من المناطق الساحرة في برشلونة ساحة كاتالونيا

هل أنتِ من مشجّعي فريق برشلونة في كرة القدم؟ هل فكّرت يوماً في زيارة تلك المدينة الإسبانية؟ أنا على يقين بأنك ستحجزين تذكرة سفر لزيارة تلك المدينة الساحرة فور الانتهاء من قراءة هذا المقال. ففي برشلونة، عاصمة كاتالونيا وثاني أكبر المدن في إسبانيا بعد مدريد، تُتاح للسائح فرصة الترفيه عن نفسه وتعزيز ثقافته في الوقت نفسه، لأن المدينة مركز ثقافي مهم ووجهة سياحية أساسية. بالفعل، تتميز برشلونة بالتراث الغني والأعمال المعمارية الشهيرة لأنطونيو غاودي، إضافة إلى العديد من المواقع التراثية العالمية.

قد تكون برشلونة الوجهة السياحية الأكثر شعبيةً في إسبانيا لما تتمتع به من مقوّمات سياحية كبيرة، أبرزها العدد الهائل من المتاحف، والأسواق والمباني العتيقة، والتي يتمركز معظمها في الحي القوطي حيث المباني السياحية القديمة التي صمّم جزءاً منها المهندس المعماري العالمي أنطونيو غاودي. ولا ننسى طبعاً ملعب كامب نو الخاص بفريق برشلونة الرياضي، والذي تُقام فيه أشهر مباريات كرة القدم...

ساحة كاتالونيا

إحدى أشهر الساحات والأماكن السياحية في برشلونة لأنها مركز المدينة وقلبها النابض الذي يربط جزءيها القديم والجديد. وهي المدخل الرئيس لمعرض برشلونة العالمي الذي أُقيم عام 1929، فضلاً عن كونها محوراً مهماً يربط الأبنية القوطية العتيقة بالمدينة الحديثة.

تمتدّ الساحة على مساحة 50 ألف متر مربع تقريباً، وفي وسطها نافورة وحلبتان للمصارعة بين الثيران، الأمر الذي زاد من أهميتها وجعلها معلَماً رئيساً ومهماً.

تُعرف الساحة بقربها من المعالم السياحية والمناطق الشعبية في المدينة، مثل الحي القوطي وشارع الرامبلا، وفيها العديد من التمثايل، والنوافير، والمطاعم، والمقاهي، والفنادق، والمسارح ومراكز التسوق.

بعد التجول في الساحة بصحبة الحمام اللطيف والتقاط الصور التذكارية، لا تفوّتي على نفسك فرصة الجلوس في أحد المطاعم المنتشرة في ساحة برشلونة وتناول وجبة لذيذة.

كنيسة ساغرادا فاميليا

كنيسة العائلة المقدّسة أو كنيسة ساغرادا فاميليا هي الكنيسة الرومانية الأكثر شعبيةً في برشلونة، وإحدى أضخم كنائس أوروبا، وأحد أشهر المعالم السياحية ذات الطابع الديني في إسبانيا.

بدأ المعماري العالمي أنطونيو غاودي بناء هذا المعبد الضخم عام 1882 وكرّس خمسة عشر عاماً من حياته لبنائه إلى أن وافته المنية. لا تزال بعض أجزاء هذا الصرح غير مكتملة حتى يومنا هذا، لكنه تعدّ رغم ذلك تحفة فنية عظيمة مكوّنة من ثلاث واجهات رئيسة:

● واجهة الشرق تُدعى (الميلاد) وقد انتهى العمل بها عام 1930 وعليها أبراج معمارية معقدة.

● واجهة الجنوب تُدعى (المجد).

● واجهة الغرب تُدعى (العاطفة).

في هذه الكنيسة، يمكنك التعرف على روعة الفن المعماري الذي اعتُمد في بنائها، ومشاهدة التماثيل الموجودة داخل متحف ساغرادا فاميليا والأبراج المزيّنة بكلمات مأخوذة من الكتب الدينية.

ولا تنسي طبعاً التقاط الصور التذكارية الجميلة، خصوصاً عند واجهة “المجد” التي تشتمل على منحوتات رائعة بطرق معمارية مستوحاة من الطبيعة.

