العمليات الجراحية المعقدة

توصل العلماء إلى تقنية جديدة يمكنها توفير العمليات الجراحية المعقدة والمشوهة على مئات من المرضى الذين يعانون من أورام الفك، وذلك عن طريق زرع التيتانيوم من خلال إدراجها في شقوق صغيرة بالقرب من الأذن وتحت الذقن.

حتى الآن الإجراء التقليدي يضمن إزالة الجزء المصاب من الفك من خلال شق أربع إنشات على جانب الوجه، وإعادة بنائها باستخدام العظام المأخوذة من الفخذ أو الساق، وهو ما يترك ندبات كبيرة ويتطلب ليلتين على الأقل في العناية المركزة، تليها البقاء في المستشفى لمدة أسبوعين، ويعني هذا النهج الجديد بالحد الأدنى الذي يسمح لبعض المرضى بالتوجه للمنزل في اليوم التالي.

وقال مستشار جراحة الوجه والفكين بمستشفى في لندن "لوقا كاسكاريني": "واحدة من أكبر التحديات في التعامل مع الأورام في هذا المجال هو أن تكون على علم بأنه في حين أن علاج المريض، قد يترك لهم وجها مشوها، مما يمكن أن يتسبب في مشاكل نفسية، فالندوب المرئية يمكن أن يكون لها تأثير كبير واذا كنا نستطيع تجنبها، ينبغي لنا ذلك"، والسيد كاسكاريني، الذي عمل حتى الآن على أربعة مرضى باستخدام التقنية الجديدة، يقدر أن ما يصل إلى 300 ممن يعانون من سرطان الفك سنويا يمكن أن يستفيدوا من الإجراء الجديد.

سرطان الرأس والعنق هي النوع السابع أكثر شيوعا في المملكة المتحدة، مع حوالي 67 ألف شخص تضرروا، وفي حالة وجود أورام الفك، هناك نوعان: الأورام الثانوية حيث بدأ السرطان في أماكن أخرى وانتشر في الفك، أو هناك حالات نادرة حيث ينشأ الورم في عظم الفك نفسها.

وتتضمن الجراحة عملية تستمر من 8 لـ10 ساعات ساعة لإزالة الجزء المصاب من الفك، وقد يحتاج المرضى أيضا العلاج الإشعاعي لمنع انتشار السرطان فيما بعد، وللمرضى الذين يعانون من نوع نادر من السرطان الذي ينشأ في عظم الفك، ليس مطلوبا العلاج الإشعاعي، وهذا يعني أنها يمكن أن تكون بمنأى عن مثل هذه الجراحة الجذرية.

وفي حالة تطبيق تلك التقنية، سوف يخضع المرضى لعملية جديدة في عدة مراحل على مدى فترة ثلاثة أشهر، أولا، يتم أخذ أشعة مقطعية من فك المريض وإرسال الصور إلى شركة النمذجة الطبية في ولاية كاليفورنيا، التي أنشأت نسخة التيتانيوم حسب الطلب من الجانب الصحي من الفك المريض.

ثم تتم إزالة الجزء المصاب من الفك عن طريق الفم، ويتم وضع الزرع المؤقت مكانه في حين يتم تصنيع عملية الزرع، أما العملية التالية تشهد اثنين من الشقوق الصغيرة أمام الأذن وتحت الذقن، لزرع شرائح التيتانيوم في وتثبيتها في مكان مع البراغي، ثم يكون لدى المرضى خيار عملية ثالثة لزراعة الأسنان لتحل محل أي أسنان تمت إزالتها مع الورم، وكل مرحلة من مراحل العملية يمكن أن تستغرق أقل من ساعتين، مما يعطي المرضى حرية الذهاب للمنزل في اليوم التالي.