لندن - فلسطين اليوم
تقع جزر السيشل في المحيط الهندي، وهي تابعة للقارة الأفريقيّة تبلغ مساحتها 455 كيلومترًا مربعًا، وعاصمتها فيكتوريا، أصغر عاصمة عالمية.
تبعد الجزر حوالي ألف وستمئة كيلومتر عن الساحل الشرقي لقارة أفريقيا، وتقع إلى الجنوب الغربي منها دولة مدغشقر، وإلى الشمال الغربي دولة الصومال، وهي أقرب الدول الأفريقيّة إليها.
تتألف هذه الجزر من 115 جزيرة، بينها 41 جزيرة من أقدم جزر الغرانيت على الأرض، فيما الـ 74 الأخرى هي جزر مرجانية منخفضة يغوص معظمها تحت سطح الماء.
ثمة لغات رسمية عدة في السيشل، هي: الإنكليزية، الفرنسية، والكريولية السيشلية. استقلت جزر السيشل عن المملكة المتحدة عام 1976، وعملتها الروبي السيشلية (Seychelles Rupee SCR).
الجزر الرئيسية في جزر السيشل هي جزر صخرية، أبرزها: جزيرة "ماهي Mahe التي تقع فيها العاصمة فكتوريا، و«براسلين» Praslin و«لاديغ» La Digue. وتتنافس كل هذه الجزر لجذب السيّاح إلى المحيط الهندي في جانبه الأفريقي.
يمكن التنقل بين هذه الجزر بواسطة السفن الشراعية أو الطائرات المحليّة، التي تتحرّك في أوقات محددة.
تتمتع جزر السيشل بمناخ استوائيّ لطيف ومنعش على مدار السنة، ممّا يجعلها مناسِبة دائمًا للسياحة. تترواح درجة الحرارة في الغالب بين 24 و33 درجة مئوية. ولعل أفضل وقت لزيارتها هو بين شهرَي تشرين الأول/أكتوبر وأيّار/مايو.
أفضل أوقات للقيام بالرحلات البحرية هو الفترة بين أيار/ مايو وأيلول/ سبتمبر، لكن باستطاعة السائح التمتع بهذه الرحلات طيلة أيام السنة ولممارسة هواية الغطس، يُفضّل السفر خلال أشهر نيسان/ أبريل وأيار/مايو وتشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر وللاستمتاع بمشاهدة الطيور، يمكن الاستفادة من شهر نيسان/أبريل، أي موسم تكاثر الطيور، وشهر تشرين الأول/أكتوبر، أي موسم الهجرة أما الموسم المفضّل لصيد السمك فهو الفترة الممتدة بين تشرين الأول/أكتوبر ونيسان/أبريل.
يعتمد اقتصاد جزر السيشل بشكل كامل على السياحة التي تشكل أساس الدخل القوميّ ولذلك، نلاحظ أن بناء الفنادق والمنتجعات الكبيرة في أوجّه حاليًا.
لا توجد في الدولة أيّة مصادر طبيعيّة سوى المناظر الخلابة، وشواطئ تعتبر الأجمل في المحيط الهندي، لا بل في العالم كله ربما.
فهذه الشواطئ تتميّز برمالها الناعمة البيضاء، بالترافق مع الصخور الغرانيتية السوداء التي تتكوّن منها الجزر. كما تعتبر الجزر مزارع طبيعية للكثير من أشجار التوابل مثل القرفة، والفانيلا، وجوزة الطيب.
هناك العديد من الرحلات المباشرة إلى جزر السيشل. ولعل الميزة الأهم هي أنّ الزائر لا يحتاج إلى أية إجراءات للدخول إلى الجزر، إذ يستطيع معظم أبناء الدول العربية الدخول مباشرة من المطار من دون الحاجة إلى تأشيرة دخول.
يتوجب فقط على الزائر أن يُظهر للسلطات في المطار ما يُثبت مكان إقامته وتذكرة العودة، إضافة إلى المال الكافي لقضاء عطلتك، ووثيقة تثبت أنك بصحة جيدة، وأخرى بأنك لا تحمل محظورات كالنباتات والحيوانات.
تشتمل جزر السيشل على الكثير من الحيوانات البحرية والبرية والنباتات الطبيعية النادرة، وفيها العديد من المحميات الطبيعيّة المعترف بها في قائمة المحميّات الطبيعيّة في العالم، التابعة لمنظمة اليونسكو لحماية الثروات الطبيعيّة.
تحتوي جزر السيشل على اثني عشر نوعاً من الطيور النادرة، مثل الطائر السيشلي وطائر ماغي روبن، وسلحفاة إزميرالدا العملاقة. كما توجد فيها أكبر بذرة في العالم، بذرة كوكو دي مير، التي يصل وزنها إلى خمسة عشر كيلوغراماً. وجزر السيشل هي المكان الوحيد الذي نجد فيه السلطعون الشبح على الشواطئ، وطائر خطاف البحر، والسلاحف التي يتجاوز عمرها 150 سنة...
جزيرة «ماهي» هي الأكبر بين جزر السيشل، ولا بد من زيارتها قبل الانتقال إلى أية جزيرة أخرى. تضم الجزيرة عددًا من الأماكن السياحية المهمة.
