حديقة من برلين

أصدرت الكاتبة لوسي سكوت بالتعاون من المصور جان كاردويل، كتابًا، العام الماضي، يعكس جانبًا من أفكار جمعاها من ست مدن هي لندن وبرلين وطوكيو وسان فرانسيسكو ونيويورك ولوس أنجلوس لتحويل مساحات صغيرة مثل الشرفات إلى حدائق، وكانت النتائج مذهلة. حيث يلجأ سكان المدن في جميع أنحاء العالم إلى حيل للحصول على حدائقهم الخاصة كلما ندر وجود الفضاء الخارجي، وذلك بتحويل الأدوات القديمة والتربة والخرسانة لأواني لزراعة النباتات ووضعها على الجدران أو الأسطح القليلة.
 
وأوضحت لوسي، "لم تكن أغلب هذه الحقائق مصممة باحترافية، والكثير من الناس الذين يعيشون في المدينة والشقق يلجئون الى زراعة القليل من النباتات على شرفاتهم، ولكن هذه الحدائق الصغيرة المزروعة بالكثير من النباتات تروي قصة مختلفة جدا".

 

 
وزارت لوسي منزلًا في طوكيو حيث استطاع صاحباه غاريد برايترمان وشوك وجو تحويل الشرفة الضيقة فيه الى ستار لازوردي من الصناديق التي تحتوي على الكاميليا وأشجار الزيتون والتين، وتقول شو "لا تهتم حديقتنا الحد الادنى من الجمال ولكنها أكثر تأثيرا عندما تكون مليئة بالنباتات فكل نبتة لها قصة".
 
واستطاعت مؤسسة شركة "سان فرانسسكو" للحدائق الصغيرة اليسا بارو ان تجعل المساحات الصغيرة مفيدة للبيئة من خلال الزخارف والنباتات التي تقدمها، وتوضح "تعتبر الحديقة في المدينة جزء من النظام البيئي الايجابي، فمن خلال العمليات الطبيعية يمكن ان تنقي هذه الحديقة الهواء الذي يصل الى سكان المنزل".
 
وتمَكن رجل الإطفاء سيمون جاكمان الذي يهتم بقضايا تغير المناخ من بناء حديقة خضراء على سطح محيطه سوربيتون للإطفاء في لندن واستخدم الخوذ المقلوبة وصناديق الطيور ودلاء الماء كأواني لزراعة النباتات والزهور. وفتنت لوسي بتمكن كل من كيمبرلي كونلي وديب جاوا من خلق حديقتهما الخاصة في مساحة رصيف صغيرة في الجزء الأمامي من منزلهم الفيكتوري في سان فرانسيسكو، وذكرت ديب، "أنا أكره الخرسانة، لذلك أردت أن أخلق حديقتي الخاصة"
 
واستطاع الزوجان أن يغطيا المقاعد القديمة أمام منزلهما والرصيف الصغير بالنباتات والأزهار، لتسليط الضوء على الأماكن المحيطة في المنازل والتي تخصص في أغلب الوقت ودون تفكير للسيارات. واستخدمت المصممة المبتكرة لارا باكميندر مائدة خشبية اشترتها من كوني أيلدن ووضعتها في سقف شرفتها في بروكلين وثبتت الأواني المزروعة بها بواسطة حبال، لتصبح بمثابة عريشة على الشرفة، تستقر عليها الطيور، وتحميها في الصيف من الحرارة وتوفر لها الخصوصية في منزلها.
 
وخلق وليام هوراد الذي يملك شقة في احدى مباني لندن حديقة معلقة من خلال زراعة النباتات على طول الشرفات في المبني لإخفاء الواجهة الخرسانية، وتمكنت ديبورا بروتش وفيث بلايكيني من صنع حديقة في ورشة عملهما معلقة باستخدام 100 وحدة زراعية موزعة على ثلاث صفوف تهبط بالتدريج من السطح، مشيرين الى فكرة أنه في حال عدم وجود مساحة على الأرض لعمل الحديقة الخاصة بصاحب المنزل، يمكنه استخدام السقف ببساطة.