آثار الهجمات على السياحة التونسية

كشفت أكبر شركة سياحة في العالم أن الهجمات المتطرفة تركت كلًا من العاصمة تونس وشرم الشيخ فارغة تمامًا من السياح مثل مدن الأشباح، وهو أمر ينعكس على الأعمال التجارية التي تعتمد على السياحة فيهما.

وأشار مالك ومدير شركة "طومسون وفيرست تشويس" بيتر لونغ إلى أن مجزرة الشاطئ في تونس والتي راح ضحيتها 33 من زبائنها كانت الحدث الأكثر مأساوية في حياته المهنية الممتدة على مدى 30 عامًا، وخصوصًا على الأثر المالي للهجمات، وكلفت الشركة السفريات 37 مليون جنيه إسترليني بسبب الهجوم في تونس خلال حزيران / يونيو، إلى جانب اضطرارها لتغيير توصياتها للعام المقبل بعد إلغاء جميع الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ في مصر عقب إسقاط الطائرة الروسية الشهر الماضي.

وبيّن لونغ أن شركته شهدت العام مجوعة من التجارب الأكثر مأساوية التي واجهتهم على مدى 30 عامًا من عملهم في السياحة، وأن الرعب الذي سببته هذه الأحداث سيعيش معه شخصيًا وإلى الأبد.

وأشاد بتعامل موظفي الشركة مع المأساة، وخصوصًا التعامل مع السياح الذين رغبوا بالعودة إلى أوطانهم وإلغاء عطلاتهم في بلدان شمال أفريقيا، في الوقت الذي ما زالت وزارة الخارجية البريطانية وغيرها من الحكومات تنصح مواطنيها بعدم الذهاب إلى تونس ومصر في الوقت القريب.

وأوضحت الشركة أن الفنادق والمنتجعات التي تتعامل معها تضررت بقيمة 18 مليون جنيه إسترليني من هجوم الشاطئ، إضافة إلى 12 مليون آخرين لتغطية المصاريف المدفوعة مسبقًا لأماكن السكن في المنطقة، وأكدت أن تكلفة عودة السياح من شمال أفريقيا كلفت سبعة ملايين جنيه إسترليني.

وساعد موضوع الطلب على تبديل العملات وقوة الشركة في مجال الساحة على تعويض التكاليف فسجلت ربحًا بقيمة 23% أي ما يعادل 775 مليون جنيه إسترليني حتى نهاية أيلول / سبتمبر، وتتوقع الشركة أن الإلغاء المستمر لرحلات شرم الشيخ سيؤدي إلى ارتفاع أرباح العام بنسبة 10%، في الوقت الذي كانت تتوقع في السابق ارتفاعات تصل إلى 12% و15%.

وتمتلك المجموعة في شرم الشيخ 13 فندقًا، مع تقدير بأن نصف أعمالها السياحية في مصر، ووصف لونغ تونس وشرم الشيخ مثل مدن الأشباح عقب الهجمات.

وحوّل المصطافون وجهاتهم إلى جزر الكناري والمكسيك وموريشيوس ومنطقة البحر الكاريبي، حيث أن شركات السياحة تؤكد أن الحجوزات على هذه الأماكن ارتفعت إلى 16% لموسم الشتاء.