التقدم في العمر

كشفت دراسة جديدة أنه كلما زاد شعورك بأنك كبير في السن نسبة إلى عمرك الحقيقي، كلما زاد احتمالات الإصابة بالخرف, حيث قام الفريق بمتابعة ما يقرب من 6000 شخص من كبار السن في الولايات المتحدة لمدة سنتين إلى أربع سنوات, ووجد الباحثون أن الذين يشعرون بأنهم أكبر سنا أكثر من سنوات عمرهم الحقيقي كانوا 18 في المائة أكثر عرضة لتطوير التخلف الإدراكي و 29 في المائة أكثر عرضة لتطوير الخرف الكامل، مقارنة مع أقرانهم الذين شعروا بأنهم أصغر سنا, حيث كان المشاركون في الدراسة الذين عانوا من الاكتئاب ولم يمارسوا الرياضة أكثر عرضة لتقييم أنفسهم والشعور بأنهم كبار في السن في البداية، وقد نشر القائمون على الدراسة دراستهم في مجلات علم الشيخوخة: العلوم النفسية.

 زيتماشى مع الأبحاث السابقة التي تقترح وجود صلة بين الاكتئاب والخرف، والتي كتبها يانيك ستيفان من جامعة مونبلييه في فرنسا وزملائه, وقال اريك فوجلسانغ، وهو باحث علم الاجتماع في جامعة ولاية كاليفورنيا في سان برناردينو والذي لم يشارك في الدراسة: "إذا كنت تفعل الأشياء التي تجعلك تشعر بالشباب، مثل ممارسة الرياضة، قضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء، أو التمتع بهواية، فهذا يمكن أن يحميك من تدهور الذاكرة".

 وحلل فريق الدراسة بيانات 5748 من البالغين في الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 65-98، الذين لم يعانوا في البداية من مشاكل في الإدراك.
 
وقد طلب من نصف المشاركين الإجابة على استطلاع في عام 2008 يطلب منهم تحديد كم من العمر يشعرون، وأكملوا النصف الآخر في عام 2010,  وأجريت مقابلات مع جميع المشاركين واختبر الباحثون الذاكرة ومهارات التفكير لتحديد ما إذا كان لديهم وظيفة إدراك عادية، أو ما يسمى بضعف الإدراك من دون العته، أو الخرف. وأجريت نفس الاختبارات على المتابعين في وقت لاحق من 2-4 سنوات.

وسأل فريق الدراسة أيضا المشاركين سواء اختبروا أعراض الاكتئاب من قبل أم لا، وشاركوا في الألعاب الرياضية أو الأنشطة الرياضية وعما إذا كان لديهم مرض السكري أو تاريخ من التدخين, وأجريت الدراسة على المشاركين ذوي الوظائف الإدراكية العادية فقط في بداية الدراسة والتحليل, في المتابعة، معظم المشاركين ما زال لديهم الوظيفة الإدراكية العادية، ولكن تم تصنيف 979 شخص (17٪ من المجموعة) كضعاف معرفيا و94 شخصا، ما يقل قليلا عن 2 في المئة، عانوا من الخرف.

 وذكر فوجلسانغ أنه استنادا إلى نتائج الدراسة: "إذا شعرت بأنك تبلغ من العمر من 80- 85 بدلا من 75، فهذا من شأنه أن يزيد احتمالات الإصابة بالخرف بنحو 30 في المئة", وأشار الباحثون إلى أن الصورة النمطية السلبية عن الشيخوخة قد تكون سبب آخر لشعور الناس بأنهم أكبر سنا، مما يشير إلى أن استيعاب هذه الصور النمطية يمكن أن يؤثر على الوظيفة المعرفية، مما يزيد من خطر الخرف.

 وأخذ الباحثون في الحسبان الجنس والعرق والعمر في تحليلاتهم، إلا أن الدراسة لديها بعض القيود, وأوضح  فوجلسانج: "إنها لا تشكل معظم المشاكل الصحية الأخرى بخلاف الخرف، على سبيل المثال، لم يتم قياس الإجهاد أو المشاكل الفسيولوجية الأخرى في الدراسة، وأحد الأسباب أن الناس قد يشعرون بالتقدم في العمر هو بسبب الإجهاد، ونعتقد أن الإجهاد يرتبط بالخرف".

 وعلى الرغم من أن الشعور بالشباب شيء مهم، حذر فوجلسانغ من أنه قد لا يساعد دائما, وبين: "الناس قد يكون لديهم هاجس التقدم في السن عندما يبدأ العقل والجسم في التدهور، فإذا كان الأمر كذلك، فالتفاؤل يمكن أن يكون مفيدا لهم".