لندن كاتيا حداد
"كن فرحا"، هكذا قال النادل بينما كان يخلط الفواكه أمام أحد شواطئ "تاهيتي"، حيث كانت الأمواج تضرب الصخور فوق الشعاب التي تحوَّل لونها إلى اللون الوردي مع شروق الشمس، حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقالت الصحيفة البارزة إن "زوار تاهيتي نادرًا ما شعروا بالبهجة منذ عام 1767، عندما جاء صموئيل واليس مع طاقم سفينته إلى شواطئها في ذلك الوقت ليكونوا أول زوار تلك الجزيرة من الأوروبيين، ليتبعهم بعد ذلك جيمس كوك وويليام بليج ورجالهم. فلا تتعجب... كيف لا تشعر بالبهجة هناك بينما أطلق عليها بليج أنها الجنة.
كان هؤلاء البريطانيون أول من رسوا على شواطئ خليج "ماتافي"، وهو عبارة عن منحنى من الرمال البركانية السوداء تحميها بقعة صغيرة من المياه تعرف باسم "نقطة فينوس"، حيث سميت بذلك لأن كوك أنشأ مرصدًا فيها يمكنه من خلاله مراقبة عبور الكواكب حول الشمس.
بليج اختار نفس الموقع لزراعة ثمرة شجرة الخبز، ولذا تبقى الأثار المتواجدة على نقطة فينوس بمثابة إحياء لذكرى تلك الزيارات الأولى. ربما يكون من السهل على الزائرين استكشاف مواطن الجمال العديدة في تلك الجزيرة، حيث ترى الأشجار القرمزية تتداخل مع نبات الزنجبيل البري والخبيزة البرية التي تزهر وتموت في نفس اليوم في الطريق الملتوي خلال وادي بابينو نحو فوهة البركان.
ويمكنك أيضا مشاهدة بساتين كثيفة من نخيل "البندانوس" و"البابايا" جنبًا إلى جنب مع أشجار الموز والتي تخفي منصات "البازلت" والشعاب المرجانية، حيث يقوم هناك سكان الجزيرة بأداء شعائرهم المقدسة.
وفي الوقت الذي زار فيه كوك وبليج الجزيرة، كانت تاهيتي تقاتل في بعض الأحيان ضد جيرانها في موريا حيث كانت ترسل المحاربين إلى هناك طيلة فترات الحرب طويلة المدى التي شهدتها المنطقة، إلا أن الأمور أصبحت ودية في المرحلة الراهنة.
الزوار الأوائل للجزيرة شاهدوا الفواكه الاستوائية تتدلى من الأشجار دون زراعة، حيث لم يكن عليك سوى التقاطها من الشجر، حيث أنهم قالوا عنها أنها ربما تشبه جنة عدن، وهو نفس الإحساس الذي قد تشعر به عند زيارة جزيرة موريا عندما تتذوق فاكهة النجمة اللاذعة والأناس فائق الحلاوة أو فاكهة نوبلي، والتي تعد ثمرة شجرة الدواء العالمية، حيث أنها تقدم علاجا مسكنا للألام من كافة الأوجاع.
الغوص يبدو رائعا هناك، حيث يمكنك السير في قاع المياه، لتستمتع بأنواع نادرة من الكائنات البحرية ذات المناظر الرائعة والجميلة، حيث أن كل ما تحتاج إليه خوذه وانبوب أكسجين.
الجزيرة مكان لارتداء البكيني التاهيتي المرصع باللؤلؤ، إذا ما كنت تستطيع تحمله، كما أنها موطن لمشروع حماية السلاحف الخضراء من الانقراض، والتي تسممت بسبب التلوث، بالإضافة إلى بعض الكائنات الأخرى التي اقتربت من الانقراض، من بينها عدد من الكائنات البحرية التي كان يتم اصطيادها بإفراط شديد.