الصداع النصفي

اخترع العلماء جهازًا جديدًا لمعالجة السمنة عن طريق صعق الأذن، إذ يتم تثبيته على الجلد داخل الأذن، فتعمل النبضات الكهربائية على تحفيز العصب الذي يربط المخ بالمعدة، مما يشارك في تنظيم الشهية.

وتتبنى هذه النظرية تداخل النبضات الكهربائية مع إشارات الشهية بين المعدة والمخ، ونتيجة لذلك، لا يشعر المرضى بالجوع ويأكلون كميات أقل طوال اليوم، ويساعد هذا الاكتشاف أكثر من 60% من البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة العام 2014، وفقًا لمنظمة الصحة العامة في بريطانيا.

والدواء الوحيد لمكافحة السمنة المتاح بوصفة طبية هو أورليستات، لكن له آثار جانبية محتملة مثل انتفاخ البطن وآلام المعدة، وهناك جراحة المعدة التي تعرض فقط على أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكثر من 40، أو أكثر من 35 إذا كانت لديهم حالة أخرى من المرض، مثل داء السُكري من النوع الثاني، وهو ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض إضافية، وكأي جراحة أخرى، العمليات الجراحية في المعدة تحمل في طياتها خطر جلطات الدم والنزيف، كما لا يغطيها التأمين الصحي مما يعني تكلفة طائلة على المرضى.



ويعتقد الباحثون أن النهج الجديد يمكن أن يكون وسيلة أكثر أمانًا وأقل تكلفة لمعالجة السمنة كما أن لديه عددًا قليلًا من الآثار الجانبية، ومن المعروف أن هذه الفكرة هي تحفيز العصب المبهم، الذي يمتد من الدماغ إلى البطن، ويستهدف تبادل الرسائل من وإلى القلب والرئتين والجهاز الهضمي، كما أن لديه فروعًا في الوجه، وواحدة من وظائفه هي تمرير رسائل تقول للمخ ما إذا كانت المعدة فارغة أم ممتلئة.

ولكنه يشارك أيضًا في عمليات مثل التنفس ومعدل ضربات القلب وضغط الدم وتنظيم المزاج، وجرى اختباره كعلاج لظروف مختلفة مثل الصداع النصفي وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب، ففي دراسة أجريت في جامعة مينيسوتا، وجد الباحثون أن جميع المرضى الذين تلقوا تحفيزًا للعصب التائه، عولجوا من الاكتئاب كما خسروا بعض الوزن، وفقًا للمجلة الدولية للسمنة.

وقد أظهرت دراسات أجريت على الحيوانات أيضًا أن تحفيز العصب المبهم من خلال زرعه في العنق طوال شهر، أدى إلى انخفاض استهلاك الغذاء والوزن، وعادة ما يعطى التحفيز عبر القطب جراحيًا في منطقة مثل الرقبة والصدر والقناة الهضمية، حتى تلمس الأعصاب مباشرة وتؤثر على الإشارات، وفي الآونة الأخيرة، تم استخدام الأجهزة الخارجية كوسيلة أقل غازية لعلاج المرضى.

ويقع فرع من العصب المبهم تحت جلد الأذن، إلى جانب قناة الأذن، حيث يمكن الوصول إليها بسهولة مما يجعلها هدفًا مثاليًا للتحفيز، ويعتقد الباحثون أن تحفيز العصب يتداخل مع الإشارات حتى أن الدماغ لا يعرف ما يجري في القناة الهضمية، ولأن الإشارات غير واضحة، فإنها تتحول تلقائيًا إلى وضع "الافتراضية"، مما يجعل المخ يفترض أن المعدة ممتلئة، وبالتالي يوقف المشغلات التي تشجع الشهية.