تتمتع غابة بليز بالإثارة والرهبة

تتمتع غابة بليز بالإثارة والرهبة وهي المكان المثالي لمحبي المغامرة والذين يتمتعون بالجرأة حيث الاختباء خلف مجموعة من البامبو للهروب من الزواحف التي يمكنها الإيقاع بأي فريسة بسهولة تامة مستخدمة مجساتها، كما أن هناك زواحف أيضًا فوق الأشجار والتي تتميّز بسمها الفتاك سريع المفعول وكذلك الرتيلاء الذي تكون لدغاته أقوى من المسامير كما يمكن أن تهاجمك الأشجار حيث النمل الأحمر وأخيرًا صوت الهدير الذي يعيد إلى الأذهان أجواء جوراسيك بارك.
ويروي أحد المغامرين تجربته المخيفة في غابات دولة بليز قائلا " أرى قرود كوليكد هولير تتدلى بصوتها العالي من فوق الأغصان الرقيقة، هذا ما كنت أبحث عنه وتوقفنا لعدة دقائق منشغلين بضجيجهم ثم يهبط شيئًا ناعم الملمس على ظهري وأعتقد أنها فاكهة الغابة؟ فيضحك تيري صيدقي ما يعني أنه براز قرد وليس فاكهة كما اعتقدت.
ويُضيف "كنت قد أغرمت بهذا البلد الواقع في أميركا الوسطى من خلال الوعد بعيش مغامرة بسعر معقول، وتشتهر بليز بالأميركين الذين يبحثون عن الشمس لعقود والبريطانيين كذلك حيث أنها منعزلة في منطقة البحر الكاريبي، وتنوي حركة السفر البريطانية أن تأتي في الوقت المناسب حيث يزيد عدد الذين يحملون حقائبهم للاستمتاع بالأراجيح الشبكية الرخيصة والنبيذ الأرخص أو رجال الأعمال الذين يبحثون عن ملاذ استوائي معفي من الضرائب (وبالمناسبة فإن كل من القبيليتين لديهما موهبة اختيار جهات الحلم لذا فهذ أوراق اعتماد عطلة ممتازة حقًا، كما يمكنك أن ترى بنما، المكسيك).
وظلّت مستعمرة بريطانية حتى عام 1981 الأمر الذي صعّب الوصول إليها ، ولكن بدءً من شهر نوفمبر/تشرين الثاني سيحدث تغييرًا في مواعيد رحلات الخطوط الأميركية ما يعني أنه ليس عليك بعد الآن الانتظار بين عشية وضحاها في المكسيك أو أميركا فأخيرًا سيكون هناك خط مباشر وعملى إلى بليز لزيارتها.
وتقع بليز بين المكسيك وغواتيمالا وتتمتع بإطلالة جيدة فلديها ثاني أكبر حاجز مرجاني في العالم كما أنها موطنًا لأعداد مفرطة من الأسماك الملونة، أما على الأرض فستجد المستنقعات المسطحة تفسح لك الطريق للجبال والوديان المدفونة في الغابات الخضراء والمبللة بمياه الأنهار والأمطار والشلالات التي تتخللها أطلال حضارة المايا بينما يوجد تحت الأرض شبكة من الكهوف الجيرية، كل هذه الإطلالة الخلابة في بلد بحجم ويلز.
ويؤكد المغامر أن بليز مثل ويلز والتي تبدو مترامية حيث يهيم الرجال على وجوههم على جانب الطريق يأرجحون سواطير التقطيع وينزلق الأولاد والنساء على دراجات للتقطيع، وبشكل معقول "الجير" وهو مصطلح شعبي يعني الخروج والأكل في ظل حواف المنازل الوردية. وتتحوّل الطرق إلى مسارات دون سابق إنذار ولكن يمكنك القيادة في جميع أنحاء البلاد من خلال محور طاحن لمدة ساعتين ونصف، ولتجربة شعور اهتزاز العظام فعليك القيام بالقفز، ويؤكد " في مدينة بليز قفزت على أربعة مقاعد غير مستقرة من طائرة دعامية متجهة إلى سان أجناسيو في 10 دقائق، و قادتني القفزة إلى كوخ خشبي يحيط به أحصنة كستنائية سمينة إلى جانب عدة حزم تحمل علامة "الشحن الجوي" ضمن البريد اليومي لحي كايو.