شارع الرامبلا

إنه الشارع الرئيس في مدينة برشلونة وقلبها النابض بالزوّار. ففي الصباح، يمتلئ الشارع بالباعة المتجولين والسيّاح. وفي المساء يتحول إلى خلايا مكتظة بالناس وتبدأ سهرات السمر المميزة بأجواء الفرح والسعادة حتى طلوع الفجر.

يمتدّ هذا الشارع على طول 1.2 كليومتر ويربط ساحة كاتالونيا بمركز المدينة، حيث ينتهي بشاطئ كريستوف كولومبوس والميناء الأولمبي ليكسب شارع الرامبلا إطلالة جميلة على البحر الأبيض المتوسط.

عند زيارة ذلك الشارع، لا تفوّتي على نفسك فرصة التقاط الصور التذكارية مع الأشخاص الذين يرتدون ملابس مميزة ذات ألوان زاهية ويقدّمون عروضاً مضحكة، مما يضفي على شارع الرامبلا متعة وتسلية تجذب السيّاح بكثرة. كما يمكنك الحصول على صورة شخصية يرسمها لك أحد الفنانين المنتشرين بكثرة في الشارع.

وإذا أردت أخذ قسط من الراحة، اختاري أحد المقاهي أو المطاعم الموجودة على أطراف الساحة المليئة بأشجار النخيل. ولا تنسي زيارة المتاجر المخصصة لبيع الهدايا التذكارية حيث يمكنك الحصول على تذكارات مميزة بأسعار معقولة.

الحي القوطي

إنه أحد أقدم الأحياء التي تعكس تاريخ مدينة برشلونة، ويرتاده الزوّار المهتمون بالثقافة والتاريخ للتعرّف على نمط الحياة لدى القوط والتجوّل في الأروقة القديمة ومشاهدة المباني التي يعود تاريخها الى القرن العاشر ميلادي …

في هذا الحي، يمكنك التعرف على تاريخ إسبانيا العريق لكونه مليئاً بالأبنية ذات الجدران العتيقة، إضافة إلى الأزقّة الضيقة المتعرّجة. سوف تعشقين حكماً هذا الحيّ بفضل موقعه الجغرافي المميز وسط المدينة، واشتماله على كنيسة سانتا ماريا ديل مار التي تعتبر من أشهر التصاميم العمرانية الكتالونية الموجودة في إسبانيا.

وأثناء السير على القدمين في ذلك الحي القديم، سوف تكتشفين كنوز التاريخ المخبّأة في زواياه وأروقته الضيقة. لا تنسي التقاط الصور التذكارية للجدران المزخرفة بالطرق الرومانية الرائعة.

يمكنك أيضاً زيارة متحف بيكاسو الرابض في قلب الحي القوطي، والتعرف على إبداعات هذا الفنان الكبير، أما التسوّق في الحي القوطي فله نكهة خاصة، لا سيما أن المحال التجارية منتشرة بكثرة لبيع الهدايا التذكارية المميزة.

متحف تاريخ برشلونة

يعرض هذا المتحف تاريخ مدينة برشلونة من العصور الرومانية حتى وقتنا الحاضر، وهو يقع ضمن قصر بطراز قوطي مؤلف من ثلاثة طوابق في منطقة باري القوطية قرب كنيسة لاسو.

يضم المتحف آثاراً وحفريات تعود إلى المستوطنات الرومانية التي سكنت المنطقة، ويعرض تاريخ كاتالونيا وتاريخ ظهور مدينة برشلونة ومراحل نشأتها. وهو مكرسٌ لبحث تاريخ المدينة منذ بداية أصولها في العصر الروماني والحفاظ عليه.

يضم المتحف عرضاً لبقايا المدينة الرومانية القديمة التي تُسمّى بارسينو، وبعضاً من آثار العصور الوسطى والمدينة المعاصرة. كما يحتوي على بعض القطع الأثرية، واللوحات الزيتية التي تعود إلى القرن الثامن عشر.

