"تعامد الشمس" على تماثيل رمسيس تشد السيَّاح

شهد مئات السياح تقليدًا قديمًا إذ أضاءت الشمس تماثيل معبد رمسيس الثاني في مصر، في ظاهرة فلكية تحدث مرتين في العام؛ الأولى في الثاني والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، والثانية في الثاني والعشرين من شباط/ فبراير، عند الفجر في معبد "أبو سمبل" على الضفة الغربية من بحيرة ناصر في صعيد مصر.

وانتظر السيَّاح ما يزيد عن عشر دقائق أشعة الشمس الأولى من فجر الأربعاء، وشاهدوها تضي حجرة المعبد الداخلية المظلمة، حيث أضاءت ثلاثة تماثيل ضخمة من أصل أربعة، يصل طولها إلى 74 قدمًا.

وكان في استقبال الزائرين فرقٌ فنية فلكلورية من مختلف أنحاء مصر، عزفت الأغاني وشاركت بالرقصات واستعرضت الأزياء التقليدية المحلية المختلفة.

بدوره صرّح محافظ مدينة أسوان مصطفى يسري بأنَّ الظاهرة "تجذب الكثير من الناس الذين يرغبون بالحضور ومشاهدتها لأنَّها لا توجد في أي دولة أخرى في العالم‘‘، موضحًا أنَّ تنظيم الاحتفالية يأتي ضمن محاولات الحكومة المصرية بإنعاش قطاع السياحة الذي عانى بدرجةٍ كبيرة في أعقاب انتفاضة 2011 والاضطرابات السياسية والعنف.

يُذكر أنَّ المعبد بُني منذ اثنين وثلاثين قرنًا أثناء حكم الملك رمسيس الثاني بدقة ليتوازى مع الشمس مرتين سنويًا احتفالًا بعيد ميلاد الفرعون وعيد جلوسه على العرش، ويرى خبراء الآثار في تفسير آخر أنَّ تعامد الشمس في 22 تشرين الأول/ أكتوبر إيذانًا بموعد زراعة القمح وحصاده في 22 من شباط/ فبراير.

وتأتي الاحتفال في هذا المعبد باعتباره أحد أجمل الآثار المصرية القديمة ويشتهر بتماثيله الأربعة لرمسيس الثاني وآلهة الشمس رع وآمون رع وبتاح إله الظلام الخاص بمدينة طيبة، وهو التمثال الوحيد الذي لا يضيئه تعامد الشمس على المعبد.

وأصبحت المعابد في مدينة "أبو سمبل" وهي أحد مواقع التراث العالمي حسب منظمة اليونسكو، مغطاة بالرمال وأُعيد اكتشافها في أوائل القرن التاسع عشر. وكان ينبغي نقلهم في ستينات القرن الماضي لإفساح المكان لإنشاء بحيرة ناصر الصناعية لتخزين مياه السد العالي في أسوان على نهر النيل، ومنذ نقلها أصبح تعامد الشمس يتأخر يومًا في العام.