مدريد - لينا عاصي
تعتبر بالما دي مايوركا مدينة وميناء بجزيرة مايوركا كما أنها عاصمة منطقة جزر البليار التابعة لإسبانيا ويزيد عدد سكانها عن 400 ألف نسمة، فيما يزيد عدد سكان منطقتها الحضرية عن 520 ألف نسمة. ويعيش نصف سكان جزيرة مايوركا في عاصمتها بالما التي تحوي القصر الملكي الكبير، قصر "الموداينا"، حيث تقضي العائلة المالكة عطلتها الصيفية فيها. وكمدينة ساحلية لا تشعرك بهدوء مدن الجزر النائمة بل هي مدينة تزخر بالحياة والمرح على مدار الساعة.
إن تلك المدينة الساحرة هي الوجهة المثالية لقضاء عطلة شم النسيم في شهر أبريل/نسيان، حيث تستضيف احتفالات شم النسيم طوال الأسبوع، مثل عيد "الثلاثاء المقدس" الموافق 13 أبريل/نسيان والذي تسير فيه المواكب الزاخرة بالألوان المبهجة. ناهيك عن يوم "أحد الملاك" الذي تقام فيه مسيرات الموسيقى الراقصة. وهناك أيضًا عرف متبع في هذا اليوم، ألا وهو بيع حلوى روبيول وكريسبلز اللذيذة.
وتأسست بالما دي مايوركا كمعسكر رومانيّ، وحكمها أكثر من شعب ومملكة عبر تاريخها الطويل، وتنازعت عليها مدن وممالك إسبانية وإيطالية. منذ الخمسينات، غيَّر مجيء السياحة الجماعية جذريًا كل من المدينة والجزيرة، وحوّلها إلى مركز جذب للزوار وجذب العمال من إسبانيا. وساهم ذلك في تغيير ضخم في التقاليد، والخريطة الاجتماعية، والتحضر والولع بالاقتناء. وتسبب ازدهار السياحة في أن تنمو مدينة بالما دي مايوركا بشكل كبير، مع تداعيات على الهجرة. وفي عام 1960 بلغ عدد زوار المدينة 500 ألف سائح، في عام 1997، زار بالما أكثر من 6.739.700 سائح. في 2001 بلغ عدد مستخدمي مطار مدينة بالما أكثر من 19.200.000 مستخدم، مع 1.5 مليون إضافي قادم عن طريق البحر.
وفي القرن الحادي والعشرين، اجتذب إعادة تطوير المناطق الحضرية مجموعات كبيرة من العمال المهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً من أفريقيا وأميركا الجنوبية. كما بدأت مجموعات عمالية أجنبية تهاجر إلى بالما دي مايوركا بعد تطوير المناطق الحضرية المحيطة بها، ويأتون خصوصًا من أفريقيا وأميركا الجنوبية. ومما ساعد على تطور السياحة في مايوركا هو طقس البحر الأبيض المتوسط المعتدل والهدوء الذي يميز الجزيرة والطبيعة الخلابة والشواطئ المنتشرة فيها، كل ذلك عمل على التوسع في بناء وتوفير المنتجعات السياحية والفنادق الفخمة والمطاعم وكل ما يحتاجه الزائر.
وهي تشتهر بمناخها المريح وشواطئها الجميلة والجذابة وبحياة الليل المتميزة فيها، وهي كلها عناصر جذب كبيرة للسياح الذي يزورون الجزيرة ومدينة بالما دي مايوركا بأعداد كبيرة. وفي المدنية مطار هو مطار بالما دي مايوركا الدولي، وهو ثالث مطار في إسبانيا من ناحية حجمه ويخدم سنويًا قرابة 22 مليون سائح. وتشتهر أيضًا بكاتدرائيتها الشهيرة كاتدرائية مايوركا وأيضًا بالعديد من المباني والآثار التاريخية التي تعود إلى أيام تاريخية متنوعة. ومن أهم الآثار أيضًا في المدينة قصر "الموداينا" الذي كان مكان الاقامة لجميع الملوك الذين عاشوا فيها خلال نهاية القرن الثالث عشر ويوجد بجوار القصر متحف مايوركا وفيه مجموعة من الآثار التي استخرجت من أرض الجزيرة.