لندن ـ كاتيا حداد
يرجّح علماء أن الطحالب الموجودة في خزانات بحيرات ومصبات الأنهار في المملكة المتحدة يمكن أن تكون دليلًا على مرض الزهايمر، وفقا لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية، وهذا الاقتراح تقدم به العلماء الذين يدرسون حالة غامضة تشبه الزهايمر منتشرة بين سكان تشامورو في جزيرة غوام في المحيط الهادئ.
وتم تشخيص سكان تشامورو بمرض غامض يسبب ضمور تدريجي في المخ على مدى عقود، يسمونه lytico-bodig،
وتظهر أعراضه الأولى عندما يكون الضحايا في منتصف الأربعينات والخمسينات، حيث تضعف أجسامهم وتبدأ في التعثر. وفي الوقت الذي يصلون فيه إلى الستينات، ويعانون من نوع من الاهتزاز مثل تلك التي تظهر في باركنسون. ثم مشاكل في الذاكرة والتفكير مثل تلك الموجودة في مرض الزهايمر.
ومنذ الستينات، ويشتبه الخبراء أن مادة كيميائية تُسمى BMAA يمكن أن تكون الفعل الحقيقي وراء المرض.
ويتم إنتاج هذا المركب السام من قبل البكتيريا الزرقاء، والمعروفة باسم الطحالب الخضراء المزرقة، والتي تنمو في جذور نبات سيكاد في غوام حيث توجد في بذوره، والتي يطحنها الناس، وتتراكم هذه المادة الكيميائية أيضا في الجسد من الثعالب الطائرة التي تأكل البذور، والتي بدورها يأكلها سكان تشامورو كطعام شهي.
ويتم إنشاء السم في بعض الأحيان من قبل المنتج من الطحالب الزرقاء والخضراء التي تنمو بشكل متزايد في البحيرات والخزانات
وتحقق الدكتور بول آلان كوكس، من معهد إثنوميديسين في وايومنغ،ما إذا كانBMAA قد يفسر حدوث العديد من حالات المرض الذي يشبه الزهايمر في جميع أنحاء العالم. ويعتقد الخبراء أنه يمكن أن يسبب مجموعة من الأمراض في المجتمعات التي تقع على ضفاف بحيرة وغيرها مما يتعرضون للماء المصاب.
وفي دراسة نشرت الأسبوع الماضي في دورية وقائع الجمعية الملكية، الدكتور كوكس وفريقه قاموا بتغذية القرود بالفاكهة التي ترتفع بها نسبة سم BMAA لمدة 140 يوما، تقريبا الجرعة التي قد يستهلكها قروي من تشامورو على مدى العمر.
و على الرغم من أن القردة لم تظهر مشاكل في الادراك، إلا أنهم ظهر لديهم تشوهات في المخ تسمى التشابك تاو، بشكل غير طبيعي. وكانت عيوب المخ التي ظهرت في القرود مشابهة لتلك التي وجدت في الناس في مرحلة مبكرة من الزهايمر، والذين لم يظهر لديهم أيضا حتى الآن أية أعراض.
ويدرج BMAA في قائمة بروتينات المخ، مما يسبب لهم عدم الإدراك والتشابك.
وفقا لمؤسسة مقرها في المملكة المتحدة لبحوث المياه، أصبحت حثالة السطح السامة من الطحالب الخضراء المزرقة تمثل مشكلة متزايدة هنا، حيث تنمو بسرعة عند البحيرات والخزانات التي تصبح ملوثة بالنيتروجين وفوسفور الأسمدة من المزارع، ومياه الصرف الصحي المعالجة.