدسيين حيث يحرمهم من الحركة والتوجه إلى مدرستهم، كما يولد لديهم العدوانية وعدم الثقة بالآخرين والانعزال عن المجتمع، و تسبب مشاكل نفسية تؤدي للتبول اللاإرادي وتساقط الشعر ، وتجعله متذمرا ومتوتراً وعدائياً بشكل مستمر، حيث يرى الطفل أصدقائه وهم يلعبون في الخارج ويمرحون وهو لا يستطيع ان يشاركهم ، فيصبح الطفل عصبياً ويصرخ على أهله دون داعي، ويبادلهم العناد والجدال ، لأنه يعتبرهم هم من يسجنونه ويقيدون حريته، وقد يضطر الأهل خوفا على ابنهم من ضربه وتوبيخه، وهذا له أثار اجتماعية على طبيعة العلاقة داخل الأسرة الواحدة ، ويخلق حاجزا وجدارا بين الطفل وذويه .
وطالب الأشقر المؤسسات الدولية بضرورة التدخل من اجل حماية أطفال القدس من الاعتقال والتنكيل، و توفير الدعم القانوني والنفسي المكثف لهم، كما طالب العرب والسلطة بضرورة دعم صمود المقدسيين في مواجهة إجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من أهلها.