تونس - كمال السليمي
لا يعرف كثير من الناس حقيقة إفريقيا، وأنها ليست قارة فقيرة؛ وإنما غنية بالجمال الحضاري والمعماري؛ لذا نجلب لكم هذه القائمة من أجمل 10 أماكن في العالم القديم والحديث، على سبيل المثال لا الحصر؛ ولكنها تعطي نكهة لثراء العمارة الأفريقية، والمهندسين المعماريين، والقصص التاريخية وراء تلك الأماكن.
1. جامع "جينيه الكبير"، جينيه، مالي: أكبر مبنى مصنوع من الطين في العالم، وعرف على نطاق واسع بأنه أعظم إنجازات الطراز المعماري للمنطقة السودانية الساحلية، وفي الوقت الحاضر هو التشييد الثالث لهذا المبنى الديني، حيث يقع على سهول الفيضانات من نهر "بني"، وتم بناء المسجد الأصلي في القرن الـ13، في حين تم الانتهاء من إعادة بناء المسجد الكبير على ما هو عليه اليوم، في عام 1907، ولم يكن الموقع مقدسا قبل إنشائه، إنما في الواقع كان قصرًا في السابق.
ويتم، كل ربيع؛ إعادة لصق المسجد، المهمة التي تشارك المدينة كلها فيها، ويشرف على الإصلاحات؛ نقابة مكونة من 80 فردًا من كبار البنائين عبر استخدام الجص وواجهة مع الطين التي تتم صنعها لأسابيع مسبقا، وتوفر المرأة ماء للخليط، في حين تعطي شيوخ المشورة، خلال مهرجان يدعى مهرجان "Crépissage de la Grande Mosquée"، وهو وقت مخصص لإصلاح الضرر والشقوق والتعرية التي لحقت بالمسجد في العام الماضي، بسبب الأمطار الغزيرة غرب أفريقيا.
2. حديقة "ماجوريل"، مراكش، المغرب: بعيدًا عن ضجيج وصخب المدينة القديمة في مراكش؛ توجد حديقة ماجوريل ومنزله، واحة من الهدوء والألوان، وفي عام 1931 كلف الرسام الفرنسي المستشرق جاك ماجوريل، المهندس المعماري بول سينوار كي يبني له استوديو بطابع من الفن الإسلامي، وقرر ماجوريل وابنه لويس، مصمم أثاث، أن يوجدا عملًا فنيَا يعيش طويلًا، حديقة مهيبة من النباتات الغريبة.
وافتتحت الحديقة، رسميًا، للجمهور في عام 1947، ثم تخلي عنها بعد موت ماجوريل في عام 1962، وظلت مهجورة لأكثر من 20 عامًا، حتى اشتراها مصمم الأزياء إيف سان لوران المحب للمغرب بشدة، واحتفظ بها.
3. كنيسة "القديس جورج"، لاليبيلا، إثيوبيا: يعود تاريخ اثيوبيا الطويل من الممالك والأباطرة والسلالات إلى أكثر من 3000 عام، وبلدة لاليبيلا لديها 11 كنيسة من العصور الوسطى المحفورة في الصخور جيدا، وكنيسة القديس جورج أو بيت جيورجيس هي أفضلهم.
سقفها على شكل صليب، الجزء الأكثر وضوحا من بيت جيورجيس من التضاريس المحيطة به، وتشهد الكنيسة على مدى تحضر هذا الجزء من أفريقيا في هذا الوقت، وهناك صور ومنحوتات وآثار من جميع أنحاء العالم المسيحي، مثل نسر برأسين، نجمة داود مع الصليب منحوتة داخله، والمنحوتات التي تشبه الرموز اليونانية.
يذكر أن المستكشف البرتغالي في القرن الـ16 فرانسيسكو ألفاريز، بيت جيورجيس لديه صروح لا يمكن العثور عليها في أي مكان في العالم.
4. متحف "الفصل العنصري"، جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، في عام 1948؛ بدأت حكومة حزب الوطني في جنوب أفريقيا عملية حولت أكثر من 20 مليون شخص إلى مواطنين من الدرجة الثانية، يدينون بحياة العبودية والإذلال وسوء المعاملة التي استمرت حتى الانتخابات الحرة الأولى في البلاد في عام 1994.
وافتتح المتحف في عام 2001، والفصل العنصري متحف على مشارف جوهانسبرغ يحكي قصة هذا العصر وانتصار للروح البشرية على الشدائد، والضوء سمة رمزية مهمة لتصميم المتحف، وإنها في مثابة دليل على الغرفة الأخيرة، المكرسة لتحرير نيلسون مانديلا عن طريق انهيار نظام الفصل العنصري، حيث يوجد سبعة أعمدة من الخرسانة طولها 18 مترا، ويوجد برج أعلى المجمع.
