بيتر جريمنك وماندي براندر

ترك كل من بيتر جريمنك وماندي براندر، وظائفهما المستقرة، وباعا ممتلكاتهما، وحزما أمتعتهما، للشروع في رحلة قد تستمر طوال حياتهم، حيث غادرا العاصمة الهولنديّة أمستردام في آذار/مارس الماضي، وسافر الزوجان للمرة الأولى عبر أوروبا الشرقية، إلى آسيا ثم منغوليا، مستخدمين دراجتين ناريتين، وقد زارا 16 بلدًا في غضون ثلاثة أشهر.

وتعمل ماندي كمصورة فوتوغرافية، ووثقت مغامراتها في تركيا وأرمينيا وطاجيكستان وأذربيجان، والكثير من الدول، عبر التقاط الصور الخلابة ووضعها في مدونتها على شبكة الإنترنت.

ولم تنتهِ مغامرة الزوجين عند هذا الحد، على الرغم من قلب حياتهم الجديدة رأسًا على عقب، فليس لديهما خطة للعودة مرة أخرى إلى أمستردام في وقت قريب، وقد استقرا في نيبال، منذ حزيران/يونيو الماضي، وهذا الأسبوع سيتجهان إلى مغامرة جديدة في الهند.

ويعيش الزوجان الحياة البدوية، حيث يتنقلان دون أي مرافق استحمام أو مرحاض، يخرجان على الطرقات من الفجر وحتى غروب الشمس، في المناطق النائية ذات المواصفات الرملية، مع انخفاض درجات الحرارة.

وعلقا في أرمنيا بسبب الثلوج الكثيفة، وسمحت عائلة لهما بالمكوث معها أيامًا عدة، وهي تجربة وصفها بيترر وماندي بالقول "شعرنا بترحيب كبير، فعلى الرغم من كون هؤلاء الناس فقراء، رحبوا بنا وكأننا من أفراد أسرتهم".

وأكّد الزوجان أنّ "المغامرة الحقيقية بدأت في طاجيكستان، حيث قابلا الكثير من الطرق السيئة، ولكن طاجيكستان كانت صعبة، لا مرحاض ولا استحمام لمدة أسبوع، والنوم في بيوت الناس على الأرض، فقط الحساء والبطاطس على العشاء والبيض في الصباح".

وقضى الزوجان يومين على الحدود الأفغانية، حيث يفصلهما فقط نهر صغير، ولكن منغوليا كانت أصعب، فالطرق مكونة من مسارات رملية صغيرة، هناك شعرا بعدم وجود نقطة نهاية للطرق، حيث في الساعة كانا يقطعا من 10 إلى 20 كيلومترًا فقط.

وفي منغوليا، التقا الزوجان المغامر البريطاني أش ديكيسن، الذي تصدر عناوين الصحف في آب/أغسطس الماضي، فقد أصبح الشخص الأول الذي يسير منفردًا من حدود البلاد إلى الصين وروسيا، وقد خيما سويًا لمدة ثلاثة أيام.

ووصلا إلى تركيا، وشعرا كأنها عطلة الصيف، فقد استمتعا، وأوضحا "الشعب لطيف، هنا أفضل طعام، والطرق جيدة والطبيعة جميلة"، وأضافا "لقد لاحظنا ذلك بعد عبور كل تلك الحدود، على الرغم من أنَّ التغير أبطئ بكثير من السفر بالطائرة، إلا أن كل بلد لديها ما تتميز به".

وأشارا إلى أنّه "في الصيف الماضي، أثناء زيارتهما لألمانيا بالدراجة النارية، ظهرت الفكرة الملحمية، بالسفر عبر العالم"، وبيّنا "تحدثنا عن حياتنا وما نريد حقًا أن نفعله، وقد كان علينا فعل شيء جذري لنكون سعداء في حياتنا".

وأضافا "كنا غير راضين عن وظائفنا، ولا نخطط لأنجاب أطفال قريبًا، ولذا اتخذنا هذا القرار في عيد الميلاد، وكنا على استعداد للتغيير، أردنا المزيد من المغامرة للحصول على أقصى استفادة من أنفسنا، ونفتح آفاقًا جديدة".

ويخطط الثنائي لشراء دراجة جديدة في دلهي، فقط القيادة مع خطة غير محدودة لركوب نهر "الجانج" إلى البحر، ومما لا شك فيه مع التقاط الصور الجميلة على طول الطريق.