القاهرة - فلسطين اليوم
تُساهم الأعمال الدراميا التي تندرج تحت فئة "المخابراتية" التي تطرح قضايا الجاسوسية في رفع الروح المعنوية للمواطنين، وحشدهم خلف القضايا الكبرى والمصيرية، حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية خصصت منذ فترة مسئول مخابراتي كبير داخل هوليود، يشرف على إنتاج هذه النوعية من الأعمال المخابراتية، وتدعم إنتاج هذه الأعمال ماديا ولوجستيا وتوفر كافة الإمكانيات اللازمة لخروجها بالشكل اللائق، حيث تعد الدراما والسينما المخابراتية التي تطرح قضايا الجاسوسية، جزء لا يتجزأ من منظومة الدول القوية التي تستهدف الترويج لنفسها.
وهو ما دعانا لفتح ملف "الأعمال المخابراتية" سواء كانت سينمائية أو درامية، ونطرح العديد من التساؤلات المتعلقة بأسباب قلة هذه الأعمال في مصر مؤخرا، ونرصد كواليس عن الأعمال التي قدمت في هذا الإطار على مدار سنوات الإنتاج السينمائي والدرامي المصري، ومدى تأثير هذه الأعمال على المجتمع والمواطنين، وقدرتها على جذبهم للمشاهدة ورفع روحهم المعنوية.
ونتطرق خلال الملف لأسرار إنتاج هذه الأعمال ودور منصة "نتفليكس" في الشرق الأوسط وأهدافها وما تروجه من أعمال بإنتاجات ضخمة مع إسرائيل تستهدف ترويج رؤيتها وفرضها من خلال السينما والدراما.
12 مسلسلا من واقع ملفات المخابرات
قدمت الدراما المصرية على مدار تاريخها 12 مسلسلا بشكل مباشر عن الجاسوسية من واقع ملفات المخابرات، وتطرقت في مسلسلات أخرى لوقائع وتفاصيل مخابراتية بشكل غير مباشر.
ويعد أول عمل درامي من واقع ملفات المخابرات مسلسل "دموع في عيون وقحة" الذي عرض عام 1980، ثم مسلسل "رأفت الهجان" بأجزائه عام 1988، وفي التسعينات قدمت الدراما المصرية 4 أعمال هي "الثعلب" عام 1993، ثم "السقوط في بئر سبع" بعدها بعام واحد، ثم مسلسل "الحفار" عام 1996، ومسلسل "وادي فيران" عام 1997، وخلال عام 2002 قدمت الدراما مسلسل "وحلقت الطيور نحو الشرق"، ثم مسلسل "العميل 1001" عام 2005، ومسلسل "حرب الجواسيس" عام 2007، ثم "عابد كرمان" خلال 2010، وبعد أحداث ثورة يناير قدمت الدراما المصرية مسلسلين فقط هما "الصفعة" عام 2012، ومسلسل "الزيبق" عام 2017، ويتم تجهيز الجزء الثاني منه حاليا، ومن الأعمال التي تطرقت لملفات الجاسوسية والمخابرات لكن بشكل غير مباشر، مسلسلات "الأصدقاء"، "مليكة"، "كلبش 3".
10 أفلام أغلبها من وحي خيال صناعها
لم تتجاهل السينما أيضا دور جهاز المخابرات أعماله وبطولاته، لكن أغلب أعمالها من وحي خيال صناعها، ولم تظهر بشكل مباشر إلا في 9 أفلام كانت البداية من فيلم "الصعود إلى الهاوية" عام 1978، وفيلم "بئر الخيانة" عام 1987، ثم في التسعينيات "أمن دولة"، و"إعدام ميت"، و"الجاسوسة حكمت فهمي" و"الجاسوس"، و"فخ الجواسيس"، و"مهمة في تل أبيب"، و"الكافير"، وأخيرا فيلم "ولاد العم"، ومن الأفلام التي تطرقت للجاسوسية وأعمال المخابرات بشكل غير مباشر أفلام "كتيبة الإعدام"، و"قلب جرئ".
دور صالح مرسي وإبراهيم مسعود
يعد صالح مرسي وإبراهيم مسعود أبرز من قدموا أعمال الجاسوسية سواء دراميا أو سينمائيا، نظرا لتمتعهم بالعديد من الصفات أولها كونهم قريبين بحكم عملهم من الجيش والمخابرات، وثانيا لقدرتهم الإبداعية الكبيرة على خلق أحداث درامية وخيوط متشعبة تمكنهم من استكمال هذه الأعمال دون الإخلال بعناصرها الفنية أو أهدافها الاستراتيجية، ويتشابه الكاتبين فى الكثير من الظروف، حيث لعبت الصدفة دورا كبيرا معهما فى الوصول لهذه المكانة.
صالح مرسي، كان مساعد مهندس في البحرية المصرية ويحمل أفكار اشتراكية ويؤمن بها ويدعمها، وقال خلال لقاء معه فى التليفزيون المصري إنه كان يرفض تقديم مسلسل "رأفت الهجان" خاصة بعد تجربته الأولى فى "الحفار"، إلا أنه بعد جلسة جمعته مع الضابط عزيز الجبالي وافق على تقديم المسلسل، موضحًا أن أزمة المسلسل كانت تتلخص فى عدم وجود معلومات مكثفة.
وأشار إلى أن الذى توفر له فقط هو الضابط عزيز الجبالي وشخصية رأفت الهجان والعملية نفسها، وهذا لم يخرج عن إطار 4 ورقات فقط، فكان عليه أن يتحدى نفسه ويجمع معلومات لخروج العمل، ومن أبرز أعماله "حرب الجواسيس" و"دموع في عيون وقحة".
إبراهيم مسعود، عمل أيضا في كتابة هذه الأعمال بالصدفة، بحكم عمله كضابط في سلاح المدرعات، ثم جهاز المخابرات العامة؛ حيث تلقى عمل درامي لمراجعته أثناء وظيفته فى رئاسة الجمهورية لإجازته، فشعر أنه قادر على كتابة سيناريو أفضل من الموجود، وبدأ بالفعل كتابة مجموعة من القصص البوليسية أولها كانت "قتل مع سبق الإصرار"، ثم توالت كتاباته، حتى بدأ تقديم أعمال سينمائية ودرامية أبرزها أفلام "إعدام ميت"، "بئر الخيانة"، "فخ الجواسيس"، ومسلسل "الثعلب"، وكانت له اسهامات أخرى في إطار الدراما والسينما البوليسية.
وفي الحلقات القادمة نستعرض أراء بعض النقاد والمتخصصين، من مراحل عمرية مختلفة، ونكشف المعوقات التي تواجه هذه النوعية من الأعمال، إضافة إلى انتشار الأعمال السينمائية والدرامية المخابراتية في أمريكا وإسرائيل.
قد يهمك أيضا :