عمليات زراعة القوقعة في قطاع غزة

أنهى الوفد الطبي القطري في قطاع غزة اليوم الرابع على التوالي من عمليات زراعة القوقعة، وذلك بواقع أربع عمليات، الأحد، ليصبح مجموع ما أجراه الوفد من عمليات 16 عملية جراحية، بمشاركة عدد من جراحي الأنف والأذن والحنجرة، من الأطباء الفلسطينيين الذين رشحتهم وزارة الصحة، للمشاركة في العمليات.

وأفاد الفريق الطبي، التابع لوزارة الصحة، والمشارك في العلميات، بأن النجاحات الجراحية تتواصل، على الرغم من صعوبة بعض الحالات، التي أجريت جراحاتها الأحد، لافتًا إلى أن العمليات  تمت بنجاح كبير على الصعيد الجراحي.

وكشف الفريق الطبي عن استمرار متابعة الحالات، ليتم تأهيلها من قبل الطاقم المختص بالسمعيات، في مستشفى "حمد للتأهيل والأطراف الصناعية"، خلال المرحلة المقبلة. وأكد استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى "غزة الأوروبي"، الدكتور إيهاب الزيان، أن ما يميز عمليات زراعة القوقعة الحالية أنها تتم بأفضل الطرق الجراحية العالمية، إلى جانب أن الأجهزة المزروعة للأطفال من نوع "ميدل"، وهو يعد من أفضل ثلاثة أنواع عالمية، ويزرع لأول مرة في قطاع غزة.

وقال "الزيان": "إن الطريقة الجراحية والأجهزة الخاصة بالقوقعة ستجعل نسب نجاح الجراحة مرتفعة جدًا، إضافة إلى ارتفاع نسبة استجابة الأطفال لها، ونجاح تأهيلهم مستقبلاً". وأضاف أنه سيتم إحضار المزيد من القواقع مستقبلاً، كما أن زيارة الوفد القطري ستتكرر بشكل دوري، لإجراء المزيد من العمليات، حتى تكتمل البنية التحتية للمشروع، ويصبح الأطباء في غزة قادرين على إدارة المشروع بشكل مستقل ومتكامل، بحيث يمثل مشروعًا وطنيًا متكاملاً، بدعم الخيرين في الداخل والخارج.

وقال الدكتور منذر أهل، استشاري ورئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة في مجمع الشفاء الطبي، إن الاستجابة الأولية للأطفال لأجهزة القوقعة مقبولة جدًا، بعد إجراء الفحص الأولي، الذي تم إجراؤه في غرفة العمليات، مبينًا أن العمليات ستتواصل خلال اليومين المقبلين، بهدف إتمام 22 عملية مقررة من قبل الوفد.

وأشار "أهل" إلى أن عملية التأهيل ستتواصل خلال المرحلة المقبلة، للأطفال الذين تم إجراء العملية لهم، حيث سيتم وضع السماعة الصناعية للمريض، ومن ثم برمجة القوقعة الداخلية، ومتابعة التأهيل السمعي من جانب المختصين في مستشفى حمد.

وقال:" إن عملية التأهيل الخاصة بالأطفال ما بعد العملية لدمجهم في الحياة الطبيعية تستغرق من سنتين إلى خمس سنوات، ليتمكن بعدها الطفل بأن يعيش كباقي أطفال العالم بل عادة ما يصنف الأطفال المجراة لهم العمليات بالذكاء وكثير منهم أصبحوا متخصصين في زراعة القوقعة لإنقاذ أطفال جدد كما في العديد من دول العالم.

ومن جهتها، أعربت أم الطفل عبدالسلام عودة عن سعادتها البالغة بنجاح عملية طفلها، بعد أكثر من ست سنوات من المعاناة، بعد أن وُلد معانيًا من الصمم منذ الولادة، لأسباب وراثية.

وقالت: "خشيت على طفلي كثيرًا بعد أن كبر، ولم أستطع المغادرة بسبب الحصار الذي يمر به قطاع غزة، والإغلاق المستمر للمعابر لم يمكننا من السفر، واليوم عاد لي الأمل بفضل الله، ثم بفضل جهود أطباء الوفد القطري، الذين أجروا العملية بمشاركة الأطباء الفلسطينيين، وبمتابعة مستمرة من مستشفى حمد للتأهيل، وجمعية الأمل، والهلال الأحمر".