بيت لحم - فادي العصا
هذا موروث ثقافي من أيام الرومان والكنعانيين، وسمي اليوم بالمورث العالمي" هذا ما بدأه المزارع حسن عوينة من قرية بتير غرب بيت لحم والذي صحب مراسل "فلسطين اليوم" في زيارته إلى قرية "بتير" غرب بيت لحم، التي تتجهز على مدار عامين لتدخل على قائمة التراث العالمي بما بات يعرف بمدرجات بتير" أو جنان بتير" كام يسميها أهل القرية".
ويؤكد المزارع عوينة "أن هذا الموروث الثقافي موجود قبل أن تأتي "إسرائيل" وقبل كل الاحتلالات في المنطقة فهي مبنية منذ زمن الرومان، وعلى العالم أن يحافظ عليه، وهي "جنان بتير" المنطقة الطبيعية الخلابة ، والتي أبدع فيها الإنسان على مدار مئات من السنين، وساعدته الطبيعة بمياهها وانسياب الجغرافيا فيها، كما أن المزارع الفلسطيني دعم جمالها منذ أن وجد على هذه الأرض".
ويكمل عوينة" يجب الحفاظ على "جنان بتير" اليوم، وعلى شكلها لأنها سلاسل مسطحات ولم تنشأ خلال سنة او سنتين وهي تراكم حضارات، وفي بتير ينابيع مياه ساعدت على بقاء هذه المنطقة".
وفي سؤال مراسل "فلسطين اليوم" عن سبب تسميتها "بمدرجات بتير" يقول المزارع عوينة" لأنها تشبه الدرج الذي يبدأ من أسفل الوادي، ويصعد بين جبلين وكل درجة بمساحة كبيرة تسمح للمزارع الفلسطيني من زراعة أشكال الخضروات والأشجار".
ويرى المزارع عوينة" أن سلطات الاحتلال تخطط لبناء جدار في هذه المنطقة لأنها متواصلة مع الأراضي المحتلة عام 48، وفي الحدود بينها يوجد سكة قطار قديم تسير وتصل إلى مدينة القدس، والاحتلال يسعى لبناء جدار سيشوه الطبيعية ويحرم أصحاب الأراضي منها، مدعيًا بأنه سيحل المشكلة بإيجاد بوابات من أجل وصول المزارع إلى أرضه".
من جهته ، أوضح أمين سر المجلس القروي في بتير عليان الشامي لمراسل "فلسطين اليوم" أن وجود عيون المياه التي لا تنقطع على مدار العام، تمكن المزارع من زراعة شتى أنواع الخضراوات على مدار العام كون المياه لا تنقطع على مدار العام، وتتدفق من أعلى الجبل، وتتجمع في بركة كبيرة تسمى "بالبركة الرومانية ".
ويشير الشامي إلى أن "المنطقة هي منطقة زراعية وتراثية وهذه الجدران الاستنادية والمدرجات على حالها منذ القدم، وتعتبر مؤهلة للدخول في قائمة التراث العالمي وتتجهز لتكون معلمًا عالميًا ، كما أنها وسيلة غذائية متكاملة، لأن فيها يزرع جميع أنواع الخضار التي تثمر في فلسطين".
ولا يمل الإنسان من البقاء في "بتير" وفي جنانها، لأن الخضرة تلفك من كل مكان وبأشكال مختلفة، كما أن صوت عيون المياه المنسابة هنا وهناك، تجعل الحياة بطعم آخر.