مراكش ـ علي صيام
اختار صناع سلسلة الأفلام الشهيرة "بوند" أن يكون موقع التصوير للفيلم المقبل "الشبح" في مدينة طنجة في المغرب، وهو ما يعيد إلى الأذهان مجد المدينة العتيقة والتي تشبه لندن وباريس ونيويورك.
وعاشت طنجة مجدها كمنطقة عالمية منذ منتصف العشرينات من القرن الماضي ، تديرها فرنسا وإسبانيا وبريطانيا من خلال اتفاقية مشتركة، ولكن السر الكبير، لماذا وكيف بقيت طنجة وحيدة في البرد لفترة طويلة.
وتكمن الإجابة في إهمال الملك المغربي السابق الحسن الثاني لطنجة لمدة جيل كامل، حيث ازدرى الجاذبية العالمية لطنجة وسمعتها السيئة وشهرتها بالفساد والفضائح، حتى وصل به الأمر إلى تحويل الاستثمارات القومية بعيدًا عن المدينة.
وتغير الوضع تحت حكم ابنه الملك محمد السادس، الذي جلس على العرش عام 1999، حيث رأى الإمكانات الاقتصادية للمدينة التي تقع على مفترق الطرق بين أوروبا وأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وتوشك طنجة الآن على أن تكون أكبر ميناء في أفريقيا، ليس هذا فحسب بل وأكبر مصنع للسيارات في شمال أفريقيا، وأول خط للسكك الحديدية عالية السرعة في أفريقيا، حيث سيمتد إلى الدار البيضاء في عام 2016.
ومع تلك النهضة الاقتصادية التي ستشهدها طنجة، سوف يصاحبها تطور ثقافي وسياحي، مع العديد من المعالم السياحية الشهيرة سوف تعود إلى مجدها السابق، بفضل الترميمات التي سوف يمولها القطاع الخاص.
وتوجد مكتبة "ديس كولونيس" الأسطورية، والتي تجذب مشاهير الكتاب العالميين، بما فيهم صموئيل بيكيت، وتم افتتاحها عام 1949 وأعيد افتتاحها في عام 2011.
وتضم المدينة فندق"غراند هوتيل فيلا دو فرانس "، وتم الحفاظ على غرفة كاملة تكريمًا للرسام هنري ماتيس وأعيد افتتاحه في آذار / مارس من العام الماضي بعد إغلاقه لمدة عقدين.
وجرت في المدينة بعض أعمال التجديدات الأخرى الأنيقة، والتي يمكن العثور عليها في وسط طنجة القديمة، مثل "نادي موروكو"، فيلا زاهية، المنازل الاستعمارية القديمة، إلى جانب تجديد السينما التي تعود إلى الثلاثينات "سينما ريف"، المجاورة للمقهى الأسطوري "غراند سوكو"، كما أن هناك عشرات الفنادق الفاخرة الجديدة من فئة خمس نجوم، مثل فندقي "هيلتون