هضبة أندرمات

تقع هضبة "أندرمات" في منطقة جبال الألب حيث قطار السكة الحديد السويسري بقاطراته الحمراء، الذي يربط بين زيوريخ وبيلينزونا، ويتوقف في محطة "غوتسشينن" ثم يكمل في نفق عبر الجبال، لينطلق بعد ذلك مستقلًا الجبل، وفي طريقه تظهر صخور متدلية من الماضي وأشجار كثيفة على جانبي طريق ممر ضيق يصل إلى الهضبة.

وتعتبر "أندرمات" منتجعا للتزلج يكشف عن عالم من الخيال، وسبق أن زارها الكثير من الشخصيات المشهورة من قبل مثل ذا ديفلز، وألفيس بريسلي، وغوثة، وجيمس بونت، وجي أم دبليو تيرنر، ورجل الأعمال المصري سميح ساويرس، وعلى الرغم من أن صوت القطار السريع المتنقل من أعلى لأسفل الجبل هو الوحيد الذي كان موجودا في المكان حتى وقت قريب، إلا أن المكان كان يمتلك وجها عنيفا أيضا حتى وقت قريب، وهو إطلاق قذائف "هاوتزر" عيار 75ملليمتر عبر الهضبة.

ويلفت انتباه الزوار لجدد لها وجود عنصرين كبيرين جدا، أولهما "غيمستوك" وهو جبل مظلم يصل ارتفاعه إلى 3000 ميل، بتضاريس مثالية للتزلج، والثاني فندق "ناتسشين" ويقع على شكل "شاليه" شاهق، بناه رجل الأعمال المصري سامح ساويرس، كأول ثمرة في طموحه، في خطة تحويل "أندرمات" إلى منتجع تزلج فني بإنشاء ستة فنادق أربع وخمس نجوم، و490 شقة و 42 مبنى، وملعب "غولف" يحتوي 18 حفرة.

واتخذ المتزلجون البريطانيون من "أندرمات" مكانا لممارسة هوايتهم المفضلة، وكان لمجموعة منهم الدور المهم في تركيب مصعد على سفح "ناتسشين" في العام 1937، وفي الستينات كان جبل غيمستوك وجهة البريطانيين المتزلجين المهرة، ولكن لفترة طويلة طغت الأنشطة المحلية على رياضة الشتاء المفضلة، وفي القرنين الـ18 و الـ19 كانت المدينة على الطريق الدولي بفضل موقعها بين وسط سويسرا وإيطاليا، وفي يوم من الأيام في العام 1882، اختفت حركة المرور فيها مع افتتاح نفق السكك الحديد "غوتهارد" بين "غوسشتينن" و"أريلو،" وحولت الحكومة السويسرية الهضبة إلى ثكنة عسكرية يتمركز فيها 18 ألف جندي فترة طويلة في القرن الـ20.

وعلى الرغم من إنشاء نادي للتزلج المحلي في العام 1903، كان الجنود يمارسون هذه الرياضة، فلم يكن في إمكان الناس القدوم والتزلج في منطقة عسكرية تحت رماية الأسلحة الثقيلة، ولم يكن هناك أي مجال للتوسع، وبعد أن تأكدت الحكومة السويسرية أنها لن تتعرض لغزو وشيك، قررت سحب قواتها من الهضبة والإبقاء على مركز تدريب عسكري قريب، وبالتالي أصبح الموقع مكانا مثاليا للتنمية، فقام سفير سويسرا السابق في مصر بالاتصال بسامح ساويرس، وفي عام 2005، سافر الرجل إلى أندرمارت بطائرة هليكوبتر لتقديم المشورة بشأن ما يمكن القيام به في الموقع، وتعهد بتطويره بنفسه.

وأظهرت نظرة سريعة لساويرس على خريطة التزلج في "أندرمات" مدى قدم طبيعة مسارات التزلج، فلا روابط بين مناطق التزلج، ويقع نستشنين على أطراف المدينة، ليغطي 2244 ميلا، وهو مكان لا يتسع لعدد كبير من المتزلجين، إلى جانب التلفريك الكبير على جبل غيمستوك، ويمتلك الجبل مسارات تزلج شديدة الانحدار، وخصوصا على الوجه الأمامي، بما في ذلك مسار برنهارد بروسي، التي سميت تيمننا ببطل المدينة للتزلج والفائز بالميدالية الذهبية في أولمبياد 1972، فضلا عن مسارات تزلج في الواجهة الأمامية والخلفية للجبل، ويمكن التنقل بين منطقة وأخرى على الجبل بالمشي 10 دقائق، أو انتظار الحافلة ذهابا وإيابا، وفي حال أراد الشخص استكشاف تضاريس القرية المجاورة "سيدرن" عليه أن يأخذ القطار في رحلة مدتها 45 دقيقة.

وبعد أخذ هذه النظرة السريعة، اتضح لساويرس أن "أندرمات" تحتاج إلىمنطقة تزلج كبيرة، ولأجل فعل ذلك كان على الشركتين اللتين تعملان في "أندرمات" و"سيدرن" الاتحاد للقيام بهذه المهمة، وهذا ما فعله ساويرس، فخلق شركة واحدة تحمل اسم ASS""، ويشير رئيس تطوير مواصلات "أندرمات" ماركوس بيرغر، "كانت الخطة التي جاء بها ساويرس هي إنشاء أكبر منطقة تزلج في التاريخ السويسري، وبالتالي أرسل إلى لعاصمة برن تفاصيل 1500 مشروع منفصل، بما في ذلك إنشاء مصعد يصل مباشرة إلى منحدرات ناتسشين من وادي في غوستشينن".

وحصل بموجب الخطة على مشروع بتكلفة 87 مليون جنيه إسترليني، منحت له في صيف 2014، وتتوقع الشركة أن تصل بالنقود إلى منطقة جديدة من أكثر من 120 كيلومتر من المنحدرات في أربع سنوات، وعند حلول العام 2018، ستمكن ثلاث مصاعد جديدة من التزلج في منحدرات ناتسشين و سيردون، في رحلة طويلة على طول وادي جبال الألب.

ويبقى المشروع الحقيقي في هضبة "أندرمات" هو فندق مكون من 105 غرف، كأول ملكية أوروبية للعلامة التجارية "شيدي" التي تتخذ من سنغافورة مقرًا لها، من تصميم أحد كبار مصممي الفنادق الفاخرة "جان ميشار غاثي"، مستوحى من سحر الشرق، مع كسوة داخلية خشبية داكنة، وإضاءة خفية، ومواقد لا حصر لها، بخدمة وطعام استثنائيين.

ويمكن للمتزلجين الذين لا يقدرون على أسعار فنادق الخمس نجوم، الإقامة في فنادق ثلاث نجوم مثل "ألبينوهوتل"، فخطة التطوير تشمل تنوعًا في الفنادق والأسعار، ويكلف سبع ليالي في "سكاي ورلد" حوالي 2000 جنيه إسترليني للشخص، فيما يكلف البقاء في "شيدي"، مع الرحلات الجوية من المطار إلى المكان 103 جنيهات إسترليني لليلة.