لندن ـ كارين إليان
كشف أحد الأبحاث أن عدد ساعات النوم الكثيرة يفيد كثيرًا المرأة، وربما يقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري، بينما على النقيض من ذلك الرجال، فإن الذين يستمرون في النوم لساعاتٍ طويلة منهم يواجهون زيادة في مخاطر الإصابة بداء السكري، وتكمن أهمية الاكتشاف في أن معدلات الإصابة بمرض السكري في زيادة، وبالتالي ربما يؤدي ما توصل إليه العلماء إلى الحد من المضاعفات التي تهدد الحياة بدايةً من السكتة الدماغية وأمراض القلب، وصولاً إلي العمي وأمراض الكلى واضطرابات في الدورة الدموية بما يؤدي في النهاية إلى بتر الأطراف.
ودرس فريق بحثي بقيادة هولندي ما يقرب من 800 رجال و نساء أصحاء في منتصف العمر، وقد ارتدى المتطوعون جهازًا لمراقبة نومهم، إلى جانب خضوعهم لاختبارات من أجل إظهار تأثير النوم الجيد علي الجسم، وكيف كان قادرًا على استخدام الإنسولين، وهو هرمون معالجة السكر، ففي داء السكري من النوع 2، نجد أن الجسم لا يفرز ما يكفي من الإنسولين، أو يكافح من أجل استخدام الإنسولين الذي تم إفرازه.
واستغرق المتطوعون في النوم لمدة سبع ساعاتٍ و 18 دقيقة في المتوسط، وتبين أن النساء اللائي امتدت ساعات نومهن إلى أكثر من ذلك، كان الجسم لديهن أفضل حالاً في استخدام الإنسولين. كما أن مع زيادة عدد ساعات النوم للنساء، فإن الاستجابة للهرمون تصبح أفضل، بما يقلل من مخاطر إصابتهن بداء السكري.
ومن المثير للاهتمام، أن نقص عدد ساعات النوم ارتبط أيضًا باستخدام أفضل للإنسولين لدي النساء، ومع ذلك، فإن النتائج كانت مغايرة تمامًا بالنسبة إلى الرجال في الدراسة، حيث أدت الزيادة في عدد ساعات النوم عن المتوسط إلى تقليل قدرتهم على استخدام الإنسولين، بما يعني أنهم أكثر عرضة لمخاطر مرض السكري.
كما يضر بالرجال أيضًا قلة عدد ساعات النوم وفقًا لتقارير مجلة علم الغدد الصماء و التفاعل الحيوي، وقال الدكتور فيمكا روترز من المركز الطبي في أمستردام إنهم لاحظوا وجود علاقة قوية ما بين عدد ساعات النوم والتفاعل الحيوي للجلوكو، بعد مشاركة مجموعة لما يقرب من 800 شخص من الأصحاء، ضيفًا أن استغراق الرجال في النوم لساعات تزيد كثيرًا أو تقل كثيرًا عن المتوسط كان مرتبطًا بالاستجابة الأقل للخلايـا في الجسم مع الإنسولين، حيث تقليل امتصاص الجلوكوز، وبالتالي زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري في المستقبل.
ويكشف ذلك البحث أهمية النوم كمفتاح أساسي لصحةٍ أفضل، ومن المعروف أن الرجال لا يستغرقون بشدة في النوم بخلاف الحال عند النساء، ما قد يؤدي إلى معاناة الرجال أكثر من الحرمان من النوم، بينما من غير الواضح لماذا يضر النوم لساعاتٍ كثيرة الرجال، في حين يبدو الأمر جيد بالنسبة إلى النساء، وكانت دراسة سابقة قد كشفت أن النساء وعلي الرغم من قضائها ساعاتٍ أطول علي الفراش مقارنةً بالرجل، إلا أنها لا تحصل علي قسط وافر من النوم، وأوضح الباحثون أن المشكلات التي تواجهها النساء في العمل والحياة الأسرية ربما تؤثر بالسلب علي النساء في حصولها علي ما يكفي من ساعات النوم.