الأطفال يعانون من السمنة مع بداية سن السابعة

حذَّر العلماء من المواد الكيميائية الموجودة في المعلبات المعدنية ، فضلا عن المنتجات البلاستيكية كالنظارات الشمسية، من أنها قد تزيد من حال السمنة عند الأطفال.
ووفقا للدراسة، التي أشارت اليها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الأطفال يتعرضون الى مستويات عالية من ثنائي الفينول (أ )في رحم الأمهات ما يجعلهم أكثر بدانة مع بداية سن السابعة.

وهناك مخاوف من أن هذه المادة الكيميائية، الموجودة في العديد من العناصر اليومية، تغير برمجة التمثيل الغذائي للطفل الذي لم يولد بعد، مما يتسبب في مشاكل في السنوات المقبلة بعد ولادته.  ووفقا للدراسة، فإنه تم العثور على مادة ثنائي الفينول (أ ) في بطانة علب المواد الغذائية المعدنية، وبعض العلب والزجاجات البلاستيكية الخاصة بالمشروبات الغازية والكحولية.
ورغم حظر زجاجات الرضع من البلاستيك، لا تزال هناك بعض الزجاجات القابلة لإعادة التعبئة بالمياه، فضلا عن حاويات المواد الغذائية من البلاستيك، والنظارات الشمسية، والأقراص المدمجة، وتذاكر اليانصيب وإيصالات المحلات.

ويمكن أن تتسرب هذه المادة إلى الطعام أو يتم  استنشاقها أو امتصاصها عن طريق الجلد، وقد ألقي باللوم على المواد الكيميائية في حدوث كثير من المشاكل الصحية بداية من اضطرابات الخصوبة وحتى مرض السكري وأمراض القلب والربو.

وفي أحدث دراسة علمية، قاس باحثون أميركيون  مستويات ثنائي الفينول ( أ ) لدى أكثر من 350 امرأة حاملا، ثم تتبع قياس وزن أطفالهم  حتى يصلوا إلى سن السابعة، ووجد أن نحو 94 %  من النساء لديهن هذه المادة الكيميائية في أجسادهم خلال فترة الحمل ، وكلما زاد مستواه، كلما زادت بدانة أطفالهن في سن السابعة.
 
 ولا يمكن تفسير هذا الاكتشاف بمعزل عن تناول الأطفال أنفسهم أطعمة بها ثنائي الفينول أ، مما يدل على أن الضرر يحدث خلال الأشهر الأولى من الحياة، ولأسباب غير واضحة، فإن الفتيات من الأطفال تتأثرن بهذه المادة على نحو خاص، وفقا لتقرير  مجلة "الصحة البيئية".

وقال رئيس فريق الباحثين الدكتور لوري هويبنر من جامعة كولومبيا في نيويورك، إن "هذه الدراسة تقدم دليلا على أن تعرض الجنين لمادة ثنائي الفينول أ (( BPAيمكن أن تسهم زيادة قابلية جسم  الطفل للسمنة وتخزين الدهون".

يأتي ذلك فيما رأى الدكتور أندرو راندل، أن "دليل ارتباط وجود ثنائي الفينول  في رحم الأم قبل الولادة وتعرض الأطفال للسمنة قد يكون عاملا أساسيا مهما في سبب البدانة". وقال إن"المواد كيميائية مثل ثنائي الفينول ( أ )يمكن أن تغير التمثيل الغذائي للطفل وتؤثر على تشكيل خلايا الدهون في وقت مبكر من حياته".

ونصح العلماء أولئك الذين يشعرون بالقلق من ذلك، باستبدالها بالأصناف الطازجة أو المجمدة بدلا من المواد الغذائية المعلبة، فضلا عن تجنب وضع حاويات المواد الغذائية المصنوعة من البلاستيك في "الميكروويف"، وخاصة المكتوب عليها رقم (7)، لأنها يمكن تسرب المواد الكيمائية منها خلال تعرض البلاستيك إلى درجات حرارة عالية .
 
يأتي ذلك فيما دعا  تام فراي المنتدى الوطني للبدانة، الأمهات على عدم الذعر، وقال إنه رغم اكتشاف البحث لأهمية تأثير هذه المواد الكيميائية، إلا أن ضررها صغير مقارنة بتأثير رجيم المرأة في فترة الحمل و أو إتباع الأطفال لرجيم خلال فترة نموهم.