مدينة ستون تاون القديمة في زنجبار

تقع مدينة ستون تاون القديمة في زنجبار، وتحتوي على العديد من الآثار القديمة مثل الفك المفترس الذي يقع في قلب المدينة، والكثير من الأحياء القديمة التي يتناثر فيها بائعو الفواكه وراكبو الدراجات، والسياح الذين يزورن المنطقة، والكثير من السكان المحليين من كبار السن الذين يرتدون الجلباب وقبعات صغيرة مستديرة من القماش.

ويسيطر على المدينة الأخبار السياسية، وتتزين بالكثير من رايات الأحزاب التي ترفرف في سمائها، ويعتبر موضوع إلغاء الانتخابات في تشرين الأول / أكتوبر، وترك البلد لقيادة مؤقتة هو الموضوع الرئيسي فيها، وتخط الجدران الكثير من الشعارات التي لا تخلو من روح الدعابة حول الأمر حيث كتب على إحداها "الرجاء الانتظار لإعادة تحميل الرئيس" مع أيقونة مألوفة للتحميل من الكمبيوتر.

ويستطيع السائر خلال الأزقة المتعرجة سماع صوت المؤذن للصلاة، ويعتبر الضياع في هذه الأزقة متعة لا مفر منها في ستون تاون، وبالرغم من أن عددًا قليلًا من البريطانيين يزورها، ولكن الجزيرة شبه الأسطورية الملقبة "جزيرة التوابل" تستقبل معظم زوارها على شاطئها الممتد، وخصوصًا في أحد منتجعات الساحل الشرقي لزنجار، بعد أن يكون النزلاء قاموا برحلة سفاري في تنزانيا القارية.

وتقع الجزيرة في المحيط الهندي مع شواطئ رملية ومياه فيروزية ومنتجعات رفيعة وسلسلة فنادق فاخرة مثل بارك حياة الذي افتتح مؤخرًا، والذي ينظر له كطفرة وكحافز لزيارة الجزيرة، فعلى الرغم أنها تمتلك الكثير من الفنادق الراقية والقصور التي تحولت إلى فنادق، إلا أن فندق بارك حياة هو الأول من فئة الخمسة نجوم في مدينة ستون تاون يمتلك مدخل خاص مباشر إلى الشاطئ، الذي يعتبر بمثابة جنة من السلام على بعد خطوات من صخب وضجة وسط المدينة القديم، وبني الفندق حول قصر التاجر العماني مامبو مسجي، ويبلغ عمر القصر 150 عامًا، مما يشير إلى ثقة مالك الفندق في نهضة متوقعة للجزيرة.

وتعتبر جزيرة أونجونا والمسماة أيضا بجزيرة زنجار جزءا من 52 جزيرة أخرى في أرخبيل زنجار وهي الجزيرة الرئيسية، والتي تأخذ حصة الأسد من الجذب السياحي، وتعتبر مدينة ستون تاون جوهرة التاج الثقافي للجزيرة، وهي مدينة مدرجة على لائحة التراث العالمي، وتحتوي المدينة القديمة على قلعة العرب التي تعود للقرن الـ 17 جنبًا إلى جنب مع بيت العجائب الذي بني كقصر للاحتفالات في عام 1883، وكان أول مبنى تدخله الكهرباء في زنجار، ودمر جراء القصف خلال الحرب الإنجليزية الزنجارية عام 1896، وتحول اليوم إلى متحف بعد إعادة بناءه.

وتمتلك المدنية شيئًا من المدينة المغربية فاس، مثل مداخل المحلات المنقوشة المواجه للقصور التي بناها التجار الأثرياء العرب بعد البرتغاليين في أواخر القرن الـ 18، والتي تتخذ من الفيل رمزًا للحماية، واشتهرت مزارع التوابل في الجزيرة بعد سيطرة سلطنة عمان عليها عام 1698، مثل القرنفل والتوابل الأخرى، إضافة إلى ازدهار تجارة العاج.

