قد تكون القواعد الجديدة المثيرة للجدل الخاصة بالسفر مع الأطفال في جنوب أفريقيا "مريحة فقط" خلال الأيام التي تلي إدخال الأطفال، ولكن يبدو أن القوانين واللوائح التي صممت لحماية من هم دون الثامنة عشر عامًا من المتاجرين بالبشر ستكون مرهقة جدًا وتجعل العائلات تحجم عن السفر إلى البلاد.

والقواعد التي بدأ العمل بها مع مطلع شهر حزيران/ يونيو تلزم إثبات الأبوة أو الوصاية للأطفال عن طريق شهادة الميلاد، بينما يحتاج البالغون ممن يسافرون وحدهم إلى وجود موافقة على السماح لهم بالسفر دون وجود شريك.

وقد أدلى وزير السياحة في جنوب أفريقيا داريك هانيكوم Derek Hanekom إلى "رويترز"، أثاء عقد المنتدي الاقتصادي العالمي حول أفريقيا، والذي عقد في كيب تاون الأسبوع الماضي، بأن هناك آثارًا سلبية نتجت عن هذه القواعد الإجرائية الجديدة كشف عنها القائمين على السياحة وشركات الطيران؛ إذ ألغى الكثير من المسافرين سفرهم، وأن الصين تعيد النظر في الرحلات الجوية إلى جنوب أفريقيا وأحد أسباب ذلك هو شروط الحصول على التأشيرة.

ومن المتوقع قيام الخطوط الجوية باستبعاد الركاب الذين حضروا إلى المطار وليس بحوزتهم المستندات المطلوبة، ولكنهم يأملون في منع هذا الأمر من الحدوث.

وفي السياق ذاته، تقول المتحدثة باسم الخطوط الجوية البريطانية إنهم دائمًا ما يقومون بكل ما هو ممكن لإرشاد العملاء بضرورة توافر المستندات الإضافية إذا كان لديهم أطفال دون سن الثامنة عشر، مضيفة أنهم سيسمحون للعملاء بتغيير رحلتهم إذا كانوا قد أتموا الحجز في الفترة بين 31 أيار/ مايو وحتي 30 حزيران/ يونيو، ولم يكن لديهم المستندات المطلوبة في حين سيكون بإمكانهم إعادة الحجز في الفترة ما بين 31 أيار/ مايو وحتى 31 تموز/ يوليو.

وعلى جانب آخر، فقد أكد المتحدث باسم فيرجين آتلانتيك Virgin Atlantic أنهم يتفهمون جيدًا الأسباب الداعية إلى تطبيق مثل هذه القواعد في جنوب أفريقيا، إلا أن لديهم مخاوف كبيرة حول التطبيقات العملية المعنية، مضيفًا أنهم يعملون بشكل وثيق مع السلطات في جنوب أفريقيا؛ لضمان أن هذه التغييرات تدار على أفضل وجه ممكن، وفي الوقت نفسه فإنهم يوصوا وبشدة أن أي من العملاء يسافر من أو إلى جنوب أفريقيا لابد له من إحضار الأوراق اللازمة عند ذهابه إلى هناك.

وقد كشف استطلاع للرأي شمل أكثر من 500 من قراء "تليغراف" البريطانية المعنية بشؤون السفر Telegraph Travel أن 62% سيقومون بتأجيل زيارتهم إلى جنوب أفريقيا بصحبة أطفالهم في ظل تغييرالقواعد المعمول بها هناك.