أول مريض بالغيبوبة يستعيد وعيه بدون عملية جراحية

أصبح شاب يبلغ من العمر 25 عاما أول مريض بالغيبوبة يستعيد وعيه بدون عملية جراحية خطيرة، وبدأ عقل الشاب الذي لم يتم تحديد اسمه بالعمل عبر تكنولوجيا طبية جديدة في عالم جراحة المخ والأعصاب، وبعد أيام من الإفاقة، اتضح أنه في كامل وعيه، فقد رد على الأسئلة ورد التحية بيديه للأطباء، وهذا هو المريض الأول الذي تطبق عليه هذه المنهجية.

ويعد هذا الإجراء علامة في المعرفة الطبية ما قد يحمي وينقذ حياة الملايين، وأكد خبير جراحة المخ والأعصاب بجامعة كاليفورنيا الدكتور مارتن مونتي: "حتى الآن المنهجية الوحيدة لإعادة المخ للعمل، هي إجراء عملية التحفيز العميق للدماغ، عبر زرع أقطاب كهربائية داخل مهاد المخ"، وأضاف: "ولكن منهجيتنا الجديدة تستهدف مباشرة المهاد، ولكن بدون توسع"، مشيرًا الى أن الإجراء الذي يأخذوه تقريبًا "كما لو أعادا الخلايا العصبية للعمل".

وتركزت الدراسة التي نشرت في "جورنال برين ستيموليشن" العلمي على المهاد باعتباره الجزء الأضعف بعد أن يدخل المخ في غيبوبة، وهذا المهاد بيضوي الشكل محور الحس في الدماغ، ويبث إشارات إلى مختلف المناطق وينظم الاستيقاظ والإثارة، وحاليًا، تستهدف الأدوية الموصوفة لضحايا الغيبوبة المهاد بشكل غير مباشر، وقبل البدء في استخدام الإجراء الحديث كان المريض يظهر الحد الأدنى من الإشارات الواعية والكلام المفهوم، وكان يستطيع أن يقوم بالحركات المحدودة عند طلب ذلك، ولكن ردود الفعل هذه بطيئة.

ويشتمل العلاج على جهاز من إنتاج البروفيسور ألكسندر برستركتسكاي في شركته الطبية "رينسوكس"، والجهاز الذي حجمه مثل حجم الطبق الصغير، يتم وضعه على جانب الراس، ويرسل إشارات إلى المهاد، وهذا الإجراء، المسمى بالمنخفض الحدة الذي يركز النبضات فوق الصوتية، ينشأ مجالا صغيرا من الطاقة الصوتية التي يمكن أن تستهدف مناطق مختلفة من الدماغ لإثارة أنسجة المخ، وتم إعادة هذا 10 مرات، كل مرة 30 ثانية، وخلال اليوم بعد تلقي العلاج، تطورت استجابة المريض، وبعد ثلاثة أيام، استرد المريض كامل وعيه وكل قدراته اللغوية، ويستطيع الاتصال بتحريك رأسه موافقة أو رفضًا، وفوق ذلك تمكن من السلام باليد على الأطباء.

وأوضح الدكتور مونتي: "التغيير كان واضحًا"، ووفقًا للأطباء، الجهاز آمن للغاية لأن مستويات طاقته منخفضة، وهو يصدر طاقة أقل من جهاز دوبلر التقليدي للموجات فوق الصوتية، وبالتالي يقلل تأثيرها على المخ، ويهدف الباحثون إلى تطبيق هذا الإجراء على مزيد من المرضى ها العام لتطوير العلاج، ويتم اختبار قدرة الجهاز على الدخول للدماغ لعلاج حالات أخرى مثل الرعاش والألم المزمن والخرف.