الطائرة التابعة للخطوط الجوية الإماراتية من طراز إيرباص A380 على المدرج

أفادت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، بأن رحلات الطيران رُبَما تشهد حربًا في الأسعار مع عودة الرحلات ذات المسافة فائقة الطول. ففي وقت مبكر من الثالث من آذار/مارس، قامت خطوط طيران الإمارات بصناعة التاريخ في أعقاب إطلاق رحلتها رقم 449 والتي هبطت في إمارة دبي أثناء وصولها من مدينة أوكلاند. لتكون طائرتها من طراز إيرباص A380 قطعت مسافة تقدر بنحو 9 آلاف ميل ما بين المدينة الأكبر في نيوزيلندا ومركز انطلاق خطوط الطيران، وهو ما يجعل من رحلة الطيران التجارية هي الأطول من دون توقف على صعيد المسافة.
 
وأوضحت الصحيفة أنه من المرجح أيضًا بأن تكون رحلة الطيران هذه هي الأطول من حيث الفترة الزمنية التي استغرقتها بواقع 17 ساعة و15 دقيقة. ولكن بعد التأخر في مغادرة المطار من أوكلاند، فإن الطيارين قاموا برحلتهم وهبطوا بعد 16 ساعة و24 دقيقة في الجو. ويعمل المسار الجديد على تسريع الرحلة إلى الجانب الأقصى من العالم من مدن مثل برمنغهام وغلاسكو مع إجراء هبوطٍ واحدٍ في إمارة دبي. حيث تستغرق أسرع رحلة طيران من مدينة أخرى إلى أوكلاند فترة زمنية تصل إلى 26 ساعة. إلا أن هذه القدرات الفائقة تزيد من الضغوط في الأسعار، حيث يسجل طيران الإمارات إيرادًا بقيمة 810 جنيه إسترليني نظير الرحلة من مانشستر إلى أوكلاند في أيار/مايو عبر الخط الواصل الجديد من دون توقف من دبي.
 
وأشارت إلى أنه بمقارنةً رحلة القطار من مركز مدينة مانشستر إلى المطار والتي تُكلَف نحو 50 جنيه عن كل ميل، فإن تكلفة رحلة الطيران عبر طيران الإمارات تبلغ تكلفتها ثلاثة جنيهات عن كل ميل. وكان على متن أول رحلة طيران من أوكلاند إلى دبي الصحافي المختص بالمال والأعمال في نيوزيلاند هيرالد، كريستوفر آدامز والذي استغل وجود شبكة الإنترنت اللاسلكية ليبعث بمدونة حية أثناء تحليق الطائرة أعلى شمالي استراليـا والمحيط الهندي.
 
وتعرَض السيد آدامز الذي كان يسافر على درجة رجال الأعمال إلى تعليقات غاضبة عن بعض انتقاداته، بعدما أبدى شكوته من عدم جودة شبكة الاتصال اللاسلكية، وقال إنه يكافح من أجل العثور على أي شيء بعدما كان يرغب في مشاهدة القسم الجديد الخاص بالأفلام. وكانت مقصورة درجة رجال الأعمال نصف شاغرة بحسب ما قال السيد آدامز، حيث أخبره الأفراد من طاقم الطائرة بأن ذلك يعزي إلى قيود الحمولة علي متن الطائرة إيرباص A380 خلال رحلتها المطولة إلي دبي. ولم تسلك الرحلة مساراً ملتوياً، وإنما قطعت أقصر مسافة بين نقطتي المغادرة والوصول على سطح الأرض والتي تقدر بنحو 8,817 ميلاً ما بين أوكلاند ودبي. فيما أضافت الانحرافات حوالي 200 ميل تقريباً.
 
 وقطع شريك طيران الإمارات كانتاس في المسار الذي يصل ما بين دالاس وسيدني مسافة أقصر قليلاً بواقع 8,580 ميلاً ما بين تكساس واستراليا، وذلك في مدة زمنية اقتربت من 17 ساعة ما بين المطارين. ويمثل المسار الجديد ما بين أوكلاند ودبي الأطول حتى عام 2013، بعدما قطعت خطوط الطيران السنغافورية مسافة 9,534 ميلًا من قاعدتها حتى نيويورك في زمن قدره حوالي 18 ساعة و30 دقيقة.
 
ونوَهت "الاندبندنت" إلى أنه ومع ارتفاع أسعار الوقود، فإن ذلك يؤدي إلى ارتفاع تكلفة رحلة الطيران. فالرحلات ذات المسافة الطويلة جدًا تؤدي إلى حرق مزيد من الوقود عن الرحلات العادية بسبب وزن الوقود في الخزانات. إلا أن شركات الطيران في الوقت الحالي قادرة على شراء الوقود بأسعار أرخص، وهو ما يجعل المخططين للمسارات ينظرون مرةً أخرى إلى مسارات أكثر طولًا.
 
 ووعدت طيران الإمارات في آب/أغسطس من عام 2015، بتسجيل الرقم القياسي عن أطول رحلة طيران تنطلق من دبي متجهة إلى مدينة بنما والتي ذكرت بأنها ستبدأ في شباط/فبراير من هذا العام وتغطي مسافة 8,600 ميل في توقيت زمني حوالي 18 ساعة. ولكن الإطلاق لهذه الرحلة قد تم تأجيله إلى وقتٍ لاحق من هذا الشهر، فيما استبعد تسيير هذه الرحلة في الثالث من آذار/مارس مع إطلاق أول رحلة على الأرجح في أواخر عام 2016 أو بداية عام 2017.
 
 وتطرَق المتحدث باسم شركة طيران الإمارات، خلال تصريحٍ له إلى الحديث عن منطقة أميركا الوسطى وكيف أنهم حريصون على ربط هذه المنطقة بالشبكة الخاصة بالشركة. فيما رفضت شركة الطيران التعليق على التكهنات من أن أزمة فيروس زيكا عاملًا في التأجيل، بعدما أدى ذلك الفيروس إلى ضرب السياحة في بنما وأغلب البلاد في أميركا اللاتينية.