أثر الكارثة الفريدة من نوعها على رعاة الماشية

كشفت مجموعة من الصور قسوة الشتاء التي يعيشها الناس في منغوليا، وشهدت كارثة الشتاء القاسية في البلاد انخفاض درجات الحرارة الى 50 درجة  مئوية تحت الصفر بين عامي 2015 و 2016 مما أسفر عن مقتل أكثر من 850 ألف رأس من الماشية, وسافرت المصورة اليابانية مادوكا ايكاغامي إلى محافظة سوفكان وأولان وناليك وباتور في نيسان/أبريل الماضي من هذا العام لتوثيق آثار الكارثة الفريدة من نوعها على رعاة الماشية.

وتعرف الكارثة باللغة المحلية باسم "دوزد" وأدت ظروف التجمد الى موت جماع للأبقار والابل والخيول والأغنام والماعز، وأوضحت ايكاغامي " تشير احصاءات الأمم المتحدة في 25 نيسان/أبريل الى موت 850 ألف رأس من الماشية في كارثة 2015-2016، انا وثقت حياة الرعاة النازحين الذين فقدوا ما لديهم من ثروة حيوانية في دوزد السابقة مما أدى الى تخليهم عن الرعي والانتقال الى المدينة للبحث عن وظيفة جديدة."

وزارت مادوكا منغوليا في العام الماضي حيث شاهدت جمال الطبيعية المحلية في رعاية الرنة، وبمجرد أن سمعت عن الكارثة التي حلت بالبلاد حملت كاميراتها للتأكد من أن الرعاة بأمان فوجدت أوضاعهم صعبة فقررت أن توثق ظروفهم الرهيبة.

وتابعت " الأخوات اللواتي تحدثت معهن خسرن أكثر من 200 رأس من الماشية، وكانت جثث الحيوانات تستلقي على بعد دقائق من بيتهن، لم يمكن هناك أي علامة على الحياة البشرية على الأرض وانما أكوام من الثلوج التي لا نهاية لها، حاولت الاخوات أن ينقذن أنفسهن حيواناتهن من المجاعة والبرد في مكان لم يبق فيه أي أحد، فالأختان لم تريان غير بضعهما طوال خمس أشهر."

ولجأ الرعاة السابقين النازحين والعمال الموسميين الى المدينة للعمل في وظائف التعدين الخطيرة وغير القانونية حتى لا يغرقوا في الفقر المدقع، وأدركت المصورة المدى الكامل للكارثة عندما رأت كلب يأكل لحم وعظام جثث الحيوانات الاخرى, وتوضح " لقد خفت كثيرًا من مشهد أكوام جثث الحيوانات، وتعلمت كيف لكارثة أن تؤذي شعبا كاملًا في أيامنا هذه، فنحن سكان المدينة غير معرضين لهذه الكوارث."