نصف ضحايا النوبات القلبية ينتظرون لأكثر من ساعة قبل طلب المساعدة

كشف أطباء بريطانيون عن أن أكثر من نصف ضحايا النوبات القلبية اضطروا للانتظار لمدة ساعة قبل أن يحصلوا على المساعدة، علماً أن كل ثانية في تأخير العلاج تقلل من فرصة بقاء المريض على قيد الحياة. ووجد الباحثون في مؤسسة القلب البريطانية أن واحدا من بين عشرة أشخاص تجاهلوا أعراض النوبات القلبية لمدة يومين أو أكثر قبل أن يطلبوا المساعدة الطبية.
  
وأشار الأطباء أن عددا قليلا من الناس يعرفون علامات النوبة القلبية، وكثيرا ما يعتقدون أنه عسر في الهضم أو الام في العضلات. ويصاب شخص بالنوبة القلبية كل ثلاث دقائق في بريطانيا، وتكون أغلب النوبات ناتجة عن شكل من أشكال تجلط الدم في الشريان الرئيسي أو عدم وصول الدم الى القلب.
 
ويعتبر التدخل الطبي المبكر في هذه الحالات ضروري، فعضلة القلب تخسر أكثر من نصف قوتها في الفترة الأولى من النوبة القلبية، وبالرغم من ذلك فان مريضا واحدا من بين اربعة مرضى يستطيعون الحصول على تدخل طبي سريع.
 
واستطلعت مؤسسة القلب البريطانية أكثر من 500 مريض بنوبات قلبية ووجدت أن 80% من هذه الحالات لم تستطع أن تدرك أنها كانت تعاني من اعراض النوبة القلبية، منهم 35% ظنوا بأنهم يعانون من عسر الهضم.
 
وطلب 50% من المرضى المساعدة بعد أكثر من ساعة، فيما 11% انتظروا يومين أو أكثر، وتعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية هي القاتل الأكبر في بريطانيا فتتسبب في مقتل 155 ألف حالة سنويا.
 
وتشير مؤسسة القلب البريطانية الى أن أكثر الناس يعتقدون أن النوبات القلبية تحدث بسرعة وهذا اعتقاد خاطئ، فهم يتوهمون أنها تهاجم الشخص فتضطره الى الامساك بصدره  ولكن في أغلب الحالات فان النوبة القلبية تحدث بالتدريج.
 
 
وتصف ميلاني مولي البالغة من العمر 43 عاما معاناتها من الاصابة بالنوبة القلبية في عمر 38 والتي كانت تعتقد في فترتها أن ألم ذراعها يحدث بسبب حملها لطفلتها اليس، وتشير " لقد كان الألم يأتي ويذهب طوال اليوم، ولكني لم أكن أريد أن أبقي في غرفة الانتظار مع طفل يستمر في البكاء، وفي ذلك المساء تعرضت لنوبة قلبية أدت الى توقف القلب، ولكن سيارة الاسعاف وصلت سريعا والحمدلله مما أنقذ حياتي."
 
وتوضح أنها لم تعرف أنها في خطر، وتقول " لم أعتقد أنني سأتعرض لنوبة قلبية، ولكن لهذه التجربة تأثير كبير في حياتي، وبالرغم من أنها حصلت قبل بضع سنوات، وكلني حصلت على الكثير من المساعدة والمشورة لاستعادة مسار حياتي الصحيح مرة أخرى."
 
وشرح الرئيس التنفيذي في المؤسسة البريطانية للقلب سايمون غيليسبي " كل ثانية في النوبة القلبية محسوبة، وكلما سارع الناس بطلب الاسعاف كلما زادت فرصهم للتعافي، وتشير الأبحاث أن سبعة من كل عشرة أشخاص ينجون من النوبات القلبية، ومعظم الحالات تحدث بدون سابق انذار لذلك لا وسيلة للتنبؤ بالنوبة القلبية، وعلينا أن نطور فهم الناس في النوبات القلبية ونطور أضل سبل لتفاديها."
 
وتتمثل أعراض النوبة القلبية في العادة في ألم في الصدر وضغط على منتصف الصدر، وينتقل الألم عادة من الصدر الى الذراع أو الفك أو العنق أو الظهر، ودوار في الرأس والتعرق، وقصر في النفس والإحساس بالإعياء والقلق والسعال وعادة ما يشعر بعض الناس بمشكلة في الهضم.