لندن ـ ماريا طبراني
أعلنت شركة التوصيل أوبر أنها بدأت تولي السيارات ذاتية القيادة اهتماما كبيرا في الفترة المقبلة، فقد وضعت نظاما مع مرسيدس لإمدادها بـ 100 ألف سيارة ليموزين. وقد أخبر مصدر من داخل الشركة رفض الكشف عن اسمه لرويترز "لقد أرادوا سيارات ذاتية القيادة". وتتجه شركة أوبر للخسارة؛ لذا تحاول توفير تكلفتها بشكل جذري عن طريق الاستغناء عن السائقين في حال دمج السيارات ذاتية القيادة إلى أسطولها.
وتعمل شركات السيارات العملاقة مثل أودي التابعة لفولكس واجن ومرسيدس بنز، وبي إم دبليو والموردين جميعا على تكنولوجيا للسيارات مستقلة القيادة أو شبه مستقلة.
وفي وقت سابق من الجمعة الماضية، أفاد مدير ألمانيا ماغازين نقلا عن مصادر في الشركتين أن أوبر وضعت نظاما يضم ما لا يقل عن 100 ألف سيارة مرسيدس فئة S.
ونفى مصدر آخر مطلع على المسألة أن يكون هناك أي اتفاق أبرم مع مرسيدس بنز، فيما رفضت دايملر وأوبر التعليق.
وقال مصدر ثاني في صناعة السيارات حول صفقة أوبر "نحن لا نريد أن ينتهي بنا الأمر مثل هاتف نوكيا الذي كان مربحا بشكل كبير في الماضي، ثم اختفى".
منذ سنوات ما يسمى بـ "المركبات الذاتية" كان حلما بعيد المنال لكن التقدم التكنولوجي الذي قدمته جوجل مع مواردها المالية الضخمة، شجع على التسابق لإنتاج سيارة في هذا المجال.
وقال محللون في إيكسان بي.إن.بي باريبا أنهم يرون سوقا بـ25 مليار دولار لتكنولوجيا القيادة الآلية بحلول عام 2020، مع السيارات الذكية التي أصبحت مفتاح الصناعة. لكن الوسطاء لا يتوقعون رؤية السيارة على الطريق حتى عام 2025 أو عام 2030، ويرجع ذلك جزئيا إلى العقبات التنظيمية.
في أغسطس 2013، استجابت مرسيدس بنز لجوجل من خلال تطوير سيارة ليموزين من الدرجة S التي سارت بين المدن الألمانية من مانهايم وبفورتسهايم دون أي تدخلات من السائق.
وقالت منافسة مرسيدس "بي إم دبليو" في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها تدرس إطلاق خدمتها الخاصة لتوصيل الزبائن برفاهية تنافس أوبر.
ومن المتوقع أن التعجيل بظهور المركبات ذاتية القيادة التي يحركها جهاز الكمبيوتر، جعل بي إم دبليو تستثمر في مجال البرمجيات والتكنولوجيا.
وثمة عقبة رئيسية في السيارات ذاتية القيادة وهي من يتحمل المسؤولية في حال وقوع حادث؟ معظم الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة 1968 بشأن المرور على الطرق التي تنص على أن الشخص، بدلا من جهاز كمبيوتر، يجب أن يكون متحكما في السيارة.
في فبراير من هذا العام، خفف مسؤولون عن سلامة المركبات في الولايات المتحدة قواعد السماح للسيارات بدون سائق، بالقول إن نظام الذكاء الاصطناعي لتجريب سيارة جوجل ذاتية القيادة يمكن اعتباره سائقا بموجب القانون الاتحادي، وهي خطوة كبيرة نحو الفوز في نهاية المطاف بالموافقة على المركبات الذاتية على الطرق.