لندن ـ كاتيا حداد
يقضي الزوجان جيريمي جاكوبسون وويني تسينغ عطلة حالمة إلى جانب طفلهما الذي يقترب من بلوغ عامه الأول في جزيرة بينانغ الماليزية، بعد زيارتهم أخيرًا إلى المكسيك، وغواتيمالا، وبيليتز، والإكوادور، وتايوان، واليابان، وتايلاند وغيرها من البلدان الساحرة.وترك الزوجان عملهما قبل ثلاثة أعوام من أجل السفر، وقاما بتوثيق جولاتهما عبر مواقع
التواصل الاجتماعي من خلال الصور التي التقطتها في الغالب السيدة تسينغ والتي تدربت على التصوير، كما أوضح الزوجان في مدونتهما النصائح بشأن كيفية السير على خطاهما وكيف كانت حياتهما عادية وذات دخلٍ منخفض بالإضافةً إلى اعتمادهما على القروض الطلابية للذهاب إلى الجامعة.
ولكن حينما بدأ الزوجان مسيرتهما المهنية، استهدفا مستوى معيشي منخفض وإدخار 70% أو أكثر من الدخل على مدار عقدٍ كامل، حيث قاما ببيع السيارة التي كانا يمتلكانها وكذلك المنزل للانتقال إلى منزل آخر أصغر بتكلفة أقل وقريب من المتاجر والمكتبات، ولم يكتفيا بذلك، وإنما كانا يقومان بطهي الطعام في المنزل، والاعتماد على الدراجة الهوائية أو السير أو استخدام وسائل النقل العامة لاقتصاد النفقات قدر الإمكان.
ومع زيادة مدخراتهما بسبب المستوى المعيشي الذي تغير، فقد بدآ الاستثمار وبعد مرور عشرة أعوام من الاقتصاد في النفقات، بات لدى السيد جاكوبسون من سياتل في الولايات المتحدة الأميركية وزوجته تسينغ التي تعود أصولها إلى تايوان محفظة مالية تقدر بملايين من الدولارات، في الوقت الذي كان راتبهما مجتمعًا يقدر بنحو 187 ألف دولار أسترالي.
وأصيبت العائلة والأصدقاء بالاندهاش مع إعلانهما ترك العمل والتخطيط للسفر، فيما يقوم الزوجان في الوقت الراهن بتدبير التمويل اللازم للسفر من الأرباح التي تبلغ نحو 5500 دولار أسترالي في الشهر، ولكن الأمر ليس بالهين، حيث أكد الزوجان في المدونة أن التقاعد عن العمل في الثلاثين من العمر يحتاج مجهودًا كبيرًا إضافةً إلى جهد وإخلاص.
ومع اتهامات الأصدقاء بفقدان العقل، إلا أن الرحلة حقًا مثيرة وممتعة وتحمل معها مكافآت تزيد عن العناء من ورائها، كما أنها لا تحتاج الفوز في القرعة العشوائية أو الميراث غير المتوقع أو حتى التمتع بالحظ الكافي للفوز من أسهم في البورصة، وإنما يكمن السر وراء الاقتصاد في النفقات.
هذا ويستخدم الزوجان مدونتهما ومواقع التواصل الاجتماعي لمشاركة المزيد عن رحلتهما إضافة إلى مواضيع ونصائح بشأن كيفية إدخار المال والسفر الاقتصادي والكثير من الأساليب الأخرى في خفض الإنفاق، كما كشف كلاهما عن تقديراتهما أفادت بامتلاكهما 60 عامًا من السفر، كما لا يتطلعان إلى الاستمتاع بزيارة العالم مرةً واحدة، وإنما يسعى كلاهما إلى قضاء أطول وقت في كل مقصد.