تقع منطقة جوشا تري في مناطق نائية لصحراء جنوب شرق كاليفورنيا حيث الكبائن المتناثرة والمبعثرة على الأرض والمملوءة بالتصاميم الإبداعية، والتي توجّه إليها مُتسلّقي الصخور للحصول على بعض الراحة.

أصبحت مكانًا للسياحة البيئية
يقول سكان هذه المنطقة إنه بإمكانهم النوم على الطريق السريع 62، وكذلك بقائهم لساعات طويلة دون نوم، لكن يبدو أن منطقة جوشا تري أصبحت مكانًا يتوجّه إلى السائحون والزوار الأثرياء، للاستمتاع بصحراء كاليفورنيا حيث جنون السياحة البيئية، وإشعال النيران الصاخبة التي تغضب السكان المحليين.

وفي هذا السياق، قال مارجردين، الذي يعيش في جوشا تري منذ 1998: "اعتدت الجلوس خارج الشرفة ومشاهدة السماء وهي تمتلئ بالنجوم والخفافيش والبوم، لكن الآن أنا مُحاط بمنازل تطبيق "آير بنب" حيث يأتي إليها الغرباء والذين يعتقدون بأنه يمكن فعل أي شيء هنا".

وأصبحت جوشا تري منطقة جذب سياحي في السنوات الأخيرة، حيث يصل إليها الآن 3 ملايين شخص سنويا، وهذا رقم قياسي، ونتيجة لذلك قفزت أسعار منازل "آير بنب" إلى زيادة 48% من يونيو/ حزيران 2016 إلى يونيو/ حزيران 2017.

سبب شهرتها تطبيق "آير بنب"
يوجد أكثر من 300 قائمة لـ"جوشا تري" على "آير بنب"، وبعروض تبدأ من إمكانية الإقامة في حاوية شاحنات مجهزة إلى منازل فاخرة، ويوجد 800 شركة أخرى غير مرخّصة لقضاء العطلات في منطقة جوشا تري، وفي هذا السياق، قال ديفيد وبرت، المتحدث باسم منطقة جوشا تري "توجد حالة من الفوضى في الوقت الحالي، كل هذه الأنشطة غير منظمة وغير صحية في بعض الأحيان على البيئة والمجتمع والسكان المحليين".

السكان المحليون مستاؤون من ضوضاء الزوّار
اشتكى السكان المحليون من الموسيقى الصاخبة والتعدي على ممتلكات الغير والكلاب والطائرات دون طيار، والقمامة، ولعب الكرة الطائرة في الثالثة صباحًا، ويؤكد غريدن "يقلق السكان من عطلات نهاية الأسبوع في الصيف، بسبب الفوضى العارمة التي تحلّ بالمنطقة، وعند شروق الشمس نجد النجارين والسباكين والرسامين أتوا لإصلاح ما تم إفساده".

وزاد صعود "آير بنب" الأمر صعوبة على السكان المحليين، لتحمل تكاليف السكن في قريتهم، والتي كانت في متناول اليد، حيث قال ديف مايفيل، الذي انتقل إلى جوشا في 1998 "كانت أسعار الإيجار لا تزيد على 300 أو 400 دولار، ولكن بعد "آير بنب" ارتفع كل شيء"، ويؤكد غردين أن صناعة تأجير العطلات قسمت هذه المدينة إلى جزأين، لكننا نحاول التواصل مع المسؤولين للتحكم في سوق الإيجار.

ويأمل أصحاب الاستئجار أن يتمكنوا من البقاء في العمل بعد التحكم في سوق الإيجار، حيث تشريع قوانين تخص العمل غير الشرعي أو القانوني في المنطقة.

ولفتت كريستسن بفرانغر التي تمتلك متجرًا للهداية في المنطقة "نود أن يعرف الزوار أن هدايا الصحراء لا توجد إلا في صمت وسكون، لأنه من الواضح أن الكثير يأتون هنا للبحث عن خلفية داعمة لصورهم على موقع "إنستغرام"، وهذا هو هدفهم، لذا يفتقدون الصمت والهدوء".