لندن ـ ماريا طبراني
في عام 1993 افُتتح مبنى جديد في سانت آيفيس يواجه شاطئ بورثمور، لم يكن واضحا ما العمل الذي يتم به، وهو مبنى مستدير مزدوج الارتفاع، يبدو وكأنه مدخل سينما في الثلاثينيات، وفي الداخل منطقة للجلوس مصممة على طراز مدرجات المسرح ومصنعة بالأحجار المحلية، يتكون من طابق واحد، مع ممر منحني يلف حول قاعات المبنى، هذا المبنى هو تيت سانت آيفيس الجديد، وهو مبنى صممته الشراكة المحلية بين ديفيد شاليف وإلدريد ايفانز.
الآن بعد مرور 24 عاما، ظهر مبنى آخر على يمينه، يطفو فوق الشاطئ، وهو يبدو كجناح يبرز من التل، ويتلألأ في بلاط السيراميك الذي يتحول إلى اللون الأخضر والأزرق تحت السماء متغيرة الألوان، هذا هو أحدث ملحق لتيت سانت آيفيس، صممته شركة جيمي فوبرت للتصميم المعماري، ويفتح أبوابه للجمهور في 14 أكتوبر، وقد ضاعف المبنيان، اللذان تم نسجهما معا دون اتصال داخل التل، المساحة المتاحة للمعرض.
فيما سبق كان كثيرا ما يشعر الزوار القادمون للحصول على تجربة كاملة في مدرسة سانت آيفيس الشهيرة بالإحباط - أين هو العمل المحلي الذي أتوا لرؤيته؟ أين أواني برنارد ليتش، ولوحات باتريك هيرون المبهرة؟ - ولكن الآن تُعرض في صالات العرض الأصلية الأعمال الكاملة لألفريد واليس، وبن نيكولسون، ومنحوتات باربرا هيبورث والمناظر الطبيعية لبيتر لانيون، وسيُعرض أيضا أعمال للفنانين الدوليين الذين تأثروا بسانت آيفيس، مثل الهولندي بيت موندريان.
في نهاية ممر من الغرف، حيث بنيت صالات عرض حميمية لخدمة حقبة سابقة من الفن، يمكن للزوار الدخول إلى الصالة المضافة الجديدة الواسعة، المساحات التي تربط بين المبنيين مبطنة بألواح مصنوعة من القماش تنتهي بقوس مبطنة بخشب البلوط يؤدي إلى معرض خالي من الأعمدة، يغمره الضوء الأزرق الفائق الذي جلب الفنانين إلى سانت آيفيس في المقام الأول، ويقول جيمي فوبرت: "كان هذا مشروعا علميا" في إشارة إلى فتحات السقف الستة الموزعة بالتساوي، "عملنا مع المهندسين لبضع سنوات للحصول على الكمية الصحيحة من الضوء".
عند الخروج من المبنى، تجد أنه يرتفع عن الأرض بعدة أمتار فقط، لجعل معرض الجديد متصلا بالمعرض القديم، حفر فوبرت داخل التل،ويبدو سقف المبنى كجزء من المناظر الطبيعية، فيقول فوبرت: "كان من المهم إخفاء جزء كبير من المبنى، هذا مجتمع من 10000 شخص، وكان آخر شيء يحتاجون إليه هو مبنى مبهرج كبير آخر على حافة مدينتهم".
أسس فوبرت، الذي أتي من كندا، شركته الخاصة في لندن عام 1996، بعدما حصل على الخبرة في أستوديو ديفيد تشيبرفيلد، وقد حصل على العديد من الجوائز لسلسلة من المنازل الفردية البارعة، وصمم متاجر تجزئة مميزة لقائمة طويلة من الأسماء الشهيرة، بما في ذلك فيرساتشي وجيفنشي، ولكن سانت آيفيس هو أكبر خطوة له حتى الآن، وهو بالتأكيد يعرف شيئا أو اثنين عن المجتمع الذي يخدمه هنا.
وقد فازت شركة جيمي فوبرت بمسابقة تصميم ملحق لتيت سانت آيفيس لأول مرة عام 2005، مع مخطط لمبنى يعلو فوق الأرض بوضوح ويسبب الكثير من القلق حول فقدان أماكن وقوف السيارات في موقف سيارات بارنون، ومع حدوث تأخير في تنفيذ مخطط البناء، أطلقت مسابقة ثانية عام 2012، وفاز فوبرت بالمسابقة مرة أخرى، ولكن بمخطط جديد لمبنى مدفون تحت الأرض، يخلق في الواقع المزيد من المساحات في موقف السيارات، وهوما يسبب فرحة للسكان المحليين (إيجاد أماكنموقف للسيارات تمثل مشكلة في سانت أيفس)، وقد شُطفت حواف جناح فوبرت الأصلي لضمان أن المنازل على رأس التل تبقي مطلة على مناظر البحر، فيقول فوبرت: "بعض المهندسين المعماريين يأتون برؤية أولا، ثم يعدولنها لجعلها ملائمة، ولكنني أفضل حل الأمور العملية أولا، ثم تأتي الهندسة المعمارية لاحقا".