وكتب على سلالم المتحف الكلمات الآتية: "الديمقراطية والحرية والمسؤولية، والمساواة، والمصالحة، والتنوع والتسامح، الأسس التي اعتمدت عليها الرؤية لجنوب افريقيا جديدة".
5. مأوى "الحمامات الملكية الواقية"، مروي، السودان: تقع على بعد 200 كم من شمال شرق الخرطوم، ويتميز موقع المدينة القديمة من مروي على الضفة الشرقية لنهر النيل بكثرة المعابد والقصور وأكثر من 200 هرم، وهذه الأطلال تشهد على الترابط الواسع مع الفن والعمارة والدين واللغة الذين كانوا موجودين بين البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.
وأجرى جون جارستانج، من جامعة "ليفربول"، أعمال حفر واسعة في مروي، واكتشف الحمامات الملكية في عام 1912، وفي عام 2011 حصلت أهرامات مروي على مركز "اليونسكو" للتراث العالمي.
6. ساحة "الاستقلال"، أكرا، غانا: ساحة الاستقلال أو ميدان النجم الأسود، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد ميدان تيانانمين في بكين، الصين، أنجز في عام 1961، وتم تكليف بناء الساحة من قبل أول رئيس لغانا كوامي نكروما، ويتكون الميدان من عناصر عدة: نصب النجم الأسود الذي يذكرنا بقوس النصر، منقوش عليه "الحرية والعدالة، 1957 بعد الميلاد، ذكرى استقلال غانا، وثمانية منصات حول محيط الساحة لديها القدرة على استيعاب أكثر من 30 ألف شخص.
وتم تصميم مساحة واسعة داخل الميدان للأحداث الضخمة والعروض العسكرية، والعنصر الأخير هو مبنى حديث وقوس الاستقلال، الذي يقع على خط موازي للشاطئ، ويعد القوس مهمًا لأن زوجة نكروما المصرية، فتحية نكروما، نظمت فيه مناسبات خاصة.
واستلهم اسم "النجم الأسود" من الخط الملاحي "النجم الأسود،" الذي تأسس في عام 1919 من طرف الناشط في مجال الحقوق المدنية الجامايكي المولد ماركوس غارفي، وأدى إلى توفير وسائل النقل؛ لتشجيع التنمية الاقتصادية في أفريقيا والاستقلال والحرية.
7. مركز "كينياتا الدولي للمؤتمرات"، كينيا، نيروبي: رمز من 28 طابقا للمزارات في نيروبي، أسس بتكليف من الرئيس آنذاك جومو كينياتا، في عام 1967، وصممه المهندس المعماري النرويجي كارل هنريك نوستفيك، وأصبح أول مبنى حكومي في مرحلة ما بعد الاستقلال في البلاد عند اكتماله في عام 1973.
وتتكون عمارة المركز من برج، سلالم وفناء، وفكرة استخدام الطين على واجهته مستلهمة من العمارة التقليدية الأفريقية، ويحتوي على مطعم دوار يطل على مناظر بانورامية من نيروبي، ويستغرق 76 دقيقة لإكمال دورة واحدة.
8. بازيليك "سيدة السلام"، ياموسوكرو، ساحل العاج: أكبر كنيسة في العالم، في بلد أقل من ثلث سكانه من المسيحيين، أنشئ وفق تكليف من الرئيس الأول لساحل العاج "فيليكس هوفويه بوانيي الذي كان عمره 83 عامًا، في ذلك الوقت، وتم استيراد الرخام من ايطاليا، و7000 متر مربع من النوافذ الزجاج الملونة يدويًا في فرنسا، وتم الانتهاء منها في أربعة أعوام، ووصلت تكلفتها إلى أكثر من 190 مليون استرليني.
9. مركز "جاهانجا العالمي لعلاج سرطان الأطفال"، جاهانجا، رواندا: سيبدأ بناؤه في وقت لاحق من هذا العام، كمركز لعلاج السرطان، المستشفى التي صممها المهندس المعماري البريطاني الغاني الشهير ديفيد أدجاي، عبر تكليف من مؤسسة "اوجين غاسانا" الابن، ووفقا لمؤسسة "أدجاي"، يحتوي مركز سرطان الأطفال على 100 فراش، والأول من نوعه في أفريقيا.
10. سينمات أنجولا: في نهاية الحرب الأهلية في أنغولا عام 2002 شهدت بداية طفرة النفط؛ ولكن هذا البلد الجنوب الافريقي شهد طفرة من نوع مختلف جدًا في القرن العشرين، وهي دور السينما، فبين وقت مبكر من الثلاثينات إلى أواخر السبعينات، تم بناء 50 دار سينما في أنجولا، مع سينما إنفانتي ساغريس في العاصمة لواندا كونه الأكبر في القارة في عام 1975.