رياض المزوار

يعتبر رياض "المزوار" من الرياضات العتيقة في المدينة الحمراء، والذي يتواجد في منطقة الموقف حي قشيش على بعد خطوات من مدرسة بن يوسف العتيقة، وهو لمسة من الثقافة المغربية المميزة التي تجمع بين الهندسة الإسلامية والتقليدية والبربرية وهو مزيج من الجمال والرقي الذي منحه ذلك الاختلاف، ليكون مقصدًا للسياح الأجانب، لا سيما عشاق الإقامة الفاخرة والراقية والراغبين في قضاء عطلة هادئة مميزة يسودها الاسترخاء والاستجمام بين أحضان المدينة الحمراء وفي قلبها النابضة بالحياة والمتعة الحقيقة التي يبحث عنها الكثيرون الذين يختارون مراكش للاستمتاع.

كما أنّ رياض "المزوار" من الرياضات المراكشية التي تمتلك شهرة كبيرة، لا سيما بعد التعديلات والترميمات التي نظمتها صاحبة الرياض السيدة "رومين لانكستار" وهي أجنبية مقيمة في مراكش من جنسية بريطانية، واختارت المدينة الحمراء لإقامة هذا المشروع السياحي الذي تطلب منها الكثير من الجهد المادي والمعنوي من أجل منح الرياض الصورة التي هو عليها الآن، والتي ساهمت بشكل كبير في تحويلها من مجرد رياض عادي إلى "دار ضيافة" فاخرة ومميزة بكل ما في المعنى، حيث شهد تغييرات وإصلاحات على جميع المستويات، بسبب رغبة السيدة "رومين" في العناية بهذا الرياض وتجديده وتطويرها مع الحفاظ طبعًا على الهندسة المعمارية المغربية والإسلامية والتي مزجت بينها وبين البربرية، وذلك لعدم كسر القاعدة الأساسية التي أسست على إثرها الرياضات ودور الضيافة والقصور في مدينة مراكش منذ زمن بعيد.

واعتمدت صاحبة الرياض في تجديد فضاءات الرياض على العديد من اللمسات الراقية التي زادته جمالًا وأناقة لا يعادلها أي شيء، لا سيما في تلك النقوش الجبسية والزخارف المصنوعة من الخشب والحديد، إضافةً إلى خامات النحاس التي تم اعتمادها كلمسة راقية في مجموعة من المناطق والأرجاء في الرياض، وتميز كذلك بتشكيلة ساحرة من الزخارف التي تم اعتمادها من الزليج الفاسي والفسيفساء التاريخي الذي تشكلت بواسطته مجموعة من اللوحات الفنية والراقية التي زينت أرجاء الغرف وجدران الفضاءات الخارجية للرياض.

فضلًا عن لمسة راقية منه تم اعتمادها في المسبح المميز الذي يزين بهو الرياض ويعطيه تلك الأناقة التي لا تنتهي، لا سيما بعد سماع تلك السامفونية الراقية التي يعطها خرير المياه المنبعثة من النافورة المائية التي تم اعتمادها في أحد أركان الرياض والتي تم تصميمها كذلك قرب المسبح بلمسة راقية من الخامات المغربية الغنية بالتراث واللمسات المميزة.

كما أنّ هناك العديد من الخامات الراقية التي تم اعتمادها في تزيينه وتجديده والتي أقبلت السيدة "رومين" على إحضارها من مدينة فاس التي تشتهر بهذه المواد منها الزليج والرخام وحتى لمسة الفرشي، واعتماد مجموعة من الخامات الراقية أيضًا من مراكش، والتي تفنن الصناع الحرافيين المغاربة في تطبيقها والتنويع فيها لجعل الرياض يشع جمالًا وأناقة ورقيًا، منها لمسة تدلاكت التي لطالما كانت رمزًا للفخامة الراقية في مختلف القصور والفيلات الفاخرة في المدينة الحمراء، إضافةً إلى القرمود الذي يرجع تاريخه أيضًا إلى حقب زمنية قديمة جدًا.

ولا يمكن نسيان ذلك الأثاث الراقي والذي يبعث على الراحة والجمالية المعتمد سواء في الغرف الخاصة بالنوم أو غرف الجلوس التي تم تأسيسها وتزيينها بمجموعة من التحف الفنية والزخارف المغربية والديكورات والإكسسوارات التي لا يمكن أن تزيد الرياض وفضاءاته إلا جمالية ورقيًا، بالإضافة إلى اللمسة البيئية التي تمنحها تلك الأشجار والنباتات الخضراء المتنوعة التي تم اعتمادها في بهو الرياض، وكذا على التراس والتي زادت من الجمالية الطبيعية للمكان.

ولا يمكن للزائر في هذا الرياض إلا أن يستمتع بإقامته المريحة التي يسودها الهدوء والراحة والطمأنينة، كما أنه متعددة الفضاءات التي قد يحتاجها الزائر والتي تتنوع بين غرف النوم والأجنحة الفاخرة، فضلًا عن المسبح والمطعم الذي يقدم مجموعة من الأطباق المغربية المتنوعة بين التقليدي والعصري، فضلًا عن المشروبات المقدمة التي يعد الشاي المغربي رئيسًا لها، إذ يحقق نسبة إقبال كبيرة، لا سيما من طرف السياح الأجانب الذين يتوافدون عليه من كل حدب وصوب، خصوصًا من بريطانيا وأميركا الشمالية والجنوبية، فضلًا عن السويد وأسبانيا وإيطاليا وغيرها.

كما أنّ الرياض يتوفر على تراس مميز تزيد من جماليته أشعة الشمس الدافئة، ويمنح الإطلالة الراقية والبانورامية التي تخطف الأنظار على جبال الأطلس الكبير المكسوة بالثلوج في فصل الشتاء والمميزة بلونها وكسائها الأخضر في فصل الربيع والصيف، إنه فضاء يقدم الخدمة الجيدة والممتازة لفائدة الزوار الذين لا يتوانون في الإقبال عليها من جميع الأعمار ومن مختلف الشرائح المجتمعية، وذلك يرجع إلى حسن المعاملة المقدمة إلى الزوار من قبل صاحبة الرياض، وكذا العاملين فيه.