القدس-فلسطين اليوم
توفّر المياه شعورًا بالهدوء والسكينة لأولئك الذين يعيشون بالقرب منها، ولكن طبيعتها التي لا يمكن التنبؤ بها يمكنها خلق صعوبات لبناء المنازل، ويجب على المهندسين المعماريين العمل بذكاء مع العناصر والمجتمعات المحلية لبناء الهياكل التي ليس لها تأثير سلبي على البيئة المحلية، وتعد المجتمعات الساحلية معقدة ونابضة بالحياة، ويحاول المصميين ترجمة العلاقة بين الناس والبحر بطريقة جديدة أثناء بناء المنازل، ويأتي هنا "Dalton House" والذي بناه المهندس المعماري ألبرتو موريل سيكستو، في مدينة كيليفي في كينيا، على المنحدرات المرجانية في المحيط الهندي، حيث الانسجام والحداثة، والخطوط البيضاء النظيفة التي تكشف عن منظر البحر الرائع.
وتم بناء جدران المنزل من مادة الجص المحلية وتسمى لامو، والأبواب الخشبية والأطر المنحونة على النمط الهندسي للعديد من المباني الإسلامية الخشبية في المنطقة السواحلية، أما في استراليا، سنجد الطريق الشهير " Great Ocean Road"، وهو على النقيض لا يحتوي على عمارة تاريخية، حيث مبنى " Pole House" والذي نفذت بناؤه شركة "أف 2"، وهو مبني على صخرة بارتفاع 13 مترا ذات منحدر 360 درجة على المحيط.
ويظهر الشكل الهندسي الرائع في "The House on the Cliff" والذي بناه مهندس شاب من شركة جيلبارتولومي، على ساحل غرناطة في إسبانيا، وهو مثال على كيفية تحول التكنولوجيا، حيث بني على منحدر بزاوية 42 درجة، وتم تصميمه لدمج وتناسب المناظر الطبيعية وتوجيه جميع المساحات نحو البحر، ويشبه سقفه الموجة وهو ذو وظيفة مزدوجة، يسمح بتخلل الهواء إلى أنحاء المبنى ويبقيه باردا، ويعد منتجع جزيرة مانشوسن في النرويج الذي بنته شركة ستينسن للهندسة المعمارية، فندقا مستوحى مباشرة من التراث البحري في النرويج والطبيعية القطبية للبلاد، وهو يوفر العزلة وإطلالة على البحر، وتم تصميم كل مقصورة به بطريقة غير متناظرة لتحويل الرياح الشمالية القوية، وهناك منزل " Exbury Egg" الواقع على ضفاف النهر، وهو منزل خشبي يمكن نقله بسهولة من موقع إلى آخر، وهو حاليا عند مصب نهر بوليو، في هامبشاير، ويبلغ ارتفاعه 6 أمتار وعرضه 2.3 متر، ويهدف إلى أيجاد طريقة للعيش بشكل مريج ولا يؤثر على البيئة.
وكل هذه المنازل وأكثر توجد في كتاب " Living on Water"، حيث أماكن أخرى مثل فلندا، وشيلي، فهذا الكتاب هو أداة أنيقة للباحثين عن اكتشاف طرق مبتكرة لتشلبك المياه مع الهندسة المعمارية.