وزارة الصحة الفلسطينية

طالب مختصون في مؤتمر نظمته وزارة الصحة في مدينة غزة، بضرورة العمل على تحسين الأبحاث بصورة متواصلة للوصول إلى إجراء دراسات دورية لفضح انتهاكات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين.

ودعا المختصون في مؤتمر طب الأطفال المشترك بين مستشفى النصر ومستشفى الرنتيسي التخصصي، المعنون بـ"أطفال أصحاء.. مستقبل أفضل"، إلى إعداد ملفات كاملة وواضحة للمرضى حتى تسهل عملية البحث، ولتصبح الأبحاث أكثر دقة، وتعزيز العمل الجاد لتوسيع الشراكة في مؤسسات العمل الصحية.

وأكد مدير مستشفى النصر، ورئيس اللجنة العلمية، الدكتور مصطفى الكحلوت، أنَّ "هذا المؤتمر يأتي انطلاقا من إيماننا بأهمية البحث العلمي كونه الأساس لأي تطور، واستنادا إلى ثقتنا الكبيرة بالكوادر المؤهلة والمميزة، ومقدرتها على معالجة المشكلات المعاصرة، إضافة إلى تقديم صورة حضارية عن واقع طب الأطفال فــي القطاع، وخصوصا في ظل الأوضاع العصيبة  من حروب وحصار والتي تنعكس سلبا على الأوضاع الصحية".

وأوضح الكحلوت أن "هذا المؤتمر يأتي بالشراكة مع مستشفى الرنتيسي، استمرارا وتأكيدا على هذا النهج النابع من رؤية ورسالة إدارة المستشفى كمنافسين في تقديم خدمة طبية متميزة وتدريب نوعي مرتكز على بحث علمي يهدف إلى تنمية المجتمع الفلسطيني، وتحسين الوضع الصحي لأطفاله، من خلال دمج ثقافة الجودة الشاملة، وقيادة التطورات المتسارعة في المجال الطبي".

وأضاف أن "اللجنة العلمية حرصت على اختيار الموضوعات الأكثر ارتباطا بواقع قطاع غزة الصحي، كالتي تناقش تأثير الحصار على صحة الأطفال، إضافة إلى ما تسببت به الحروب والمواد السامة المستخدمة فيها من تشوهات خلقية".

بدوره، صرَّح مدير مستشـفى الرنتيسي، الدكتور مصطفى العيلة، بأن "هذا المؤتمر جديد من نوعه، وهو باكورة النشاط المشترك في قطاع غزة، في مجال طب الأطفال".

وأشار العيلة إلى أن مستشفى عبد العزيز الرنتيسي يكمل ما بدأه مستشفى النصر من تجسيد لمختلف التخصصات الخاصة بالأطفال، لوضع القواعد الثابتة لأكثر من 80% ً من التخصصات، مبينا أن المستشفى لا يزال يشق طريقه لإكمال باقي التخصصات.

وتابع: "يأتي هذا المؤتمر المشترك في ظل استمرار الحصار الظالم الذي وصل إلى مرحلة الخنق، ليكون هذا المؤتمر البداية، والوسيلة الأقوى لمواجهة الحصار باستثمار الجهد الطبي بالشكل الأمثل"، مبينا أن المؤتمر يضم 9 أوراق علمية تتنوع ما بين أبحاث وتقديم حالات طبية نادرة، موزعة على 3 جلسات، شارك فيها أطباء من مختلف مناطق قطاع غزة.

وشدد على ضرورة تحسين عمل الأبحاث بصورة متواصلة ليتمكنوا من إجراء دراسات دورية مقارنة على مدار الأعوام، والتي ستدفع لفضح جرائم الاحتلال المتكررة على صحة الأطفال بصورة علمية يحترمها العالم وتمثل رسالة الطب المقاوم.

من جهته، أكد وكيل وزارة الصحة الدكتور يوسف أبو الريش، حرص وزارته على وجود علاقة تكاملية بين مستشفيات طب الأطفال، إذ أن مستشفى النصر من المستشفيات القديمة التي أنشئت قبل 40 عاما، وتربطها علاقة تكاملية مع مستشفى الرنتيسي.

وأشار إلى وجود بعض المشاريع المتعلقة بالأطفال، قائلا: "إننا بصدد إضافة طابق ثالث لقسم حضانة الأطفال في مستشفى الشفاء، والانتهاء من المخططات الأساسية لقسم الأورام في مستشفى الرنتيسي، وغيرها من المشاريع التطويرية في الوزارة المتعلقة بالأطفال".

وأوضح أن هذه الإنجازات تم تحقيقها رغم ما تعانيه الوزارة من نقص في الكوادر الطبية، والأزمات المتلاحقة التي تعصف بالواقع الصحي والحصار، مبرزا حرص الوزارة على تطوير طب الأطفال في قطاع غزة، وترسيخ علاقة تكاملية بين مستشفى النصر والرنتيسي.