الشعور بالضغط يصيبنا بالجوع واللجوء إلى جميع أنواع الطعام التي من الخطأ تناولها

 مع ازدياد الضغوط علينا، فإن ذلك يجعلنا نشعر بالجوع واشتهاء جميع أنواع الطعام التي من الخطأ تناولها. وبالتالي ماذا بوسعنا القيام به حيال ذلك ؟ فجميعنا نقوم بذلك وفي غفلة خلال جلوسنا أمام شاشات الكمبيوتر في محاولة لإنهاء كافة الواجبات قبل موعدها النهائي فنتناول البرغر ورقائق البطاطس، أو نلجأ إلى الكعكة والأيس كريم عقب سماع أخباراً سيئة.

فالعثور على الراحة في الغذاء أمر طبيعي للغاية بين البشر، إلا أن تناول المزيد من الحلوى والطعام المالح والدهني يجعلنا نشتهيها أكثر.
ويشير العديد من الدراسات إلى أن الضغوط ليست فقط مجرد حالة ذهنية، وإنما يحدث معها تغيرات كيميائية في الجسم يمكن أن يدوم تأثيرها وتصاحبها آثار ضارة على صحتنا أيضاً.

  إندفاع الهرمون

في المواقف العصيبة، يقوم الدماغ بإرسال إشارات إلى أعضاء الجسم بأننا معرضون لتهديد، مع إغراق الجسم بهرمونات الضغط مثل الأدرينالين و الكورتيزول. وفي البداية قد نكون منهمكين في التفكير بشأن الطعام وهو جزء طبيعي من المكافحة أو الهروب إستجابةً للخطر، ولكن مع إنتهاء الضغوط أو بقائها فإن الكورتيزول يظل في الجسم لفترةٍ طويلة بعد إنتهاء إندفاع الأدرينالين الأولي ويؤدي بنا إلى تناول الأطعمة الغنية بالطاقة.

وتوصلت دراسة العام الماضي إلى أنه إذا كان هناك إجتماع مثير في الصباح أو تفاعل مع عميل يشعر بالضيق، فمن المرجح إتجاه العاملين الى تناول قطعة شكولاتة إضافية في وجبة الغداء، نظراً لأن الدماغ يحاول تحقيق التوازن ما بين المتطلبات المادية والعقلية نتيجة للإجهاد.

ومن الأفضل إستهلاك الكثير من الطاقة مع التحدي البدني، بحيث لن يكون من الجيد الجلوس على مقاعدنا وإنشغالنا بضغوط العلم والوفاء بالموعد النهائي للواجبات أو حتى التفكير في كيفية سداد الرهن العقاري.

  الأخبار السيئة وتأثيرها على الجسم
 
يمك للكورتيزول أن يكون له تأثير على كيفية توزيع الدهون في أجسامنا، بحيث لا تتركز تحت الجلد وإنما في منطقة الخصر، بما يصعب التخلص منها لفترةٍ طويلة، فضلاً عن تسببها في مشكلات للصحة وزيادة فرص الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وكذلك أمراض القلب. ويتسبب إرتفاع مستوى التوتر في إضطراب النوم ويسيطر الشعور بالقلق، ما يشكل عبئاً إضافياً على قوة الإرادة ويشجع على الإفراط في تناول الطعام.

  ترويض الإجهاد

لا يعد من السهل إجراء إصلاح جذري لأنماط الحياة، وبالتالي فإن الحل الأمثل يكمن في تغيير طريقة الإستجابة للضغوط، ولكن الإتجاه إلى الطعام متى كان هناك شعور بالضغط لا يمثل حلا. ففي المرة المقبلة التي يكون فيها شعور بالضغط وإشتهاء لتناول قطعة مزدوجة من كعكة الشكولاتة، يمكن محاولة التوقف عن ذلك والإسترخاء لبعض الوقت.

 التوقف لخمس دقائق قبل الإستسلام للشهية

يتعين التوقف وأخذ خطوة إلى الوراء قبل الإستسلام للشهية. حيث أن الإنتظار لخمس دقائق أو دقيقة واحدة في حال الشعور بصعوبة الأمر، يسمح للجسم بإختبار ما إذا كان بإمكانه التعامل مع الضغوط بطريقة مختلفة. وبعد إنتهاء هذه المدة يمكن الإبتعاد عن الإشتهاء والإتجاه نحو الإسترخاء.

كما يمكن التمتع بالسير في الخارج، والإستماع إلى الموسيقي المفضلة أو الحصول على بعض أشعة الشمس أو إيجاد ملاذ هادئ للجلوس وممارسة بعض تمرينات التنفس البطيء. وبينما يتم القيام بذلك، يتعين عليك التحقق من الشعور وقتها، وما إذا كانت الضغوط قد إنخفضت مستوياتها.