وتحتوي المدينة القديمة على كاتدرائية أنجليكانية، وعلى بقايا من سوق العبيد وهي التجارة التي كان يقوم عليها الاقتصاد منذ ما يقرب من قرنين من الزمان، وتحتوي الكتدرائية على غرف خانقة ومميتة يحبس فيها عشرات الأشخاص مقيدين بالسلاسل لأيام بدون طعام أو ماء قبل أن يصل يووم المزاد لبيعهم، ثم سحبهم وربطهم في شجرة الجوجوبا في الساحة، وجلدهم لاختبار قوتهم، وحظرت هذه التجارة في وقت متأخر من عام 1873.

وتضم ساحة السوق نصبًا تذكاريًا للنحات السويدي كلارا سورناس لخمسة أشخاص من العبيد المقيدين بسلسلة من رقابهم ينظرون بعيون فارغة استنزفت من الأمل، وتحتوي المدينة على بازار داراجاني مترامي الأطراف الذي تتكدس فيه عشرات من مجموعة ملونة من الفواكه والخضروات والمأكولات البحرية المجففة والتوابل، وملابس تقليدية نسائية مثل الكانجا، ويعرض في السوق الذي يعود إلى عام 1904 التونة الصفراء وأسماك القرش لتباع في المزاد العلني، والإخطبوط والجمبري، وفي فومبا القريبة يتجمع السياح على الشاطئ المحاط بأشجار المنغروف على متن المراكب الخاصة بهم لمشاهدة الشعاب المرجانية والتمتع بطبيعة المحيط، فيما ينتشر البائعون المتجولون مع حاجيات وحقائب تحمل شعار "هاكونا ماتاتا" ليبيعوها للسياح.

ويعود تصميم القوارب التي يجوب بها السياح المحيط للتمتع بمناظره إلى العديد من القرون الماضية على الرغم من استبدال سعف النخيل بالشراع الثلاثي المميز المصنوع من القطن، ويستطيع السياح التمتع بالسباحة ومشاهدة الشعاب المرجانية القريبة من السطح والغوص لمشاهدة المرجان وجراد البحر ذات الألوان الخلابة.

وتقدم جزيرة باموندا القريبة تجربة شواء للمأكولات البحرية ممتازة مثل جراد البحر والقريدس والكنعد والدجاج والسرطانات الكبيرة، فيما الصغيرة منها تترك لتلهو على الرمال، وتقدم الجزيرة أيضًا مجموعة من الفواكه الرائعة مثل الغريب فروت الوردي والمانغو وشرائح العشل الحلو، والطعام المطهو بنكهات الموز والأناناس، حيث لا تعد زنجار مكانًا صديقًا لمحبي إتباع الحميات الغذائية.

وتقع قريبة الصيد نونجوي إلى الشمال من الجزيرة، وتعتبر أفضل مكان للتعرف على الحياة الريفية، المتمثلة بالعربات التي يجرها الثور والأطفال والنساء المزارعات والماشية، وتعاونيات التوابل التي تنتج جوزة الطيب والفرنفل والزجبيل، ومزارع زهرة الفانيليا، ويقع على مقربة من القرية منتجع ايسك زالو، وهو عبارة عن مجموعة من الفيلات والأجنحة المصنوعة من القش بارتفاع 115 قدمًا، مع حمامات سباحة لا نهاية لها وتصميم أنبق وهادئ، وطعام استثنائي، وفرصة لاستكشاف مواقع الغوص ذات الشهرة العالمية الواقعة في جزيرة منومبا القريبة، والتي تحتوي على العشرات من بناء السفن الذين يقطعون للأسف أشجار جوز الهند لصنع قوارب الصيد.

وستحول سلسلة بير اكويم للفنادق الفاخرة ايسك زالو إلى فندق فخم ينتمي إلى هذه العلامة التجارية، وسيحتوي الفندق على منتجع صحي، وأجنحة بتصاميم جديدة، التي ستجول زنجار إلى جزيرة سياحية، وهناك أقاويل عن رغبة فور سيزونز بافتتاح فرع لها في الجزيرة، وسيفتتح مبنى المطار الدولي الجديد قريبًا.