تجوّلي في قاعات المتحف وتأمّلي روعة المعروضات الخاصة بتاريخ مدينة برشلونة ومعالمها الأثرية منذ بداية أصولها العتيقة. انتبهي إلى الآثار المرتبطة بمستعمرة بارسينو وجدرانها، إضافة إلى المنحوتات والقطع الأثرية القوطية، والمعروضات التي تبرز الفن المعماري للمدينة خلال العصور الوسطى.

يمكنك أيضاً زيارة قاعة المخطوطات والوثائق، التي يصل عمر بعضها إلى 1500 عام، ومشاهدة مختلف اللوحات والأرضيات الفسيفسائية.

ولا بدّ من زيارة قاعة المقتنيات الشخصية التي تعود لأشخاصٍ قطنوا المدينة عبر السنين، والتي تعطي لمحة عن عاداتهم وتقاليدهم.

ملعب كامب نو Camp nou

يرتبط اسم برشلونة بفريقها الرياضي الشهير، ولذلك يعتبر ملعب هذا الفريق العريق، والمعروف بملعب كامب نو، من أهم المعالم السياحية في المدينة، خصوصاً لعشاق رياضة كرة القدم ومحبّي هذا الفريق على وجه الخصوص.

ملعب كامب نو، أو ما معناه “الحقل الجديد”، هو معقل فريق كُرة القدم الإسباني في برشلونة منذ العام 1957. بُني الملعب عام 1954، وكان من المُفترض أن يُطلق عليه اسم “ستاد برشلونة”، لكنه حظي في النهاية باسمه الحالي كامب نو .

يبعد الملعب عن مركز المدينة مسافة أربعة كيلومترات. يبلغ طوله 250 متراً وعرضه 220 متراً، ويغطي مساحة 55,0000 متر مربع. يتسع لنحو 100 ألف مُشجّع، وهو أكبر ملعب كُرة قدم في إسبانيا، لا بل في أوروبا كُلها. كما أنه ثالث أكبر ملعب كُرة قدم في العالم.

استضاف هذا الملعب العديد من مباريات كرة القدم المهمة في التاريخ، مثل نصف نهائي كأس العالم لعام 1982، ونهائي دوري أبطال أوروبا عام 1992.

حاولي حضور إحدى مباريات كرة القدم التي تُقام دوماً في ذلك الملعب، وتعرّفي على مقتنيات أشهر اللاعبين في التاريخ الإسباني. وإذا حالفك الحظ، قد تنجحين في الحصول على توقيع أحد اللاعبين الموجودين في الملعب.

حديقة حيوان برشلونة

تقع حديقة الحيوان، البالغة مساحتها 13 هكتاراً، في منطقة سيوتاديلا في إقليم كاتالونيا، إسبانيا، وفيها عدد كبير من الحيوانات الجميلة مثل الزرافات، والنمور، والأُسود، والفيلة، والدببة، والغزلان وغيرها...

تم افتتاح الحديقة بشكلٍ رسمي للجمهور عام 1892 وأصبحت في وقتٍ قصير من أكثر الحدائق جذباً للسيّاح في إسبانيا. ولعلّ الشهرة الكبيرة للحديقة تعود إلى وجود الغوريلا البيضاء الوحيدة في العالم، التي نفقت عام 2003.

تجوّلي في الحديقة وتعرّفي على الحيوانات وبيئاتها ومواطنها الأصلية. استفسري عن كيفية الاهتمام بتلك الحيوانات داخل الحديقة، وخوضي تجربة إطعام الحيوانات الصغيرة.

لا تفوّتي على نفسك فرصة الركوب في الحافلة المكشوفة والتنقل بين أجزاء الحديقة والتمتع بالمشاهد الخلابة والأشجار الضخمة ونوافير المياه والبرك الموجودة فيها. ولا تنسي التقاط الصور الفوتوغرافية للطبيعة الجميلة والحيوانات والطيور الملوّنة.

كما يمكنك مشاهدة عروض الدلافين والحيوانات المختلفة على أيدي أمهر المدرّبين والتي تُقام داخل قاعة العرض. يُذكر أن الحديقة تحتوي على بعض المتاجر الصغيرة التي تبيع الهدايا التذكارية الجميلة.

حديقة برشلونة النباتية

تقع هذه الحديقة على هضبة مونتجويك في برشلونة، وسط عدد من الملاعب القديمة التي كانت تُستخدم في الألعاب الأولمبية الصيفية.

