لندن ـ ماريا طبراني
تمكّن فريق من الأطباء البريطانيين من إنماء جلد جديد لرأس طفلة بريطانية، عقب زراعة 4 بالونات ضخمة تحت فروة رأسها، لتحل محل "زائدة جلدية" كبيرة، وذلك في أول عملية جراحية من نوعها في المملكة المتحدة.
ولدت الطفلة جيسيكا بريت، التي تبلغ من العمر 9 سنوات، بـ"عيب خُلقي"، عبارة عن "زائدة جلدية" أو "شامة" تغطي نصف رأسها، وحذر الأطباء والديها من أنه يمكن أن تكون غير قابلة للعلاج إذا تحولت إلى خلايا سرطانية.
ولم يرغب المسعفون في علاجها، عن طريق استخدام جلد من مكان آخر، وزراعته مما يتسبب في ظهور بقعة صلعاء لدى جيسيكا، لذلك قرروا أن يقوموا بإنماء جلد جديد تحت فروة الرأس يحل محلّ الشامة الضخمة، عن طريق إجراء عمليتين جراحيتين معقدتين.
وللمرة الأولى في المملكة المتحدة يضع الجراحون بالونات تحت فروة الرأس، يتم نفخها بأكثر من لتر ونصف من المياه المالحة حتى تنمو البشرة الجديدة.
وعندما ظهر ما يكفي من الجلد الزائد لتغطية مكان الشامة، تم إزالة البالونات والشامة، ثم امتد الجلد الجديد بشكل طبيعي ليشمل الفجوة التي خلفتها إزالة الشامة، وظهرت فروة الرأس الجديدة بشكل طبيعي.
تعاملت جيسيكا مع الشكل غير الطبيعي لفروة رأسها المنتفخة، طوال فترة العملية، باعتبارها تسريحة "هوموك"، وهي تسريحة يكون فيها جانبي الشعر محلوق، بينما يكون الشعر طويلاً منتصب إلى أعلى من المنتصف.
وأخذت الإلهام طوال فترة المحنة من بطلتها المفضلة ذات الشعر القصير، جيسيكا جي مغنية البوب البريطانية، ولم تشكو مرة واحدة.
وذكرت بيكي، والدة جيسيكا، التي تبلغ من العمر 34 عامًا: "كانت جيسيكا شجاعة حقًا، لم يكن شكل فروة الرأس الجديدة يضايقها، كانت تبدو البالونات مثل الكعكات على رأسها، واعتاد الناس على إظهار حبهم للتسريحة الجديدة".
وأضافت: "لقد كانت عملية طويلة، ولكن جيسيكا أظهرت لنا القوة والشجاعة أثناء هذه الفترة الصعبة، وكانت ترتدي القبعة، وفي بعض الأحيان كانت تخرج دونها، واستطاعت أن تتعامل مع المحنة، وأصبح الجميع فخورًا بها، إنه من الرائع حقًا التفكير في أن هذه المحنة قد انتهت ومرت الأزمة على خير، وتبدو الآن جيدة، كما لو أنها لم تولد بهذه الشامة".
وذكر أخصائي جراحة التجميل في مستشفى ليستر الملكية، خواجة جولرايز رؤوف: "نجاح العملية التي أجرتها جيسيكا، جاء بفضل مساعدة فريق رائع من التخدير والجراحين المتدربين وممرضات الأطفال والممرضين المتخصصين في الجراحة التجميلية، والمعالجين المهنيين الذين تمكنوا من مساعدتي في نجاح الرحلة الجراحية للمرضى وذويهم، بشكل سلس وممتع، كانت جيسيكا ووالديها مثاليين في امتثالهم لجميع التعليمات الطبية، وظلوا مبتسمين طوال هذا الوقت العصيب".