لندن ـ كاتيا حداد
يمكنك مشاهدة إِوَزّة تحاول الهبوط إلى الأرض، لتكتشف أنها تفعل أمرًا غريبًا، إذ يعمل الإوَز الطائر على تحريك جسده رأسًا على عقب مع الحفاظ على الرأس في وضع مستقيم بهدف تقليل السرعة قبل الهبوط، ولكن طريقة تمكن الإوَزّ من الإبقاء على رأسه ثابتة كانت الأمر الذي حاول خبراء التوصل إليه، ونجح المهندسون الآن في معرفة اللغز وأقدموا على وصف أعناق هذه الطيور بأنظمة التعليق الموجودة في السيارة.
وحقق باحثون من جامعة "ستانفورد" في قدرة البجع والإوز في الحفاظ على ثبات الرؤوس مع تحريك أجنحتها وهي تواجه الرياح القوية، ويعد ذلك أمرا مهمًا لتتمكن هذه الطيور من معرفة المكان الذي تفضل التجه إليه وحتى تتجنب الاصطدام في الجو مع الطيور الأخرى على سبيل المثال، فضلا عن أن هذه القدرة تجعل الحياة أسهل بالنسبة إلى النظام البصري للإوز بدلا من محاولة التقاط صور غير واضحة إذ يمكنها التركيز على مهام أخرى.
وشاهد فريق الباحثين مقاطع فيديو لبجعات صائحة تحلق فوق بحيرة، لرصد حركة رؤوسها الملائمة مع أجنحتها التي ترفرف، ومن أجل هذا تتبع الباحثون حركات العين والعنق والرأس، وأشارت مقاطع الفيديو إلى أن أعناق الطيور تعمل بآلية مماثلة لأجهزة التعليق في السيارة، وكتب الخبراء في ورقتهم البحثية التي نشرت في "Journal of the Royal Society Interface" أن تذبذب الجسم الناتج عن رفرفة الأجنحة يمكن تخفيفه عن طريق العنق.
وفي حين تمتلك الحيوانات والبشر شكلا من أشكال الاستقرار التلقائي للرأس أثناء الحركة يعمل عنق هذا الطائر على تخفيف حركة الجسم، إذ يمتلك ثلاثة أضعاف عدد الفقرات الموجودة في البشر و200 عضلة على الجانبين، مما يشير إلى آلية معقدة للغاية، ووجد الخبراء أن سلوك العنق يمكن مقارنته بنظام الكتلة المثبطة المستخدم في السيارات من خلال إرفاق حمولة ما لتقليل سرعة السيارة.
ويعتقد الخبراء أن الطائر يمكنه ضبط إيقاعه الداخلي بحيث يركز على التنقل عبر الرحلة أو القيام بمناورة معقدة من خلال التقلب كما يفعل الإوز. وأبرز الباحث في جامعة ستانفورد، ديفيد لينتينك، "مع تقلب أجنحة الطيور فإن الأمر الوحيد الذي يحتاجه أي طائر هو تثبيت العنق، إنه مثل نظام تعليق السيارة، التي تعمل على امتصاص المطبات ومع وجود الأكبر منها نحتاج إلى أنظمة تحكم أكثر تقدما".
وعادة ما تقوم الإوزة بتحريك جسدها مقدار 180 درجة أثناء التقلب في الجو وبالتالي يكون الجسد مقلوبًا مع الحفاظ على استقرار الرأس، ويسبب هذا إزاحة الهواء تحت الأجنحة مع الانخفاض بشكل أسرع وهو ما يشبه عمل مكابح السيارة قبل الهبوط، كما وجدت الدراسة أن استقرار الرأس يتحسن مع الكتلة الإضافية الموجودة في المنقار وهو ما يفسر قدرة البجع والإوز على الاحتفاظ بثبات الرأس حتى في الأجواء العاصفة.
ويعتقد الباحث أنه يمكن استخدام هذه الدراسة في تصميم جيل مقبل من الكاميرات الثابتة التي يمكن استخدامها في الطائرات من دون طيار، وأضافت الدراسة "لدينا الدليل الذي يثبت أن الطائرات من دون طيار مع الأجنحة يمكنها تسجيل صور جيدة باستخدام نظام تعليق الكاميرا المستوحى من البجع".