تأسست عام 1999 لتصبح أكبر حديقة متخصصة في التشجير والزراعة، ولذلك باتت وجهة أساسية لمحبّي العلوم النباتية. بالفعل، تشتمل الحديقة على العديد من النباتات التي تم استحضارها من مختلف أصقاع العالم، مثل أوستراليا، وتشيلي، وكاليفورنيا، وجنوب أفريقيا، ومنطقة غرب البحر المتوسط وشرقه. يمكنك الاستمتاع بأجمل الأوقات في أرجاء الحديقة والتجوّل بين الأشجار والزهور والنباتات. ولا تنسي التقاط الصور الفوتوغرافية للنباتات المميزة والأزهار النادرة والجميلة التي تثير فضولك بحيث تبقى تلك الصور خير تذكار لزيارتك الحديقة الرائعة.

يُذكر أن الحديقة توفر وجبات الطعام الخفيفة والمشروبات المنعشة التي يمكن شراؤها أثناء الاستمتاع بروعة الحديقة.

حديقة جويل The Park Güell

يكاد يكون هذا المتنزّه التاريخي الواقع شمال برشلونة من أجمل الأماكن السياحية لكونه عبارة عن مجمّع حدائق يضم العديد من التحف المعمارية الفريدة التي صمّمها المهندس المعماري المشهور أنطونيو غاودي.

 

تقع الحديقة في حيّ لاساو في منطقة غراسيا، وفيها الكثير من المساحات الخضراء الشاسعة بالترافق مع نماذج معمارية مميزة. تم تشييد الحديقة بين عاميّ 1900 و 1914 وجرى افتتاحها رسمياً عام 1926. وفي العام 1984، تمّ إعلانها موقعاً للتُراث العالمي يزوره الآلاف سنوياً.

في الحديقة عدد كبير من الحيوانات والطيور البرية، ولا سيما طيور الببغاء التي جُلبت من مناطق مختلفة من العالم. ولا ننسى طبعاً الطيور النادرة مثل النسر ذي الأصابع القصيرة، والصقور من فصيلة العث الطنان.

بعد الانتهاء من التجول في الحديقة، والتقاط الصور الرائعة لذلك المكان الذي يعتبر نموذجاً نادراً لانسجام الأعمال الفنية مع الطبيعة، يمكنك تناول وجبة طعام لذيذة أو شرب فنجان من القهوة والتمتع في الوقت نفسه بمشاهدة الأعمال الفنية الرائعة المنتشرة في الحديقة.

قصر جويل Palau Güell

بُني هذا الصرح لتعيش فيه عائلة جويل، إحدى أشهر عائلات إسبانيا، خلال القرنين الماضيين. إذاً كان هذا القصر في السابق ملكية خاصة ثمّ تحوّل إلى أحد أشهر الأماكن السياحية في إسبانيا.

يقع القصر في منطقة كارير نو دي لا رامبلا في حي الرافال في مدينة برشلونة، وقد صمّمه المهندس المعماري أنطونيو غاودي. إنه مزيج بين الحضارة الإسبانية القديمة والفن القوطي الأوروبي، ولذلك لا تفوّتي على نفسك فرصة التجوّل في أرجائه والتعرف على تاريخه وتأمل روعة الطراز المعماري الفريد، ولا سيما النوافذ المميزة، والأروقة والأعمدة الرخامية المحفورة الرائعة.

تأمّلي ملياً المُقتنيات التي يحويها القصر، ولا سيما قطع الأثاث، والسجاد، والمصابيح الملونة، وتعرفي على النمط الثقافي الذي كانت تتبعه إحدى العائلات الإسبانية الثرية في ذلك الوقت.

سوف تشعرين أنك في أحد قصور الحكايات الأسطورية، خصوصاً أثناء الصعود على الدرج المتوّج بالسجاد الأحمر الفاخر فيما أشعة الشمس تتسلل من النوافذ الزجاجية الملونة.

وقد يهمك أيضًا:

تعرف على عادات السياح التي تزعج السكان المحليين منها مقارنة المدينة بوطنه

بيانات رسمية تؤكد أن إيرادات قطاع السياحة في تونس نمت بنسبة 44%