العاصمة الفرنسية باريس

أكّد مراقبون أنّ الهجمات التخريبية الأخيرة لم تكن السبب في تصعيد التوتر العالمي وتغيير الخريطة السياسية فحسب، بل كانت نقمة ونعمة في الوقت ذاته، نقمة على اقتصاد الدول التي تعتمد على السياحة في دخلها، وعلى شركات السياحة التي تنتظر هذا الوقت من العام لتبيع عروضها لقضاء العطلات المختلفة.

وتعتبر نعمة على المسافرين والراغبين في قضاء عطلة بأرخص الأسعار، إذ أن تلك الهجمات خفضت من عدد المسافرين الذين يخشون من أي هجمات محتملة، مما دفع شركات السياحة إلى تخفيض أسعار عروضها، وجاء ذلك في مصلحة المسافر الذي ليس لديه مشكلة في المغامرة والسفر في ظل تلك الأجواء المتوترة.

وأثرت هجمات "داعش" الأخيرة بالسلب على أهم وجهتي سياحة في عطلات أعياد الميلاد، وهي مصر، حيث أسقط التنظيم المتطرف طائرة روسية فوق المنتجع الأكثر جذبا في العالم، سيناء. كما كانت هجمات باريس سببا في تراجع أعداد السياح في العاصمة الفرنسية.

ونالت تركيا نصيبها من تلك الخسارة، إذ أثرت التوترات بينها وبين القطب الروسي على أعداد السياح الذين يقصدونها في هذا الوقت من العام، ويشكل الروس نسبة كبيرة من كتلة السياح في تركيا.

وعلى إثر إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية، أرسلت موسكو تحذيرات من السفر إلى إسطنبول، وناشدت رعاياها العودة للبلاد، وفرضت حظر سفر عليهم، وتوقفت وكالات السفر الروسية عن بيع رحلات سياحية إلى تركيا. وزار حوالي 4.5 ملايين روسي البلاد العام المنصرم، مما يجعلهم في المرتبة الثانية بعد الألمان بين زوار البلاد.

وأصدرت الحكومة الأميركية تحذيرًا من السفر إلى أنحاء العالم بسبب ما وصفته بـ "تزايد التهديدات المتطرفة".

وكشفت المعلومات الحالية أن "داعش"، و"تنظيم القاعدة"، و"بوكو حرام"، وغيرها من الجماعات المتطرفة تواصل التخطيط لشن هجمات تخريبية في مناطق متعددة، كما جاء على موقع وزارة الخارجية الأميركية، ويعد التحذير ساري المفعول حتى 24 شباط/ فبراير من العام المقبل.

ووفقا لبعض التقارير، كان للهجمات التي وقعت أخيرًا في العاصمة الفرنسية بالفعل أكبر تأثير على حجوزات الفنادق، إذ لجأ معظم المسافرين إلى إلغاء حجوزاتهم في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون الأكثر ازدحاما في العام.

 كما انخفضت مبيعات تذاكر متحف اللوفر بنسبة 30% منذ الهجمات، وألغيت باريس من خريطة السفر منذ حينها، وانتقل الناس إلى وجهات في أوروبا الشرقية مثل براغ وبودابست وبوخارست.