مراكش ـ ثورية ايشرم
لم تعد الزيارة إلى مدينة مراكش تقتصر على اكتشاف معالمها التاريخية والسياحية وزيارة مختلف أرجائها سواء أسواقها الشعبية أو أزقتها ودروبها العتيقة فقط، بل تجاوزت ذلك لتصبح مختلف ضواحيها الطبيعية قبلة ينجذب إليها السياح من كل بقاع العالم.
وتتوفر المدينة على خصائص طبيعية وسياحية مميزة تجعلها الوجهة المفضلة بعد زيارة كاملة إلى المدينة لعيش مغامرة فريدة ومميزة بين أحضان الطبيعة الخضراء والخلابة.
ومن بين المناطق المجاورة لمدينة مراكش والتي تحقق نسبة إقبال هائلة تصل إلى ما يفوق 80% من الزوار في مختلف الفصول السنوية هي منطقة "أوريكا" التي تعتبر ذلك الفردوس الأخضر الذي يستقطب السياح من داخل المغرب وخارجه.
ويحج السياح إلى المنطقة لتجربة شيء مختلف والاستمتاع بخصائص الطبيعة المميزة التي تتميز بها "أوريكا" ومختلف المناطق المجاورة لها، التي تجمع بين الخصائص الطبيعية والسياحية الكثير وتفتح أبوابها لتستقبل مختلف الجنسيات التي تقطع المسافات الطويلة لتصل إلى منتجعات "أوريكا" وعيش لحظات ممتعة بين أحضان تلك الطبيعة المتنوعة والمختلفة.
وتنعش تلك الطبيعة الروح وتفتح النفس لقضاء أروع الأوقات رفقة الأصدقاء أو العائلة أو حتى بشكل انفرادي، فهي تجعل الزائر يمتع نظره وينعش نفسه أثناء اختياره هذه المنطقة التي تتوفر على العديد من المميزات التي تنطلق.
ويتنوع الغطاء النباتي الذي يكتسي أذواقَا تختلف باختلاف الفصول إذ يرتدي لباسه الأبيض في فصل الشتاء ليتحول إلى كساء أخضر مزركش بألوان عديدة ومميزة في باقي فصول السنة.
وتستقبل المنطقة الزوار بكثرة خلال فصلي الربيع الصيف، حيث تصبح الملاذ الأول لسكان المدينة وزارها للاستمتاع بجمال الطبيعة والطقس البارد بعيدا عن حرارة مراكش التي تصل إلى 50 درجة خلال فصل الصيف.
ويساهم ارتفاع درجة الحرارة في مراكش في تحول منطقة "أوريكا" إلى قبلة سياحية يقصدها الزوار بحثًا عن الانتعاش والاستمتاع بمختلف الخصائص الطبيعية التي تتنوع بين جبال خضراء ونباتات كثيرة ومتنوعة وأشجار ظليلة ورائعة، تزيد من رونق المكان وتمنحه الرقة والجمالية، إضافة إلى انتشار الينابيع المائية في مختلف النقط والشلالات الرائعة التي تتدفق منها المياه العذبة التي تنعش الروح.
وتتميز المنطقة بطقسها الرائع الذي يجعلك تقضي أياما لا تنسى وتجعلك غير راغب في ترك المنطقة والعودة إلى المدينة التي أنستك المنطقة في ضجيجها وصخبها وازدحامها.
ومن أكثر الأشياء التي تلفت انتباه الزائر إلى منطقة "أوريكا" التي تقع عند سفوح سلسلة جبال الأطلس المطلة على المدينة الحمراء في تلك الصورة الراقية والمزخرفة التي تجعلها تتحول إلى لوحة فنية تخطف الأنظار، أنَّها تحولت في غضون فترة زمنية قصيرة إلى منطقة سياحية بامتياز.
وتحولت إلى قطب للاستثمار السياحي من طرف المغاربة والأجانب الذين توافدوا عليها لاقتناء أراضي وبناء اقامات وقصور ومنتجعات وفنادق تنعش المجال السياحي في المنطقة وتساهم في توفير فرص شغل لأبناء وسكان المنطقة الذين تلمح على وجوههم نظرة الفرح والسرور كلما قصدت المنطقة.
وتلمس تلك البساطة التي يتمتعون بها والتي تجعلهم يقنعون بالقليل مقابل منح الزائر فرصة للاستمتاع بجمال المناظر وسحرها الفاتن الذي لا يعادله شيء، سواء باعة الفواكه الطازجة والجافة التي تتنوع بين الخوخ والبرقوق والتفاح والرمان والمشمش والجوز واللوز أو باعة الأعشاب التقليدية التي تتميز بها المنطقة الذين تصادفهم يعرضون بضاعتهم وأنت في طريقك إلى المنطقة تجد على محياهم ابتسامة عريضة تعبر عن مدى البساطة التي يتميزون بها.
وتساهم تلك الابتسامة في جعل الزائر يقضي وقتا ممتعا أثناء زيارته إلى المنطقة سواء كانت زيارة قصيرة أو طويلة فضلا عن تلك التحفة الفنية التي تساهم فيها معروضات المنتجات التقليدية التي تشتهر بها هذه الوجهة السياحية كالزاربي التقليدية والبربرية فضلا عن الأواني الخزفية المميزة بنقوشها وزخارفها وألوانها الزاهية التي تعطي المكان روعة مميزة وتمنحها الجمالية الإضافية وتحولها إلى لوحة فنية ساحرة تصبح هاجسا لدى الزوار لاقتناء إحداها كتذكار من المنطقة والتقاط مختلف الصور لجعلها ذكرى مميزة من هذا المكان الذي يعج بكل شيء جميل ومميز.
وتتميز منطقة "أوريكا" بتوفرها ليس فقط على جمالية وتنوع المناظر والخصائص الطبيعية، وإنما على تنوع المحطات وانتشار مختلف المؤسسات السياحية كالفنادق والمنتجعات..