القاهرة -فلسطين اليوم
شهد العام 2017 الكثير من الأبنية الاستثنائية التي زيّنت هياكلها آفاق العالم، من منزلٍ زاهٍ بألوان مختلفة وتصميم مستوحى من ألعاب الليغو التركيبية، إلى صومعة حبوب مهجورة محولة إلى متحف مخصص للفنون الجنوب أفريقية، وقد يعجبك أيضًا داخل مسجد الـ99 قبة في أستراليا، بكلفة بلغت تسعة ملايين دولار!
أما اليوم، فتتجهز شركات الهندسة المعمارية الأكبر في العالم، إلى التفوق على ما أصدرته في الأعوام الماضية من تصاميم، والكشف عن أبنية جديدة من المقرر انتهاء أعمال بنائها وافتتاحها أمام عامة الناس خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وستشهد قارات العالم كلّها هذا العام تصاميم جديدة مرتقبة، من بين أهمها قاعة محكمة زجاجية في باريس، وناطحة سحاب في نيويورك تشبه القلم بنحافتها، وبرج في الصين من المقرر أن يصبح الأعلى لعام 2018.
وقد بنت الصين في العام 2017، أكثر من نصف ناطحات السحاب الجديدة التي يتخطى ارتفاعها 200 متر على مستوى العالم، الشي الذي لا يبدو أنه سيتغير كثيرًا في هذا العام، بحسب قول مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية، ولكن، لا يعتبر ارتفاع المباني الأمر الأهم في عالم العمارة، إذ أن الكثير من التصاميم المنتظرة في العام 2018، ليست من بين التي ستحطم أرقامًا قياسية في كبرها وارتفاعها، وإنما تكتفي بتصاميمها الأيقونية التي ستجعلها رمزًا جديدًا في أفق موقع بنائها.
ومن بين هذه التصاميم الجديدة، المتحف المصري الكبير في الجيزة، والذي من المقرر أن يفتتح جزئيًا في مايو/أيار، بعد أكثر من 15 عامًا منذ الإعلان عن تصميمه، فضلًا عن افتتاح مطار إسطنبول الجديد، ومكتبة عامة جديدة في هلسينكي تتميز بواجهة خشبية متموجة، وقد يهمك أيضًا.. تقنيات البناء التقليدية هذه لا تزال تستخدم حول العالم وتعلم المعماريين الاستدامة!
ورغم أن العديد من المباني الجديدة لا تزال تعتمد على مواد بناء مثل الزجاج والصلب، إلّا أن عالم المباني الشاهقة بات يشهد نموًا وتنوعًا من ناحية المواد المستخدمة مؤخرًا، بحسب قول شون أورسيني، محرر قاعدة بيانات مركز ناطحات السحاب في مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية.
ويقول أورسيني إن استخدام خشب البناء بات ينتشر أكثر في الآونة الأخيرة، حيث أكملت فانكوفر مؤخرًا برجًا مكونًا من 18 طابقًا باستخدام الخشب هندسيًا، بينما بُني برج "خشبي" آخر في النرويج يبلغ ارتفاعه 80 مترًا، ومن المتوقع أن يكتمل في 2019، ويضيف: "هناك عدد من المباني الخشبية الجديدة التي من المفترض أن تبدأ مرحلة البناء في العام المقبل. لذا، فإننا نتوقع أن نرى المزيد من هذه المباني قريبًا.. هذه هي اتجاهات العمارة الجديدة اللافتة للأنظار."
ويتوقع العام 2018 أيضًا استقبال صيحات عمارة جديدة أخرى، وفقًا لرئيس مجلس المهندسين المعماريين في أوروبا، جورج بيندل، الذي يشير إلى استمرار الطلب على المباني منخفضة الطاقة، وزيادة التركيز على تجديد المباني القديمة والحفاظ عليها، مضيفًا: "ترميم المباني القديمة أصبح شيئًا رائجًا حقًا. المهندسون المعماريون اليوم باتوا يعيرون اهتمامًا أكبر للمباني القديمة، وإن كانت لا تزال قابلة للاستخدام، فيفضلون ترميمها والحفاظ عليها."