ففي العاصمة فكتوريا، ثمة تنوع ثقافي هائل يشكل مزيجًا رائعًا بين الأفارقة والعرب والهنود والآسيويين. ويعتبر برج الساعة، ومتحف التاريخ الطبيعي، والحدائق النباتية، ومصنع الشاي، والمركز الثقافي الفرنسي، وحديقة التوابل، وبعثة لودج من أهم المعالم الموجودة في فيكتوريا.
كما يمكن الإبحار بين الجزر بواسطة المراكب الشراعية، وممارسة رياضة الغطس في البحر، وصيد السمك، وركوب الدرّاجة، وتسلّق الجبال، والسباحة، وركوب الأمواج.
هناك الكثير من الفنادق الفاخرة في جزر السيشل التي تضمن إقامة مترفة لنزلائها وتوفر لهم تجربة لا تُنسى. ومن أهم تلك الفنادق نذكر:
كونستانس إفيليا Constance Ephelia:
إنه أكبر فندق في جزر السيشل، ويقع على الساحل الغربي لجزيرة «ماهي» الرئيسية، حيث تحيط به أشجار القرم ويوفّر إطلالةً فريدةً على الحديقة البحرية الوطنية لميناء لوناي. يمتد هذا الفندق على شاطئَين- الشاطئ الشمالي والشاطئ الجنوبي، ويحتضن أجنحةً وفللاً تستكن معظمها على الشاطئ الشمالي أو على مسافة بعيدة من الساحل.
يوفّر المنتجع لنزلائه خيارات طعام لا تُحصى، إذ يضمّ 10 مطاعم واستراحات متنوعة تقدم المأكولات الآسيوية وثمار البحر المتوسطية الطازجة.
كما يضع الفندق في متناول ضيوفه باقة متنوعة من النشاطات، بما فيها العبور فوق غابات جزيرة «ماهي» الكثيفة عبر 18 مسارًا مخصصًا لرياضة الانزلاق على الحبال، أو استكشاف روعتها عبر ركوب الدرّاجة الهوائية في الجبال على طول مسارات الغابة والطرقات الآسرة.
كما يستطيع الضيوف الاستمتاع بصيد السمك في أعماق البحار ورؤية أكثر من 300 فصيلة من الكائنات البحرية التي تعيش في جزر السيشل. ولا ننسى طبعاً نادي كونستانس المخصّص للصغار حيث يستطيع الأطفال تمضية نهارهم تحت إشراف الخبراء والمشاركة في نشاطات شيّقة وسط أجواء مذهلة تتّخذ من جنة استوائية على الأرض خلفيةً لها.
منتجع كونستانس ليموريا Constance Lemuria Resort:
يقع منتجع كونستانس ليموريا على بقعة هادئة من الساحل الشمالي الغربي لجزيرة برالين، محاطاً بمزارع نادرة وفاخرة، تعانقه مياه المحيط الهندي الدافئة.
يحلو النظر إلى هذا المشهد، الذي يجمع بين المياه الفيروزية والمناظر الطبيعية الخضراء الغنّاء والشواطئ المنعزلة المكسوّة بالرمال البيضاء، حيث يستكنّ الفندق.
يشتمل الفندق على 96 جناحاً و8 فلل وجناح رئاسي واحد، وكلها تبعد عن الشاطئ 15 متراً فقط، ومصمّمة من المواد الخام كالخشب والرخام والغرانيت لتوفر إقامة فاخرة في أحضان الطبيعة.
وللمطاعم مكانة مهمة في هذا المنتجع حيث الطعام الفاخر والأجواء الاستثنائية. يستطيع النزلاء تذوّق قوائم طعام جديدة، بما في ذلك قائمة مخصّصة للأطفال، أشرف عليها فريق من الطهاة العالميين الذين يفتخرون باستخدام أفضل المنتجات المحلية.
يشتهر فندق كونستانس ليموريا بحماية البيئة، وتحديداً برنامج حماية السلاحف، وقد أطلق منصة إيكولوجية جديدة تكشف حقائق مثيرة للاهتمام عن النباتات والحيوانات على الجزيرة، وتسلّط الضوء على المبادرات المطبّقة للحفاظ على البيئة.
رافلز براسلن Raffles Praslin:
يتميز منتجع رافلز براسلن بفِلله الرحبة، وهو واحد من أفضل عشرة منتجعات سياحيّة شاطئية حول العالم بحسب دليل «فوربس» السياحي.
يتضمّن المنتجع مجموعة من الفِلل الفاخرة، المزوَّدة بحوض سباحة خاصّ مطلّ على الوادي والبحر، إضافة إلى أجنحة مميزة، بعضها مترافق مع صالة فسيحة، وغرفة طعام وغرفة أو غرفتي نوم.
وخصّص الفندق فريق عمل ليقدم لنزلائه نشاطات متنوعة مثل الرياضات المائية، كالغوص والغطس والصيد في أعماق البحار وفرصة تعلُّم رياضة التجديف، أو توفير نشاطات للعائلة مجتمعةً، مثل جولات الهليكوبتر، ورحلات اليخوت بين أحضان الطبيعة والمناظر الساحرة.