الجزائر ـ سميرة عوام
تحولت غابات طونقة في القالة الجزائرية إلى محج لآلاف السواح الأجانب و الزوار والذين غيرّوا وجهتهم إلى هذا المنتجع السياحي الهام للترويح على النفس و كسر الرتابة السنوية، وذلك بين أحضان بحيرة طونفة والتي بسطت جناح منسوبها المائي ليعانق في محيطها الغابي الذي يحمل اسمها ''مشجرة طونفة'' مفجرة إبداع جمال الطبيعة في أوج عطائها السحري.حيث يتحوّل المحيط الغابي لبحيرة طونفة، ابتداءً من شهر اّب/أغسطس بعد توفر البحيرة على نسب الأمطار المتساقطة بين 800 إلى 1200 ملم خلال فصل الربيع ، إلى ما يشبه أدغال نهر الأمازون؛ حيث يتوسّع منسوب مياه البحيرة إلى مساحة 3200 هكتار ليغمر السهل الغابي المجاور الذي تتشابك أشجاره المحلية العالية ''السرول الأصلع'' وأشجار ''الأوليا'' أميركية الأصل وما تحتها من رياحين وحشائش نباتية زاهية الألوان.
فتمتزج ألوان غطاء هذا المحيط الطبيعي الذي تنضم إليه حركة الطيور متنقلة بين الأشجار والرياحين وسباحة البط والأوز فوق سطح المياه وغوصها بين النباتات المائية، وكلها تُشكّل بساطًا طبيعيًا في غاية المتعة والجمال الساحر. ومثل هذا الفضاء الذي تبدعه الطبيعة،واحدًا من الأنماط السياحية التي مازالت خارج اهتمامات الهيئات المعنية بحظيرة القالة. ومن ذلك، حسب تصورات متعاملين إيطاليين، كانت لهم وقفة على هذا الفضاء الطبيعي إمكانية إنشاء محطة للسياحة الشتوية والصيفية تكون مرافقها من الهياكل الخفيفة مع مرفأ لرسو الزوارق الخشبية الصغيرة المتحركة بالمجداف توضع في خدمة السواح لاكتشاف جمالية الأشجار المغمورة بمياه البحيرة، وما تحتويه من مناظر خلابة.
وينحصر في الوقت الراهن، الاستمتاع بهذا المحيط الطبيعي الساحر في توقف العائلات ومستعملي الطريق الوطني رقم 44 عند مروج ضفاف البحيرة ومشجرتها المجاورة، تشد أنظارهم المشاهد الطبيعية الرائعة التي أبدعتها بحيرة طونفه عند فترة بسط منسوبها المائي الفائض، ليعانق أدغال الأشجار والغابات الخضراء المجاورة. إلى جانب سحر حركية الطيور البرية والمائية،والتي تقدم كل صباح صيف تحية خاصة للسواح أين تصنع معهم الرفقة و التواصل من أجل لقاء آخر.