خسائر السياحة والآثار جراء العدوان الإسرائيلي

استنكرت وزارة السياحة والآثار في غزة، الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة المتصاعدة بحق المعالم الأثرية الفلسطينية خاصة في مدينة القدس، كما استهجنت صمت العالم العربي والدولي إزاء هذه الاعتداءات واتخاذه موقف المتفرج.

ودعا الوكيل المساعد في وزارة السياحة والآثار الدكتور محمد خلة، إلى ضرورة التحرك العاجل لوقف الانتهاكات الصهيونية المتكررة والمتزايدة تجاه المسجد الاقصى والبلدة القديمة بالقدس مؤكدًا على خطورة الموقف الحالي.

وبيّن خلة أنّه منذ بداية العام الحالي تعرضت مدينة القدس لعدد كبير من الاعتداءات والانتهاكات بحق مقدساتها ومعالمها التاريخية والأثرية، حيث شنّ جيش الاحتلال عددًا لا نهائيًا من الاقتحامات والمداهمات لساحات المسجد الأقصى، كما قامت الآليات الصهيونية بعمليات تجريف وهدم واسعة طالت عددا من المنازل والبيوت الأثرية في البلدة القديمة.

كما استنكر خلة العمل الإجرامي الأخير التي قامت به قوات الاحتلال في تدمير موقع خربة "أم الجمال" الأثرية الواقعة شرقي القدس المحتلة الذي يعود إلى الفترة الرومانية ويعد أحد أهم المواقع الأثرية الموجودة في محيط مدينة القدس، بالإضافة إلى حدوث انهيار إلى جانب التسبب بحدوث تشققات وتصدعات في جدران وأرضيات بناية سكنية في منطقة سلوان جنوب المسجد الاقصى نتيجة مواصلة الحفريات اسفل البلدة القديمة.

وحذر الوكيل المساعد من خطورة الوضع الراهن في القدس حيث اعتبر أن سياسة الإهمال وعدم السماح بالترميم والاصلاح التي ينتهجها الاحتلال ما هي إلا إنذار خطير للفلسطينيين اولًا، ولكل المسلمين وأحرار العالم ثانيًا، ينذر بان البلدة القديمة في المدينة المحتلة والتي تحوي تراث وتاريخ وحضارة كاملة باتت مهددة بالانهيار، وهذا ما يسعى الاحتلال إلى تحقيقه لطمس الحضارة والهوية التاريخية الفلسطينية.

وأضاف أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلية تقوم حاليا بالترويج لحملاتها الانتخابية من خلال شن المزيد من الاعتداءات على المسجد الاقصى والبلدة القديمة بالقدس والمقدسيين الامر الذي يضاعف خطورة الموقف ويدعو إلى التحرك العاجل.

وبيّن الوكيل أنّ هذا الاعتداءات نعتبر جريمة بحق التراث الثقافي للشعب الفلسطيني ويشكل انتهاكا للقانون الدولي والاتفاقيات والمواثيق الدولية وتحديدًا ميثاق اليونسكو لحماية التراث العالمي وهو لا يختلف عن الاعتداءات المختلفة التي تحدث حول العالم تجاه الآثار والمعالم التاريخية بل يفوقه خطورة.

وناشد خلة جميع الجهات الاسلامية والعربية والدولية ومنظمة اليونسكو للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه الاعتداءات والوقوف عند مسؤولياتها مطالبا في الوقت نفسه وسائل الاعلام بالعمل على فضح جرائم الاحتلال فيما يخص تدمير التراث الثقافي الفلسطيني والذي يعتبر جزءا من الهوية الوطنية الفلسطينية ويعتبر شاهدا على حق الشعب الفلسطيني في أرضه.

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة السياحة والآثار عن انتهاء مشروع ترميم متحف قصر الباشا الأثري بغزة الذي يعود للعهد المملوكي وذلك بالتعاون مع مؤسسة UNDP.

وبدوره اطلع الوكيل المساعد لوزارة السياحة والآثار الدكتور محمد خلة خلال زيارة تفقدية قام بها لمتحف قصر الباشا على آخر المستجدات بعد الانتهاء من مشروع ترميمه.

وبيّن خلة أنّ مشروع ترميم القصر يعد أحد أهم المشاريع في القطاع الأثري كونه يساهم في الحفاظ على المباني الأثرية ويعمل على إعادة إحيائها وضمان بقائها كشاهد عيان على الحضارة التاريخية التي نشأت على أرض فلسطين.

كما ثمن خلة جميع الجهود المبذولة لإنهاء مشروع الترميم معبرًا عن امتنانه لجميع القائمين عليه، موضحا أن الهدف من هذه الزيارة هو الاطلاع على آخر المستجدات والتأكيد على جاهزية الوزارة لتوظيف جميع امكانياتها في الحفاظ على المعالم الأثرية وفتح باب التعاون والتواصل مع مختلف الجهات والمؤسسات ذات العلاقة لإشراكها في مشاريع القطاع الأثري.

وبدوره أوضح المشرف على مشروع الترميم المهندس أحمد البرش، أنّ الحاجة إلى المشروع جاءت من ضرورة القيام بصيانة دورية للمباني الأثرية ومعالجة الآثار والأضرار التي تطرأ عليها نتيجة لعوامل طبيعية وبشرية مختلفة، مؤكدًا حاجة قصر الباشا للترميم والإصلاح نتيجة للأضرار التي لحقت به مؤخرًا جراء الحرب الصهيونية إضافة إلى تعرضه لعوامل طبيعية عدة انهكت جدرانه .

وبيّن البرش أنّ هذه المرحلة تضمنت معالجة جدران القصر الداخلية والخارجية، ومن ثم القيام بقصارتها ودهانها بصورة تحفظ لها طابعها الأثري القديم، منوها إلى انه سيتم خلال الايام القليلة القادمة القيام بحفل ختام للمشروع ستعرض فيه جميع مراحل المشروع ومخرجاته بالتفصيل.