مرض ألزهايمر يفقد الناس القدرة على التعرف على الوجوه وبالتالي لا يستطيعون معرفة أحبائهم

كشفت دراسة بحثية جديدة أن المصابين بمرض ألزهايمر لا يتعرفون على أحبائهم بسبب مشكلة في تمييز الوجوه، فهم يعانون من مشكلة في تحديد شكل الأشخاص إلى جانب المشاكل التي يسببها المرض للذاكرة. ويؤثر ألزهايمر على الطريقة التي يرى بها المرضى الوجوه، ويمهد هذا الاكتشاف إلى استراتيجيات مختلفة مثل تحديد خصائص معنية في الوجه أو الصوت ليكون مقدمة لمساعدة المرضى على التفاعل مع الأقارب لفترة أطول، وشرح البروفيسور سفين جوبير من جامعة مونتريال أن التعرف على الوجوه يلعب دورًا أساسيًا في مجال الاتصال، وهذا هو السبب الذي يجعل البشر قادرين على الكشف بسرعة عن الوجوه وتحديدها، وأن هذه المهارة تعتمد على القدرة على إدراك الوجه ككل، والمعروف أيضًا بالتصوير الشامل، وهذا يختلف عن كون الإنسان قادرًا على التعرف على مميزات معينة في الوجه مثل العينين أو الأنف أو الفم.

وأظهرت دراسة الدكتور جوبير أن مرض ألزهايمر ينال من قدرة الإنسان على التصوير الشامل، وقدر إصابة 46.8 مليون شخص بالمرض العام 2015 وفقًا لإحصاءات المؤسسة الدولية لمرض الزهايمر.

ويتضاعف هذا الرقم تقريبًا كل 20 عامًا، ففي العام 2030 سيصل عدد مرضى ألزهايمرإلى 74.7 مليون شخص، وإلى 131.5 مليون العام 2050، وقارن العلماء في الدراسة الجديدة قدرة الأشخاص مع مرض ألزهايمر وكبار في السن أصحاء على التعرف على الوجوه والسيارات في الصور سواءً كانت مستقيمة أو مقلوبة رأسًا على عقب.

ووجد الباحثون أن نتائج الأشخاص الذين كانوا يعانون من ألزهايمر لم تكن مشابهة للأصحاء، في ما يتعلق بالإجابة الدقيقة، وكان هناك فارق كبير في الوقت الذي استغرقه الطرفان لمعالجة صور الوجوه والسيارات، وحلل القائمون على الدراسة الدماغ أثناء النظر إلى الصور، ومع ذلك كان الأشخاص الذين يعانون من ألزهايمرأبطئ في التعرف على الصورة بكثير عندما كانت مستقيمة، وأخطأوا أكثر من الأفراد الأصحاء، ويشير هذا الأمر إلى صعوبة التعرف على الوجوه بشكل خاص لدى المرضى.

ومن المدهش أن العلماء لاحظوا أن هذا التراجع يظهر في المراحل المبكرة من المرض، وتساعد هذه الدراسة على تفسير لماذا يعاني الناس المصابون بمرض ألزهايمر بالتعرف على وجوه أفراد أسرتهم أو المشاهير، وعندما يدرك الإنسان أن هذا الأمر ليس مجرد مشكلة عامة في الذاكرة، فهذا يمكن أن يسبب العلاج المختلف في البداية، حيث يتم تدريس المرضى لشحذ ذاكرتهم للتعرف على ملامح الوجه أو الصوت من أجل أن يتذكروا الناس، ونشر هذا البحث في مجلة مرض ألزهايمر.