الشرفة المنزلية

في غياب الشرفة عن الشقة المدينية المعاصرة، مع الاضطرار لإقفالها، وتحويلها إلى غرفة داخليّة، يبدو أن امتلاك مساحة خارجية يعدّ رفاهية، فمن الرائع أن يتمكن صاحب(ة) المنزل من الخروج، والاستمتاع بالهواء النقي، في مساحته(ا) الخاصة. إذا كان لديك شرفة صغيرة في شقتك، هناك مجموعة من الطرق الرائعة، والعملية للإفادة من المساحة، وجعلها مميزة.

إذا كنت تبحثين عن أفكار للشرفة الصغيرة، تأكدي من مراعاة الأسلوب، والوظيفة. يمكنك تزيين الشرفة، وجعلها كامتداد لمساحة المعيشة الرئيسة، أو التعامل معها، مثل: واحة سرية، ومنحها شخصية خاصة بها. تشمل نصائح التصميم للشرفة الصغيرة، إيلاء عناية بقطع الأثاث صغيرة الأحجام، والعملية، والنباتات، والإضاءة المحيطة، للارتقاء بمساحتك الخارجية الخاصة.

درجت العادة، على توزبع زوجين من الكراسي، وطاولة، في الشرفة الصغيرة، وذلك للاستراحة، وارتشاف القهوة. في هذا الإطار، يصح اختيار قطع الأثاث التي تبدو "نحيلة"، من الناحية البصريّة، والمصنوعة من الحديد المطاوع أو البلكسي أو أي مادة أخرى خشبية خفيفة، أو حتى تلك القابلة للطيّ.

تفرد سجادة صغيرة في الشرفة الصغيرة، ما يضفي لمسة لطيفة، على المساحة، فصغر حجم الأخيرة ليس مانعًا لإضفاء بعض الدفء عليها، وتزيينها بمنسوجات مريحة، علمًا أن السجادة تُمثّل عنصرًا رائعًا لدمج بعض الملمس أو اللون أو النمط بالمكان.

تُجمّل النباتات والأزهار الطبيعية الشرفة الصغيرة، خصوصًا مع توزيعها في أصص مناسبة. وهي قد تشغل زاوية الشرفة، أو حتى تُعلق عند عدم رغبة صاحب(ة) المنزل بشغل أي مساحة على الأرض. لذلك، يمكنك تثبيت حاملات النباتات على الحائط أو على الدرابزين أو حتى تعليقها من السقف.

عند تفصيل ستائر خارجية جميلة، هي ستجعل الشرفة أكثر أناقة، إضافة إلى تحقيق الخصوصية، وتأمين الظل.

عند تصميم الشرفة، من الطبيعي أن تحل لمسات مُعبرة عن صاحبة المنزل في المكان، حتى لا يتحول الأخير إلى نسخة طبق الأصل من مساحات أخرى. يتجلى ذلك، من خلال شرشف الطاولة، ووحدة الإضاءة المختارة، والأطباق الموزعة على الجدار للتزيين، وعناصر ديكور صغيرة أخرى اختاريها بنفسك، وذلك لتصميم مساحة انتقائية، وأنيقة.

يمنحك تركيب الأرفف على الحائط، مع الحرص على اختيار الطلاء أو المواد المقاومة للعوامل الجوية، مكانًا لطيفًا لوضع النباتات أو عناصر الديكور على شرفتك.

يعد المقعد المرتب في أحد طرفي الشرفة مثاليًّا للجلوس، والتخزين معًا. يمكنك وضع طاولة أمامه، أو إضافة عثمانية.

إذا كنت تبحثين عن طريقة دائمة لتغطية أرضية الشرفة غير الجذابة، فكري في البلاط المناسب للاستخدام الخارجي. يضيف البلاط المنقوش جاذبية إلى هذا المكان الضيق، ويحدث فرقًا.

في الختام، تفيد الإشارة إلى شرفة جولييت؛ فقد لا يعرف قراء كثيرون أن الشرفة الصغيرة، في الأبنية التقليدية، تُسمى "شرفة جولييت"، وترجع إلى اسم شخصية شكسبير الشهيرة في روميو وجولييت. هذه الشرفة الضحلة، التي كانت شائعة في أبنية أوروبا، في القرنين الثامن عشر، والتاسع عشر، تمتد غالبًا من خارج المبنى. من الناحية الجمالية، يمكن أن تتناسب هذه الشرفة الصغيرة، بسلاسة، مع معظم الأساليب المعمارية، التقليدية منها، والانتقالية، وحتى الأكثر معاصرة.

النسخة التقليدية من شرفة جولييت، مُميّزة بدرابزين معدني، ولا يزيد عمقها عادةً عن قدمين، ولكن يمكن أن تكون ضحلة بمقدار ست بوصات، في بعض المباني. ويمكن أن تتصل شرفة جولييت بأي غرفة في المنزل، بما في ذلك غرف المعيشة، وغرف النوم. وهي قد تطل على الخارج، أو قد يحدد المهندسون المعماريون والبناؤون أحيانًا شرفة جولييت داخل المنزل ويخلقون مكانًا مرتفعًا يطل على مساحة من طابقين.
وعلى الرغم من أن شرفة جولييت لا تقترب في الحجم من الشرفة الكاملة، ولن تخلق مساحة خارجية كبيرة بما يكفي لحضور الأثاث، إلا أنها تزين بالإكسسوارات، والنباتات، وتضيف جاذبية إلى البناء الخارجي، مع إدخال المزيد من الهواء النقي، وأشعة الشمس إلى الداخل. يمكنها أيضًا تبريد الغرفة، وتفتيح ألوان ديكوراتها.

كان هذا النوع من الشرفات شائعًا في بريطانيا ودول البحر الأبيض المتوسط، مثل: إيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، والبرتغال، قبل أن يصل إلى الولايات المتحدة، ليدمج بمباني الشقق الشاهقة، التي بنيت قبل الحرب، في نيويورك.