منزل فريد بيكر

قرر عالم البيئة فريد بيكر بناء منزل يقيم فيه للأبد في قرية ديربيشاير التي نشأ فيها، وكان حينها في أواخر الثلاثينيات من عمره، وبعد مرور 16 عاما، حقق فريد وزوجته سافرون حلمهما بتحويل مصنع ألبان سابق، اشترياه بمبلغ 100 ألف جنيه إسترليني، إلى "ملجأ أرضي" في عمق تلة حجرية مرتفعة في مقاطعة بيك، إلا أن هذا المشروع المعماري الطموح أثر على حياة الزوجين منذ بدآ تصميم المشروع بعد فترة وجيزة من بداية الألفية، وبعد معاناة من التكاليف المتصاعدة وطقس ديربيشاير المتقلب - ناهيك عن المنحدر على زاوية 30 درجة – استغرق البناء في نهاية المطاف 16 عاما للانتقال من مجرد فكرة إلى حقيقة.

يقول الزوجان إنهما يستمتعان الآن بعقارهما المتطور، ولكنهما يعترفان بأن المنزل المكون من ثلاث غرف نوم وضع ضغوطا هائلة على كل من مواردهما المالية و زواجهما، ويبدو المنزل مبهرا عند رؤية المنحدر المائل بزاوية 30 درجة الذي بني عليه، فيما يعترف الزوجان بأن "أحدا لم يجرؤ على محاولة البناء بتلك المنطقة المرتفعة"، إلا أن فريد، العازم على البقاء في القرية حيث نشأ، لم يرى بتلك المنطقة المواجهة للجنوب إلا إمكانات لبناء منزل أحلامه، وتوقع أن الشمس يمكن أن تكون مصدرا هاما للطاقة.

يمكن أن يكون منزلهم، الذي بُني من الخرسانة الحافظة للحرارة، فعالا لدرجة أن الأسرة لن تحصل على فواتير للتسخين، إذ حرص الزوجان بعد إقامة ثلاثة طوابق على إضافة عزل جيد لضمان أن حرارة أشعة الشمس التي يلتقطها خلال النهار لن يفقدها خلال الليل.

ما لم يتوقعه فريد عندما قرر مع زوجته بناء منزلهما هو كم من الوقت سوف يستغرق هذا الأمر، فيقول: "كنت في الثلاثينات عندما بدأنا، والآن بلغت 50 عاما"، والنسبة إلى سافرون، التي تخلت عن وظيفتها في نهاية المطاف لتكون مديرة مشروع في الموقع بدوام كامل، كان لديها مهمة لا تحسد عليها، وهي محاولة تأمين الرهن عقاري لهذا المشروع "الفريد"، وتقول أن هذا كان صعبا لأن البنوك غالبا ما تكون غير مهتمة بالتعامل مع المشاريع الطموحة، وقد تواصلت التأخيرات في عمليات البناء بسبب تأخرهما في تأمين القرض، حتى أن الزوجان خشيا أنهما لن ينهيا البناء أبدا.

ومع ذلك، وعلى الرغم من الجميع، من المزارعين المحليين الذين حفروا الحفرة لأساس منزلهم، لأم فريد التي شككت في عقلهم، واصل الزوجان لتحقيق حلمهما واستكملا البناء في عام 2016.