لندن ـ كاتيا حداد
عُرفت لاوس قديمًا باسم أرض المليون فيل، إلا أنه يوجد هناك الآن أقل من 900 من المخلوقات الأيقونية، وأقل من نصفها من الحيوانات البرية، وبيّن الخبراء أنه في حال استمر عدد الحيوانات في الانخفاض على هذا النحو، فإن الفيلة ستنقرض في لاوس في غضون بضعة عقود.
وكشفت الإحصاءات أنّ هذه الفجوة ستزداد عن طريق قافلة من الفيلة ستصل إلى لوانغ برابانغ في 9 كانون الأول/ ديسمبر، وتتألف من 20 فيلا وستطوف شوارع المدينة.
ويعتبر العرض جزءًا من الاحتفالات بمناسبة الذكرى الـ20 لقائمة "لوانغ برابانغ" باعتبارها مصنفة من قبل "اليونسكو" للتراث العالمي، ولكن الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو رفع مستوى الوعي بمحنة الفيلة في لاوس.
وينظم العرض جمعية خيرية للحفاظ على الفيلة تدعي ElefantAsia""، والقافلة هي نوع من الحملات الترويجية للحياة البرية، يرافقها فنانون ومتخصصون في التعليم، ممن ينظمون المعارض والأنشطة في القرى، لتعزيز السياحة البيئية كبديل لصناعة قطع الأشجار، بعد أن دمرت مساحات من الغابات "المأوى الطبيعي للفيلة".
وأبرز العضو المؤسس في الجمعية، سيباستيان دوفيلو "أصحاب الفيلة في لاوس يطلبون منا المساعدة، ويريدون وقف صناعة قطع الأشجار الخطيرة والعمل في صناعة السياحة".
ووجدت تلك المنظمة أن السياحة هي الحل لبقاء الفيلة، وعلى الرغم من الالتزام بعدم استخدام الفيلة في الركوب والتجول في البلاد، إلا أن دوفيلو يؤيد تماما الركوب كجزء من السياحة التي تدار بعناية، متعللا بأنه ليس من القسوة على الفيل أن يحمل شخصًا على ظهره، إذ يشبه السرج على ظهر الحصان.
وتعارض جمعية الحياة البرية الخيرية لحماية الحيوان هذا المقترح، ودعت في تشرين الأول/أكتوبر منظمي الرحلات السياحية في بريطانيا للتوقيع على تعهد بالسياحة الصديقة للفيلة والوعد بعدم الترويج لركوب هذه الحيوانات أو مشاركتها في عروض ترفيهية، معتبرة أنه لا يوجد ركوب فيلة خال من القسوة".
ويصف رئيس قسم الأبحاث والسياسة والحياة البرية في حماية الحيوان العالمية، الدكتور نيل دي كروز، القافلة بأنها "مضللة بعض الشيء"، إذ يحتمل أن تبعث برسالة مفادها أن ركوب الفيلة شيء مرحب به. وأضاف "لقد تجاهلوا نقطة مهمة، وهي نفسية الفيلة التي تتأثر بركوب شخص على ظهورها".
وأعرب مدير البرامج في مؤسسة "بورن فري"، كريس درابر، عن قلقه إزاء القافلة قائلا "خضعت تلك الفيلة للتدريب كي يتم التعامل معها من قبل سائقيها، والتي قد تكون مبنية على تعزيز السلبية المستمر لدى الفيلة والخضوع للهيمنة".
ويعتقد دوفيلو أن الناقدين تسرعوا في توجيه أصابع الاتهام، موضحًا "ليست الطريقة المثلى للتعامل مع الفيلة، فأخذ سائح على ظهر الفيل، هو أفضل له من مواجهة الموت في الغابات".
وأضاف أن القافلة تعتبر رسالة حية ومباشرة عن الحاجة الملحة للحفاظ على هذه الأنواع المهددة بالانقراض.