وبعد ذلك توجهت إلى جبل باين ريدج وهو عبارة عن محمية مساحتها 100 ألف فدان من أشجار الصنوبر والغابات، وتشكّل الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية حوالي 40% من مساحة البلد لكن جبل باين هو المكان الذي يمارس فيه الجنود من بريطانيا وأميركا وهولندا فن البقاء فإذا لم تخيم معهم في الخارج في هذا المخيم الوهمي وسط النمور وحيوانات الراكون والراكون الجنوبي والأصلوت فيمكنك البقاء في غايا ريفيرلودج حيث الكاباناس النقية التي تقع على ارتفاع 250 قدم فوق النهر حيث يوجد بها حمام سباحة خاص بها، ولا يوجد في الغرف اشتراكات جوية أو تليفزيون أو واي فاي أو نوافذ زجاجية فالفكرة في هذا المكان هو تجربة العيش في الطبيعة.
وفي الواقع لا يمكنك تجنّب المدينة في الليل حيث يمكنك رؤية السماء تنير مع العواصف الكهربائية وصياح الحيوانات والحشرات المضيئة التي تتحرك على أرضية مقصورتنا، وبعد يوم انزلقت على العجلة والقدم خلال الأشجار والاهتزازات على طول المسارات الجبلية برفقة العقبان المحلقة بينما أمضغ النمل الأبيض والغريب أن طعمه يشبه النعناع وأرسل حيوانات الراكون تركض بين الأشجار المتشابكة، ولأشعر بالبرودة قفزت بأمان من فوق حافة بجانب الشلال ارتفاعه 100 قدم إلى النهر .
ويُضيف النغامر "من المستحيل تهميش هذا البلد حيث أزمة الهوية الثقافية والجيولوجية بدءًا من السيارة والرمال الحمراء على الطريق تذكرك بجنوب أفريقيا بينما يجعلك الجرانيت والأنهار وأشجار الصنوبر التي تلوح في الأفق تستحضر كندا، ويظهر وجه الملكة على الأوراق النقدية الملونة لكن الطوقان على مائدة الإفطار تذكرك بأنك في المناطق المدارية، وسكان البلدة المحليون لا يساعدون ذلك لأن عروقهم تمتد من الكريول والمايا والمولدين والإسبانية وجميعهم يتحدثون الإنجليوية بطلاقة باستثناء أولئك الغرباء الذين يتحدثون الألمانية ويرتدون قميص وتقويم للأسنان حيث لوح اثنان منهم يركبون عربة تجرها الخيول وكلاهما مثير ومحير على حد سواء.
ثم يروي تجربته مع أحد كهوف بليز والتي كانت تعتبرها المايا من المقدسات وطريقة للتواصل مع أسلافهم واستخدم المايا الكهوف للقرابين البشرية وغيرها من إراقة الدماء ويفضّل أن تكون تحت تأثير ضوء القمر والفطر السحري و مسكال، ويعد بارتون كريك أحد أشهر هذه الكهوف ويقع في قلب مدينة كايو، وأخذت زورق وسلطت ضوء البطارية على ما يشبه بطارية السيارة ويبحر خلال مدخل رايات الكرامة في عالم الجريمة المخيف.
ويوجد في الكهف وجوه منحوتة تطلّ من جوانب الغرفة وأواني قديمة مسنودة على حواف وجماجم المايا اللامعة في المشاعل ، وعلى بعد ميل فقط أصبحت الصواعد والهوابط هائلة ومئات الأصوات لأنين الخفافيش الجريئة وبدأت الصخور تشبه كل الأشياء مثل القرنبيط والأفيال ولم أكن حينها تحت تأثير الطحول على الإطلاق.
ويدعي البعض أن هناك المزيد من هياكل المايا أكثر من المباني الموجودة في بليز وتشمل هذه الهياكل أنقاض مؤثرة مثل اكسونانتونيش (لا تحاول أن تنطقها) ومدينة مذهلة من المعابد الحجرية والمقابر والقصور التي يعود تاريخها إلى القرن السايع، وإذا وقفت فوق قمة أعلى مبنى فباستطاعتك أن ترى الطريق إلى غواتيمالا، وهنا يوضح مرشدي الحكام الذين اعتادوا وضع أحزمة معدنية على رؤوس أطفالهم لتشويه جماجمهم وتعترض المسافة إلى الأنف ما يتسبب في حول العينين، أي طريقة للخروج عن المألوف، بينما اكتسب بعض آخر من المايا سمعة سيئة بسبب محاكم الكرتين وكانت جائزة الفائزين عبارة عن وليمة بينما يتم ربط الخاسرين بكرة ضيقة من البشر ويتم دحرجتهم من أعلى المعبد.
 أما سكان بليز الحديثين فهم أكثر هدوء وخاصة من هم على الساحل حيث يمكنك سماع تشدق الكريول "Weh di gaan an?" عدة مرات على مدار اليوم، أما مرتادوا الشاطئ الأمريكيون يميلون إلى التوجه إلى منتجعات كاي الشمالية مثل سان بيدرو بينما يأتي من هم بالقرب من بليز إلى منطقة البحر الكاريبي ولكنني بقيت على البر الرئيسي في هوبكنز وهي قرية هادئة بها أكواخ وحانات وبيوت خشبية وملاعب كرة سلة، ويتكون الشاطئ من الرمال الصفراء تشبه الزعفران ولينة مثل الدقيق المطحون الناعم تخترق أرصفة البحر الخشبية.
التقطت الدراجة المروحية في فندقي الذكي فيلا فيرانو وتوجهت لأسفل من خلال طريق مترب إلى القرية حيث تعرفت على ثقافة أخرى أضيفها إلى معلوماتي حيث تطبيل شعب الغاريفونا ومزيج بين إفريقيا والسكان الأصليين لمنطقة البحر الكاريبي حيث تأثير موسيقاهم يشبه الخمر.
وفي صباح اليوم التالي بعد شروق الشمس وتخللها لمياه البحر الذي بدا وكأنه مثل الزجاج توجهت إلى الجنوب إلى رحلة قارب على طول نهر مونكي حيث إن صياد يدعى "جود مانين" قبل أن يختفي في قاربه ويميل كلبه ريكس على الجانب ، تبعناه لفترة قبل أن يتوجه من أجل البحث عن تماسيح فهناك الكثير منهم كما أن إغوانة موهيكاند الكسولة تحت حمام الشمس فسألت تيري "ماذا يأكلون؟" فرد "الكلاب، فهم يحبونها" مسكين ريكس.
وكان اشتباك اثنين من خراف البحر من أكثر المفاجآت إثارة في رحلة العودة حيث أمرهم العجل بالتنفس من قاع البحر وضربت ذيولهم قاربنا لمدة 10 دقائق وصفر تيري "يا إلهي، لم أرهم هكذا من قبل". وأفضل الأشياء التي يجب أن تقوم بها هي الأشياء الأكثر وضوحًا هي الغوص والغطس والسباحة وسبلاش هو نشاط ممتاز في بلا سينسيا وهي قرية على شريط ضيق من شبه جزيرة معرضة للخطر الفنادق وميناء الرحلات البحرية قيد الإنشاء، ويأخذك القارب السريع خلال ساعة إلى سيلك كاي حيث الرمال التي تطوقها خنادق، وغطست لساعات بين الأسماك الاستوائية متعددة الأحجام والنواع وبعد ذلك جلست على الرمال أشاهد حلقات البجع لصيد السمك والنورس الذي يأكل السمك من فم البجع.
وتوقفنا في وقت لاحق في بقعة مشهورة بأسماك القرش الممرضة حيث أحاط سبعة قروش بالقارب بينما أخذ اثنان قيلولة في ظلها وقيل لي "لا تقفز عندما يكون هناك واحد تحتك" ولكن قد فات الأوان فقد قفزت بالفعل وكانت السلحفاة التي يبلغ طولها 6 أقدام هي الأقل تهديدًا حيث ترتفع من أعماق الفيروز مغطاة بالأوز والأسماك وقال دوين وهو مدربنا "كان خوليو جيدًا اليوم".
هذه هي بليز التقليدية على عكس العديد من البلدان الاستوائية فلا شيء متراخٍ هناك ولا مرشد أو مدرب ممل، فهم مولعون بطبيعتهم، وكأي مغامر ملأ البلد بكثرة التقاط الصور ومع ذلك فهم يعرفون كيف يحترسون من القرود. وكانت فرانشيسكا أنجيلينا ضيفة من خلال هيئة السياحة بليز (travelbelize.org ) حيث قضت رحلة مقدامة لمدة 8 أيام في بليز وتضمنت الرحلة أفضل ما في الغابات والشواطئ والغوص وكذلك زيارة مدينة بليز، وتبدء الأسعار من 610 جنيه إسترليني وتشمل حافلة خاصة وقوارب خاصة وستبدأ في 2017 (intrepidtravel.com)، ولدى الخطوط الجوية الأميركية رحلات عودة بأسعار تبدأ من 523 جنيه إسترليني (americanairlines.co.uk).